احتفلت قرية الخضرة بمديرية العرش محافظة البيضاء الخميس الماضي بأول زفاف جماعي ل 48 عريسا وعروسا من أبناء القرية بدعم ورعاية من أهالي قرية الخضرة. وأنت تجول في العرس، تجد الناس من حولك يبتسمون ويباركون ويهنئون ويرقصون، ولا تسعهم الدنيا للبوح عمّا في وجدانهم وخواطرهم من فرحة وتعاون، وكل فرد يعرف أن دوره قد حان في التعاون، وإن كان ضيفا فلا بُد من كلمة أو قصيدة، وأضعف الإيمان بسمة، يشارك بها في "العرس الجماعي" الذي ظل عنوانا بارزا ومشرفا ودليلا على شخصيّة اجتماعية تحب أن تقدّم عملا ذا فائدة. أهالي قرية الخضرة مديرية العرش، ومن هذا المنطق، وعلى اعتبار أن المشروع (الزواج الجماعي) مجتمعيا بالدرجة الأولى ليكتب له النجاح، تجمّعت أغاريد وتعابير الناس فرحة وسرورا، وتوزعت طقوس العرس ألحانا وسعادة، وانتشرت خيوطها في أرجاء القرية، باعتبار "الزواج" الحصن المنيع للشباب والرحمة والألفة وميلاد "مرحلة جديدة" للإنسان شبيهة ب"حياة" خلق من جديد ليعيشها. "السياسية" تتنقل في رحلة من الفرحة وتعيش لحظات العرس الجماعي الأول، من خلال لقاءات مع العرسان وداعمي العرس الجماعي: البداية مع محافظ البيضاء، محمد ناصر العامري، حيث هنأ في البداية العرسان بزواجهم المبارك، وقال: "شكل العرس الجماعي لوحة رائعة تجسّد الوحدة الوطنية التي ينعم بها كل أبناء شعبنا، وأهمية الأعراس الجماعية في إحياء روح التكافل الاجتماعي بين الناس". وأشاد العامري بالدور الذي يقوم به أهالي مدينة رداع ومديرية العرش كل عام بإقامة أعراس جماعية، ك"تقليد سنوي" في سبيل مساعدة الشباب على تكاليف الأعراس إلى جانب دورها في تنفيذ العديد من البرامج والمشروعات الخيريّة المتنوعة. ودعا المحافظ العامري الميسورين من رجال المال والأعمال من أبناء منطقة رداع -وخاصة أولئك الذين يتباهون بمظاهر البذخ والإسراف في أعراسهم- إلى صرف الأموال في أعراس جماعية كهذه تسعد مئات الأسر الفقيرة، وينالون بذلك عظيم الأجر من الله، ويتحقق التكافل الاجتماعي، وتتعمق عرى الأخوة والمودة بين مختلف شرائح المجتمع، وإلى التفاعل مع مثل هذه الجهود والاقتداء بهذه الخطوة التي رعتها اللجنة العليا لتيسير الزواج والحد من غلاء المهور في المدينة. وأكد دعم قيادة السلطة المحلية في المحافظة ورعايتها وتشجيعها لمثل هذه المبادرة الخيرية التي من شأنها تمكين الشباب من إكمال نصف دينهم، وتجسيد قيم التكافل الاجتماعي، فضلا عن دوره في حل مشكلة غلاء المهور. من جهته، قال أمين عام المجلس المحلي بمحافظة البيضاء ناصر الخضر حسين السوادي: إن تنظيم الأعراس الجماعية يعد ظاهرة اجتماعية غير مسبوقة بمديرية العرش، مضيفا: "الأعراس الجماعية لها طعم ومذاق خاص، نتمنى أن تعم كافة أرجاء الوطن، ونشكر كل من ساهم ودعم إقامة مثل هذه الإعراس للشباب المعسرين والراغبين في استكمال نصف دينهم من أبناء القرية". وقدم رجل المال والأعمال من أبناء المدينة دعمه ورعايته وتشجيعه لمثل هذه المبادرات الخيرية. مدير عام مديرية العرش عبد السلام ناجي فاضل أكد أهمية الأعراس الجماعية في إحياء روح التكافل الاجتماعي بين الناس. ونصح العرسان بالالتزام بالقيم والتعاليم النيّرة التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف، وتجسيد فن التعامل السليم بين الزوجين، وتأسيس الأسرة الصالحة التي تكون لبنة طيبة في المجتمع. مشيرا إلى أن هذا العرس يأتي حرصا من قيادة السلطة المحلية بمديرية العرش على إقامة أعراس لتشجيع الشباب على الزواج كمساهمة في تخفيف الأعباء المالية على الشباب وتكريس روح التكافل الاجتماعي والحد من مظاهر الترف والإسراف، لافتا إلى أنه سبق أن أقيمت أعراس جماعية في قرى وعزل مديرية العرض، نظمته جمعيات اجتماعية وخيرية، وكذا بدعم من رجل الأعمال من أبناء المديرية خلال العام الجاري، وفي إطار تسهيلها لنفقات الأعراس وعدم التبذير على مستوى مديرية العرش والحد من غلاء المهور. رئيس لجنة التخطيط والمالية في المجلس المحلي في المحافظة، سيلان مسعد الخضري، أكد أن العرس سيكون تقليدا سنويا من أجل التخفيف عن كاهل الشباب ومعاناتهم التي يواجهونها عند إقامة أعراسهم، تكريسا لقيم التكافل الاجتماعي والحد من مظاهر الترف والإسراف التي تصاحب الأعراس الانفرادية. العريس جمال عبد الناصر الجابري قال: إن هذا العرس الجميل والمتميّز يعد الصورة الحقيقية لمجتمع الوئام والرحمة، حيث يلتقي كل الخيّرين لتأسيس الحياة الزوجية القائمة على المودة والتكافل والمستقبل الواعد والأيام السعيدة، مقدِّما شكره لجهود رجل الأعمال حسن عبده جيّد في دعم العرس". سعادة لا تُوصف العريس ماجد صالح الطيري قال: "سعادتي لا توصف بهذا الحلم الذي أصبح حقيقة، ونبعث من خلالكم شكرنا لمن ساهم ودعم، وخصوصا لجنة تيسير الزواج، والتي ساهمت في صنع قاعدة للحد من غلاء المهور". تحصين الشباب العريس سليم علي طيلان أشار إلى أن مثل هذه الظاهرة الاجتماعية الجميلة ينبغي أن يتفاعل معها جميع مواطني اليمن، كونها تأتي لتلبية طموحات وتحصين الشباب وتزيدهم تماسكا، والتأكيد على نبذ المغالاة في المهور. شكر وعرفان العريس نصر عبد الله الفقيه، من جهته قال: "ماذا أقول في هذا اليوم، وماذا أعبِّر، إلا بالشكر الخالص لراعي الشباب الأول رجل الأعمال حسن عبده جيّد، والذي لن ننسى له هذا المعروف أبدا، والعمل الخيري، في الدنيا". دموع الفرح اللافت للنظر، وأثناء إجراء هذا الاستطلاع، هو ذلك المشهد الرائع، والذي يعبِّر عن مشاعر فياضة وصادقة اختلطت فيه عبارات الفرح والتهاني والتبريكات مع توافد الناس وتدافعهم الكبير للمباركة للعرسان حتى صعد أحد الآباء واحتضن ابنه، وقال -ودموع الفرح على خده: "الله يبارك لك ويجعلك قرة كل عين، ويحفظ الله صاحب القدر الكبير، ويكتب له الأجر والثواب"، الموقف يعكس الفرحة التي تملّكت قلوب الآباء والأمهات والأسرة والمجتمع. تخلل العُرس عدد من الرقصات الشعبية والزوامل والقصائد الشعرية المعبِّرة، نالت استحسان الحاضرين. الجدير ذكره أن مدينة رداع ومديرية العرش شهدت، منذ مطلع يناير من العام الجاري، زفاف أكثر من 520 عريسا وعروسا. حضر العرس رئيس جامعة البيضاء الدكتور سيلان العرامي ووكيل المحافظة المساعد لشؤون مديريات رداع علي محمد المنصوري، والوكيل المساعد مطهر الماوري، ورئيسا لجنتي التخطيط والمالية والخدمات في المجلس المحلي بالمحافظة سيلان مسعد الخضري، وخالد عبد الولي الطشي، وعدد من أعضاء المجالس المحلية والمشايخ والشخصيات الاجتماعية وأقرباء العرسان بمديريات رداع، وعدد من العلماء والمثقفين والشخصيات الاجتماعية في مديريات رداع.