في ذكرى قرار ضمها لإسرائيل ، أكد سكان هضبة الجولان السورية المحتلة تمسكهم بالهوية العربية السورية ، داعين المؤسسات الدولية إلى لجم العنصرية الإسرائيلية. وذكرت وكالة الأنباء السورية أن أبناء الجولان ناشدوا في رسالة لهم الهيئات والمنظمات الدولية اتخاذ موقف حازم تجاه ممارسات الاحتلال العنصرية ومحاولاته طمس الهوية العربية السورية. وأعلنوا رفضهم لقرار الضم الذي صدر فى 14 ديسمبر/كانون الأول 1981 ، مجددين رفضهم لهذا الكيان وقراراته وتمسكهم بهويتهم العربية. وقالوا فى الرسالة :" إن شعبنا لم يرضخ أو يسلم لواقع الاحتلال وفرض صيغته على هذه الأرض وما اجراء الاحتلال الاخير بالاستفتاء حول الانسحاب من الجولان إلا محاولة فاشلة وباطلة وغير شرعية لان الجولان عربي سوري لا مساومة في ذلك وتؤيده قرارات الاممالمتحدة". وناشدوا الأممالمتحدة وجميع المعنيين التدخل والضغط على سلطات الاحتلال لوقف ممارساته الظالمة واللاإنسانية. جدير بالذكر أن الجولان هي هضبة تقع بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال وتقع الهضبة بكاملها ضمن حدود سوريا ولكن في حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي ثلثي مساحتها، حيث تسيطر إسرائيل على هذا الجزء من الهضبة في ظل مطالبة سورية بإعادته إليها ويسمى الجولان أحيانًا باسم الهضبة السورية. وفي 14 ديسمبر/كانون الاول 1981 ، قرر الكنيست الإسرائيلي فيما يسمى ب"قانون الجولان" فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على الجولان وأدى القانون إلى إلغاء الحكم العسكري في الجولان ونقل صلاحيته للسلطات المدنية العادية. وتشير الخارطة الملحقة بهذا القرار إلى المنطقة الواقعة بين الحدود الدولية من 1923 وخط الهدنة من 1974 كمنطقة خاضعة لاسرائيل ، وضمت السلطات الإسرائيلية الجولان وبدأت تتعامل مع المنطقة كأنها جزء من محافظة الشمال الإسرائيلية ولم يعترف المجتمع الدولي بالقرار ورفضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قرار برقم 497 في 17 ديسمبر 1981 . وقد أكد مجلس الأمن في قراره أن الاستيلاء على الأراضي بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الأممالمتحدة واعتبر قرار إسرائيل ملغيًا وباطلا ومن دون فعالية قانونية على الصعيد الدولي وطالبها باعتبارها قوة محتلة بأن تلغي قرارها فورًا. مع ذلك لم يفرض مجلس الأمن عقوبات على إسرائيل بسبب قرار ضم الجولان وتشير وثائق الأممالمتحدة إلى منطقة الجولان باسم "الجولان السوري المحتل" كما تشير إليها بهذا الاسم وسائل الإعلام العربية وبعض المنظمات الدولية الأخرى. وتبلغ مساحة المنطقة التي ضمتها إسرائيل 1200 كيلو متر مربع من مساحة سوريا وتمثل 14% من مخزونها المائي كما يمثل الجولان ثلث مياه بحيرة طبريا التي تمثل مصدر المياه الأساسي لإسرائيل والأراضي الفلسطينية. ويطمع الإسرائيليون بهضبة الجولان لأنهم يرون أهمية كبيرة في السيطرة عليها لما تتمتع به من موقع استراتيجي فبمجرد الوقوف على سفح الهضبة يستطيع الناظر تغطية الشمال الشرقي من إسرائيل بالعين المجردة بفضل ارتفاعها النسبي وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا فالمرتفعات تكشف الأراضي السورية أيضا حتى أطراف العاصمة دمشق. وأقامت إسرائيل محطات إنذار عسكرية في المواقع الأكثر ارتفاعا في شمالي الهضبة لمراقبة تحركات الجيش السوري. ومنذ 1967 ، أقامت إسرائيل في الجولان بعض المستوطنات وهناك حاليا أكثر من 30 مستوطنة يهودية أكبرها مستوطنة كتسرين التي أقيمت سنة 1977 قرب قرية قسرين المهجورة وتعتبر مركزا إداريا وتجاريا للمنطقة وتسكن فيها حاليا 6500 ألف يهودي ثلثهم من اليهود المهاجرين من روسيا الذين توطنوا في إسرائيل في التسعينات.