عندما قرر الإخوان شن الحرب على الدولة اليمنية وسلبها في مؤامرة الربيع العربي أعدوا كل شيء لمعركتهم الشرسة متمسكين بمشيخة الملياردير المكروه تاركين الحكمة والمروءة والعقل، بينما عزم "صالح" حينها في قلب العاصفة الإعلامية والرياح الامريكية على الدفاع عن الدولة اليمنية ومكانته السياسية تنازل عن كل شيء قابضاً بالنواجد على شرعية الدولة و المروءة و الحكمة والعقل ..وكلاً بما يحمل من سمات القيادة والدهاء ..! وهكذا بدت مفاتيح الصراع المرير والمخزي لأرانب الإخوان مع خيول المؤتمر .. فهؤلاء يقودهم صنمهم الأحمر ويقودون المرضى والرعاع، وهؤلاء يقودهم عفاش الحميري و يقودون المتعقلين والرجال في ملحمة سياسية رقص فيها عفاش رقصته الأسطورية على رؤوس الثعابين الحمر ومديراً صراعه بضوابط المصلحة العامة وقواعد لعبة الشطرنج والدهاء بينما الإخوان قادوا انفسهم نحو رحلة تيههم الأخيرة بمزالق اطماعهم الخاصة وقواعد لعبة " الوقل " والدم بدء من سطوح المنازل وحتى مجاري الانفاق ..! "صالح" أدار صراعه بدهاء متزن فاتحاً كل أبواب الحوار و المشاركة السياسية ومواجهاً الرماح الحمر المصممة على قتله وطرده بعقلية الدرع الحامي غير شاهراً لأي سيف.. حيث قاد الأزمة بكاريزميته وحزبه متمسكاً بالحكمة والمروءة و التعقل والمصابرة على مسلسل الاغتيالات والإرهاب الطويل الذي استهدف رجال الجيش والمؤتمر على امتداد المرحلة ..بينما الروح الإخوانية الحالمة بالحكم الأحمري ظلت مملوكة و تتخبط بين كل صنوف شرورها بحثاً عن السطلة التي تركها صالح ولم يغادر معادلات السياسة المحددة لها وحزبها الأكبر المؤتمر الشعبي العام .. فكان قتل صالح الهدف الإخواني ثم الهدف ثم الهدف ...! وكان صالح يتعالى عن الرد بالمثل في كل الظروف والامكانيات السانحة على امتداد الثلاث السنوات الأخيرة وكأنه كان يعلم بحنكته السياسية بان عقلية صنم الإخوان و حقد خصومه و معادنهم الهشة ستُعمي ابصارهم وسيقودون انفسهم إلى مقبرة النفاق والأنفاق .. فتركهم و حرك معادلة التحالفات السياسية مستغلاً كل أخطاء الإخوان الانانية والانتهازية التي افقتدهم كل متعاطف وكل حليف .. وسرعان ما اقحم الإخوان انفسهم في صراع مع كل حليف و خصم وليخوضوا في ظل كبريائهم السمج معارك افقدتهم مصداقية أفكهم الثوري و خطابهم الديني ...وبالفعل قاد العمى الإخوان ليخسروا كل شيء سياسياً و معنوياً وثقافياً وصولاً إلى معركة عمران وسقوط "هُبل" الإخوان ... حتى شعر الكثير بان الإخوان سيفوقون من صدمة الوهم و يلتفتون لأخطائهم ! صدق الكثير بان مطالبات الإخوان بالمصالحة مع "صالح" كانت واقعية نظراً للهزيمة المركزية التي حلت بهم وحتى ان صالح والمؤتمر تحفظ عن ابداء أي شماتة او سخرية او تشكيك وسريعاً يظهر كبار الاخوان في مسجد "الصالح" ليصلوا العيد و يطلبون المصافحة رافضاً "صالح" ... غير أن النفق جاء ليقول غير ذلك .. جاءت عملية النفق 2014 بعد ثلاث أعوام وبعد مواقف الإخوان التصالحية الأخيرة لتؤكد بان إخوان اليمن يسيرون معصوبي الأعين في رحلة تيههم الأخيرة فمن النفاق الديني إلى النفق الدنّيئ وإلى النفوق السياسي، وأكدت بانهم لم يخرجوا بعد من قمقم صنمهم الأحمر المسعور، مؤكدة بانهم بلا عهد .. بلا عِقال .. لا ميثاق لهم .. فهم لا يأبهون بحرق اليمن طولاً وعرضاً في سبيل تحقيق مصالحهم الضيقة واطماع صنمهم السفيهة ...تماماً كالجواري فلا الفضيحة تثني مسارهم، ولا العفو يشعرهم بالخطيئة والخجل .. لا شيء في جعبتهم سوى جبن لئيم و خبث سافر لا يخافا الله و لا للناس معهما قسط من الحياء ..! العجيب بان هؤلاء لم يفهموا بعد كل هذا بأن "صالح" يفهم عقليتهم أكثر من فهمهم هم لأنفسهم.. وكان هناك من امتعض من رفض صالح لمصافحة مبعوثي الإخوان في صلاة العيد.. انتهى مشهد العيد والجميع كان مراهناً على سماحة صالح في نهاية المطاف ... ولكن الأيام اثبتت مرة أخرى بأن صالح داهية كبير كان يعلم مخططاتهم بل تمادى في دهاءه ليرسل رسائله لأغبياء لا يعرفون القراءة..! لقد لفت انتباهي في اعقاب مشهد العيد الملامح التالية : ظهور صالح في صورة فوتوغرافية من قصره وهو حاملاً لبندقية صيد معلقاً عليها بانها صوره له اثناء ممارسته لهواية صيد " الأرانب" في مزرعة قصره !!! وقتئذ استغربت من هذه الصورة العارضة حيث إن بنادق الصيد للحمام والصقور والغزلان وليست لفصيل القوارض وحفار الأرض من الأرانب!! ثم منذ متى "صالح " يصطاد الأرانب ؟! ثم أين الأرانب ؟! ثم تظهر بعدها رسائل المغلفة عقولهم فيظهر حميد بتصريح دلالي يتوعد "صالح" بالندم "عاجلاً أم أجلاً " و انباء إخوانية بوجود أسلحة تقدر ب 6 مليار دولار تحت منزل صالح ... وأخيراً اخبار متناقله عن دخول " محسن " للمستشفى أثر اصابته بجلطة وانتهاء برسالة مذبحة جنود حضرموت ..! اذأً فقد حذرهم صائد الأرانب مبكراً عند معرفته بالأمر واظهر انتظاره لهم .. وبالمثل جهزت الأرانب سيناريوا موقعة النفق سلفاً ! اذاً لقد جاءت فضيحة النفق لتفضي على ما تبقى من مصداقية الإخوان و جدارتهم السياسية في ظل ظرف تفاوضي و رعاية دولية حساسة ستعجل منها ضعفة شديدة على جمجمة الإخوان .. ولن تجعل لهم أي ثقة مستقبلية مع أي فصيل سياسي .. و اخيراً فكم هم صغار وجبناء و كم انت داهية يا صائد أرانب فقد حولت نفقهم الأسطوري اللئيم إلى قبر مصداقيتهم الأخير ..؟؟! عادل الربيعي