استفاقت أمٌ الثورة بعد طول سبات لتنتفض صارخة وتهدد بأعلى صوتها مزمجرة لتذود عن حِمى الثورة وحياض (جمهورية توكل) و (مملكة الإخوان), وتستنفر حماس إبنها الهادي لحرب شعواء جديدة, خرجت تحشد الحشد وتجمع الجمع.. لتذود عن(إمبراطورية الفساد) وعروش الإستبداد, من محاسن الهبّة الشعبية انها اعادت النوبلية الى حياض الوطن بعد ان غابت عنها متناسية واجبها الوطني والأخلاقي تجاه شعبها ولم تلتفت للكوارث الإقتصادية والأمنية والسياسية التي ولّدتها سياسات حزبها واخفاقه المتكرر.. فحين كان الوطن يأنٌ حينما يذبح جنوده في الحوطة بدم بارد كانت غارقة في احتفالية الفوز بأردوغان .. وحينما تم اقرار جرعة الموت كانت تندب الإنقلاب في مصر وتتباكى على الحكم الرشيد واقفة على الأطلال تندب الزمن الجميل متناسية هموم ومعانات والآم شعبها. النوبلية العالمية عادت هذه المرة ليس كحمامة سلام حاملة الورود وأغصان الزيتون بل كغراب شؤم وبوم ينعق بالحروب والدمار, عادت تبحث عن الجمهورية الضائعة و قارة اتلانتيس المفقودة التي غرقت مع تيتانيك الإخوان في بحرمتلاطم ومحيط هائج من الإخفاق المتكرر, عادت أكثر دموية ووحشية لتنفخ في الكير وتعلن النفير وتحشد ما تبقى من الأنصار في مسيرة منادية بالدفاع عن الجمهورية!, أيٌ جمهورية تدافع عنها هل هي الجمهورية السوداء ( هاييتي) على البحر الكاريبي ام جمهورية كازابلانكا ام تورا بورا !! عن أيٌ جمهورية تتحدث وقد اغتالوها الآف المرات على مدى عقود ولم تحقق هدفاً من أهدافها الستة هذه (الجمهورية البائسة) التي تسلطت عليها أيادي الشر وخطفتها مواعين الظلام وعششت على رؤوسها امبراطورية الفساد وأباطرة ومافيا الإجرام وتلاعب بها بارونات التهريب وتجار الحروب, الجمهورية التي تدافع عنها توكل هي ببساطة (مملكة حميد وآل الأحمر) و(عرش الإخوان) و بسبب نظرتها الضيقه تتصور أن الجمهورية هي نظام الجماعه ومن خرج عنها فهو في النار! وفي سبيل ذلك ومن أجل ذلك هي على أتم الإستعداد والإستعداء لجرّ ابناء الوطن الى الحروب ومحرقة كبرى تلبية لأنانيتها وحقدها المفرط, فكما يشهد تأريخها الدموي بالعنف والتحريض واقلاق السكينة العامة وكما يشهد تأريخ الإخوان بالولاء أولاً وقبل كل شئ لمدرسة الإخوان والذود عنها بكل السبل الجهنّمية.
(الإستعباط الوطني) او (الإصطفاف العبطي) الذي نادت اليه ما هو إلا ضرباً من الجنون( جنون العظمة) في جر العامة والبسطاء من أبناء شعبها الى الفتن والحروب, حينها كانت قناة سهيل تشتعل بالأغاني الوطنية لأيوب طارش ومناظر للدبابات والمدفعية وهي تدك آخر قلاع الملكية بل ومن حروب صعدة الست كانت مناظر بشعة لمجازر بحق الحوثيين تذاع على الملأ وتشرخ في الصف الوطني.. هذه هي التسوية المزعومة والشراكة الوطنية الحقة والعرقلة السياسية!, قناة سهيل حينها كانت ظلامية قادمة من كهوف العصر الحجري متوشحة بالسواد ومخضبة بلون الدم تُظهرعلانية عن حقد أسود وكراهية عمياء لا ترى الا الجثث والأشلاء ولا تفكر الا بالوبال والظلال.. وفي المقابل كانت قناة المسيرة اشبه ما تكون بحمامة سلام ترفرف في فضاء اليمن وتنقل مطالب البسطاء وثورة الشعب المنكوب بكل وضوح وبلا شعارات وايديولوجيات عقيمة باسم الدفاع عن الجمهورية والوحدة وتأليب الوسط للإنجرار الى الفتن وإيقاد نار الطائفية والمناطقية المقيته.
فشلت جمهورية توكل مرتان ..مرة حينما حاولت ايقاد نار العنصرية من قلعة العز والإباء من الحالمة تعز والمرة الثانية حينما حاولت أن تغطي فشل جمهوريتها في تعز بالخروج للتظاهر في صنعاء فقد خبر وعرف اكثر الشعب مراميها ونواياها ومكائدها.ما يدعو للغرابة والتعجب أن قناة اليمن الفضائية إنحازت بصورة سلبية لتوكل ومخططات الإخوان واصبحت البوق الإعلامي الرسمي الأول للإخوان يبث افكار واطروحات واهداف الجماعه بل والتنظير للإرهاب والقاعدة بطريقة مستفزه, يتسائل المتابع عن دور قناة اليمن الرسمية والإعلام الرسمي في الحياد بل والوقوف فيما يهم وحدة وسلامة الوطن وما يخدم السلم والأمن الاجتماعي والسكينة العامة.
وانتهجت بذلك اغلب وسائل الإعلام المرئية والمقرؤة والمسموعة لغة العنف وخطاب القوة وعدم الحيادية في الطرح وعدم بث مسيرة (ثورة الجياع) وعدم نشر مطالبه بصورة جلّية وبحيادية مطلقة بل وسمعناها من قنوات عالميه بتحليلات مستفيضة وأحجمت قنواتناعن بث الحدث والحديث عنها كاملاً, بل على النقيض دأبت المواقع والمكنة الإعلامية للإخوان الى اشعال نار الفتن ضد مكون انصار الله بشعارات وهمية زائفة مغرضة هدفها القضاء على ما تبقى من روح اللحمة الوطنية والتعايش والتآلف السلمي بين ابناء الوطن الواحد, هذه حقيقة جمهورية توكل التي تدافع عنها وتستميت عنها ببسالة.. اقتصاد منهار وإختلالات أمنية وفساد مستشري في كل مرافق ومؤسسات الدولة وجرعة قاتلة وعصابات نهب المال العام, ما اوصل اليمن الى الإنهيار الإقتصادي والأمني سياسات الحزب الخاطئة في جميع مرافق الدولة وامتصاص الخزينة العامة بلا رقابه والإزدواج الوظيفي بل وتم تجنيد الآلاف في السلك العسكري و إهدار المال العام في الجمعيات الخيرية والجامعات التابعة للإصلاح والإنفاق على الحزب مع التهرّب الضريبي والجمركي وعدم ترشيد الإستهلاك والإنفاق, بل وعدم وجود وتبني رؤية اقتصادية سياسية وقائية ناضجة وعدم الاستعانة بالخبرات والكوادر الإقتصادية ساق الوطن خلال ثلاث سنوات فقط من حكم الإخوان الى الإنهيار والإفلاس الكلي, وكان لابدّ من تجريع المواطن البسيط تبعات فشل الحكومة وتحمل أخطائها الإقتصادية والمالية.
الإصطفاف العبطي الذي دعت اليه توكل يحمل شعارات جوفاء مضحكة وتثير الشفقة والسخرية معاً( لا للجرعة نعم للإصطفاف!) فاذا كانت مطالبهم بحق أنهم ضد الجرعة فلماذا لا تنضم صفوفهم الى المنادين بإسقاطها وبذا تسقط ذريعة إسقاط صنعاء وإن كانت بحق مطالبهم اسقاط الحكومة – كما يزعمون عبثاً- فهذه مطلبنا ايضا فلماذا لا يشاركونا الحلم والأمل وبذا يحافظون على الجمهورية. أمّا ان تستغل الجمهورية كبقرة حلوب يتم حلبها حتى آخر قطرة للحفاظ على امبراطورية الفساد والذود عنها تلبية لرغبات الخارج والإستعانه به كتدخل سافر في الشأن اليمني يعبر عن العجز الذي وصلت اليه الدولة فاقدة الشرعية بل والتلويح بالعصا الدولية ضد رغبات الشعب يعتبر نكسة أخرى من مسلسل السقوط .. يطالعنا اليدومي في لقاءه اليوم مع نائبة السفير الأمريكي السيده كارين ساساهارا يؤكد خفايا العلاقة بين (ثالوث الشر) القاعدة- الإخوان- أمريكا, بل ويعتبر دعاية إعلامية وهدية مجانية لأنصار الله من صميم شعارهم الصرخة يضاف إلى رصيدهم الوطني.
النازية الهتلرية التي تنتهجها توكل ضد فئة معينة من أطياف الشعب اليمني جريمة يعاقب عليها القانون الدولي ويحاكم عليها, بل والدعوة الىها بالإبادة والحروب تعتبر فاشية مقيتة تجرمها مواثيق الأممالمتحدة, وعليه فإن الشعارات الطائفية الإستثنائية يجب ان يقف امامها جميع ابناء الوطن في إصطفاف وطني حقيقي,لأن الشعب وحده فقط من يعبر عن ذاته ويصنع مستقبله و يختار حكامه ويحكم نفسه بنفسه ( الجمهورية) ويصنع العدالة والمساواة بين جميع ابناءه( الديموقراطية) في أبهى صورها.
البردوني شاعر الثورة والوطن يعبرعن حال الملايين.. والأباة الذين بالأمس ثاروا.. أيقظوا حولنّا الذئاب وناموا حين قلنا قاموا بثورة شعب .. قعدوا قبل أن يروا كيف قاموا ربّما أحسنوا البدايات لكن .. هل يحسّون كيف ساء الختام ؟ مات (سبتمبر ) البشير ولكن.. أمّه ناهد هواها غلام