المشهور عن الإخوان المسلمين أنهم "جماعة الكذابين".. الكذب عندهم دين، صار بالنسبة لهم ركناً سادساً في أركان الإسلام.. يكذبون في كل لحظة وموقف، في السراء والضراء، يكذبون وهم يتحدثون ويكتبون ويخطبون ويحاورون ويهاجمون الخصوم.. بضاعتهم كذب وشائعات، حتى أن أقرب فئة إليهم، وهي السلفيون، يأخذون عليهم كثرة الكذب، وجرأتهم على الافتراء، وراحوا يوجهون لهم النصح بأن هذه الرذيلة تسيء إليهم وتطعن في تدينهم، وعليهم الإقلاع عنها، لكن دون فائدة.. في تاريخنا كثير من الأفراد الذين اشتهروا بالكذب، حتى أن مسلمين افتروا على الله ورسوله كذباً.. ونسبوا إلى الرسول أبشع الأكاذيب.. الرجال بن عنفوة الحنفي، ترك قبيلته- بني حنيفة في اليمامة- وهاجر إلى النبي في المدينة، فأسلم وتفقَّه في الدين وحفظ من القرآن، ثم بعثه الرسول إلى اليمامة ليشغب على مسيلمة الكذاب ويشدد من أمر المسلمين، لكنه عاد إلى اليمامة ووجد مصلحته مع مدعي النبوة مسيلمة الكذاب، فشهد أمام قومه أن الرسول محمد قال إن مسيلمة يوحى إليه مثله.. وحريز بن عثمان الحمصي المتوفى سنة 163 للهجرة، قالوا عنه: ثقة ثقة، وثقة يؤخذ حديثه، وحافظ، وثبت، وورع، وليس في الشام أعلم منه.. كان- حسب أقوال أصحابه- يلعن علياً بن أبي طالب سبعين مرة عقب صلاة الفجر، وسبعين مرة بالعشي، فلما قيل له لماذا تلعنه؟ قال: هو قاطع رؤوس آبائي وأجدادي يوم صفين!.. المهم أن هذا الذي يقول عنه أهل السنة ثقة، ثبت، ورع، كتبوا له أحاديث حدَّث بها، ومنها أن الرسول لما حضرته الوفاة أوصى أن تقطع يد علي.. ومنها أن الرسول لم يقل لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وإنما قال له: أنت مني بمنزلة قارون من موسى.. وحدث حريز أيضاً أن الرسول لما أراد أن يركب بغلته، جاء علي بن أبي طالب فحل حزام البغلة ليقع الرسول!.. فهل كذب أقبح من هذا.. فالمسألة لا تتعلق بتدين أو عدم تديُّن.. مع ذلك نقول إن الناس يكذبون، وسيظلون يكذبون بصفتهم أفراداً، ولكن لا يوجد في تاريخنا ولا في تاريخ غيرنا جماعة مجمعة على الكذب، جماعة كل أفرادها يكذبون طوال الوقت، ويكذبون على الجميع، غير الإخوان المسلمين.. جماعة كذابون أينما وجدت، في مصر وفي اليمن، وفي أي مكان آخر.. ولذلك لم تفلح ولن تفلح، ولا أفلح كذبها، وحسبنا أنها تتكفل بإسقاطها كذبة في الصباح، وكذبة أخرى قبيل الظهر تكذبها.