لم أكن أتصور ان تسقط سياسة سوريا الى هذا الحظيظ. بلد عربى يتعرض لعدوان فارسى، ويأتى وزير خارجية سوريا السيد/ وليد المعلم ويقول وساطة. وهنا أنصح سوريا المقاومة بتدارك هذا السقوط السياسى وتسمع منى هاتين النصيحتين. النصيحة الأولى: أن يقنع حلفاؤه الإيرانيين بعدم التدخل فى الشأن اليمنى. ونصيحتى الثانية: تأجيل الوساطة السورية الى ما بعد إنهاء حركة التمرد الحوثى وهى أن تقنع إيران بتعويض اليمن عن خسارتها فى هذه الحرب ودفع إعمار بناء صعدة وتعويض كل من مات فى هذه الحرب والإلتزام بعدم التدخل فى شؤن اليمن مجددا ودعم حركات الإرهاب ضد اليمن والإعتذار لما حصل. هذا هو الدور المقبول من سوريا لعودة العلاقات مع إيران ويرفع مكانة سوريا ورصيدها السياسى على المستوى العربى. أما أن تدوس سوريا على عروبتها نكاية فى السعودية فهذا خطأ سياسى، كنت لا اريد أن تقع فيه سوريا. كنت أتوقع أن التحالف السورى الفارسى هو ضد إسرائيل فقط ومن أجل مصلحة البلدين، لكن أن يتحول ضد الأمة العربية عامة واليمن المقاوم خاصة وبلاد الحرمين على الأخص، فهذا يضع النظام السورى تحت المسائلة العربية. كنت أترقب الموقف السورى من أول الحرب الا أننى ارتضيت سلبيته نظرا للتحالف الإستراتيجى السورى الإيرانى ولكى لا اسبب إحراجا للنظام السورى فى تحديد موقفه من التمرد الحوثى صراحة وتحديد موقفه من الدعم الإيرانى للحوثيين وتدخل إيران فى شؤن اليمن الداخلية. نعم أحسست بتلكؤ سورى عن إعلان موقفه من حرب اليمن وكنت متفهما لمثل هذا التلكؤ، وكنت أقول أن سوريا لا تريد أن تغضب إيران وبنفس الوقت تؤيد سرا الحكومة اليمنية والسعودية. لكن أن يعلنها المعلم وساطة بين اليمن وإيران بل ويلوم الرفض السعودى لهذه الوساطة فهذا يعنى ان إيران متورطة فى اليمن وأن سوريا لاترى غضاضة من تدخل إيران فى شأن دولة عربية تربطها مع سوريا علاقات اسلام وعروبة ووحدة مصير مثل اليمن. بل أن كلام المعلم الأخير يصور فيه وكأن المشكلة الحوثية هى بسبب السعودية وليس إيران. كنت التمس العذر لمن توسط من الحركات التى زجت بها إيران الى التوسط لأنها مكسورة الجناح، أما سوريا فلا عذر لها فهى دولة قوية فعيب عليها أن تكون عكازا لطهران تتجول به فى الوطن العربى.
وفى هذا الصدد نريد من سوريا صراحة إدانة العدوان الإيرانى وتحديد موقفها من التمرد الحوثى، والتدخل الإيرانى فى شؤن اليمن الداخلية، والإ سوف يكون لنا موقفا بالتأكيد لن يرضى نظام سوريا. لقد إرتكبت سوريا خطأ كبيرا فى هذا الإعلان الأخير وكنت أتصور أن سوريا أكبر من ان تكون مطية لنظام طهران المترنح والايل للسقوط. لم أكن اتصور إنفضاح هذا المحور وكشف كل الأوراق بهذه السهولة من أجل رجل أحمق يسمى الحوثى، صدق المثل القائل (الحقد أعمى)، حقدهم على السعودية جعلهم يعتقدون أنها واليمن يمكن أن تقبلا دورا إيرانييا على حدود البلدين، وكأن سياسيو البلدين لا يفهمون السياسة. على السيد الرئيس بشار الأسد أن يسارع الى تصليح هذا الخطأ الذيى لا يليق بالسياسة السورية التى نحترمها، وهو سيد المصطلحات السياسية ولن يعدمها.