عززت اليمن إجراءات الأمن حول منشآت الطاقة تحسبا لأي هجمات من جانب المتشددين. ويأتي ذلك تأكيدا لشمولية الحرب المفتوحة التي أعلنها اليمن الخميس الماضي على تنظيم القاعدة، وأن البلد يخطط بشكل استراتيجي لحرب قد تطول. وقال مسؤول حكومي يمني إنه "جرى تعزيز إجراءات الأمن منذ بعض الوقت.. لكننا اتخذنا إجراءات إضافية حول منشآت النفط ومشروع الغاز في شبوة". وأضاف أنه تم اتخاذ الإجراءات "تحسبا لأي هجمات إرهابية". وقال مسؤولو أمن آخرون إنه جرى تشديد الإجراءات الأمنية منذ السبت وذلك بعد يوم من هجمة جوية في شمال اليمن أسفرت عن مقتل ستة من مسلحي القاعدة. واليمن منتج صغير في منطقة تضم عمالقة مثل السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، لكن عائدات النفط تمثل بين 70 و75 في المئة من الايرادات العامة في اليمن وأكثر من 90 في المئة من عائدات التصدير. وأي توقف لهذا الدخل سيضغط على ميزانية الدولة. وتوجد المقار المحلية لعدد كبير من شركات النفط الغربية الكبرى في العاصمة وسبق أن هوجمت المناطق السكنية التي يقيم بها عمّال النفط الغربيين في صنعاء. وكان اليمن أعلن الأسبوع الماضي حربا مفتوحة على تنظيم القاعدة، محذرا مواطنيه من التعاون مع التنظيم أو التستر على عناصره. وجدد أمس تحذيره للقبائل من ذلك. وقال العميد يحيى صالح رئيس أركان قوات الامن المركزي اليمنية ومن ضمنها وحدة مكافحة الارهاب، إن القبائل تتحمل مسؤولية تبعات ايواء عناصر من القاعدة مؤكدا انه تم تحذير القبائل من مغبة القيام بذلك. وقال العميد صالح "نحن لا نقوم بعمليات عمياء: نحن نقوم بإعلام المواطنين على نطاق واسع في المناطق المعنية بأنه لا يجب القبول بحضور عناصر من القاعدة بينهم". وأضاف "اذا قبلت القبائل بوجود القاعدة بين صفوفها، بالرغم من التحذيرات التي نذيعها على التلفزيون وفي الصحف والاذاعات، فهي تعرف ماذا تفعل وقد حذرناها". وقال "اذا قامت بعض القبائل بايواء القاعدة فذلك عموما يكون بسبب انتماء عدد من ابناء القبلية للشبكة او لكون احد الارهابيين تزوج احدى بنات القبيلة، او لأن القاعدة اعطتها المال". وشدد على ان "اليمن ليس افغانستان او باكستان حيث الايديولوجية الجهادية قوية. فعندنا القبائل تقف في صف الذي يدفع، وبموجب مصالحها. يمكن للقبائل ان تبيع مقاتلين من القاعدة بين ليلة وضحاها". ويعارض العميد صالح، فكرة تشكيل ميليشيات قبلية مناهضة للقاعدة على غرار الصحوات في العراق، ويعتبر أن هذا الامر "سيكون خطرا جدا" في اليمن، "فلو قمنا بذلك، ستقوم القبائل بتسليم العشرات من عناصر القاعدة المفترضين فقط من أجل المال. هذا سهل ولكنه غير فعال". وكانت وزارة الدفاع اليمنية أعلنت السبت توقيف ثلاثة عناصر من القاعدة في مفرق علب الحدودي على الحدود اليمنية السعودية. واوضح موقع سبتمبر.نت التابع للوزارة ان قوات الامن اليمنية صادرت لدى الاشخاص الثلاثة الذين كانوا يرتدون بزات عسكرية لدى توقيفهم، أسلحة ومتفجرات إضافة الى منشورات ووثائق دعائية تدعو الى الفتنة. وقال المصدر ذاته إن الموقوفين هم أحمد محمد سواقي الرازحي وياسر ضيف الله حسين الزبعي الرازحي وأحمد محمد صالح الحيمي (العرب أونلاين)