تسببت رياح شرقية في إشعال المزيد من الحرائق في الغابات والأحراج في أنحاء إسرائيل والضفة الغربية لليوم الثالث على التوالي، مما تسبب مؤقتاً في إغلاق طريق رئيسي بين القدس وتل أبيب، الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وقال وزير بارز إنه يشتبه أن الكثير من الحرائق متعمد. وتضافر عدم هطول أمطار مع الطقس شديد الجفاف ورياح شرقية عاتية في اتساع رقعة الحرائق هذا الأسبوع في أنحاء وسط إسرائيل وشمالها، ومناطق من الضفة الغربيةالمحتلة. وتسببت الحرائق في تدمير أو إتلاف عشرات المنازل، لكن لم ترد تقارير عن وفيات أو إصابات خطيرة. وقالت وسائل إعلام عبرية، إن السلطات تعمل على إخلاء عشرات الآلاف من بيتهم في حيفا بعد وصول الحرائق إلى المدينة.
حالة طوارئ
وصباح الخميس، اندلعت الحرائق وسط عدد من الأحياء في حيفا. وورد أن أحراشاً واسعة اندلعت فيها النيران، ووصلت ألسنة اللهب إلى السيارات التي احترق عدد منها، فيما اضطرت السلطات إلى إغلاق المدخل الرئيسي لمدينة حيفا المحتلة، وفقاً لما نشرته وكالة صفاالفلسطينية. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية حالة الطوارئ في حيفا، واستدعت 300 رجل إطفاء من الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي، للمشاركة في إطفاء الحريق في المدينة، كما أغلقت السلطات الإسرائيلية مطار مدينة حيفا، وفقاً لوكالة "معاً" الفلسطينية. وأكد قائد إطفائية حيفا أن النيران خارج السيطرة، وعلى السكان إخلاء 11 حياً وضاحية فوراً دون تأخير. وأشارت مصادر الإسعاف الإسرائيلي إلى أنها نقلت 27 إسرائيلياً إلى مستشفى "كرميل" في مدينة حيفا منذ بدء الحريق، وجرى إخلاء 3 مصابين من المستشفى، في حين يتم تقديم العلاج لباقي المصابين الذين وصفت حالتهم بالبسيطة.
هل أُشعلت عمداً؟
وقال وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان لراديو الجيش الإسرائيلي "نحو 50 في المئة من الحرائق متعمدة فيما يبدو". بينما استبعد وزير التعليم نفتالي بينيت -وهو زعيم لحزب يميني متطرف- أن يكون يهود وراء إشعال هذه الحرائق. وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة، إن المحققين لم يتمكنوا بعد من تحديد ما إذا كان أي من عشرات الحرائق التي تم الإبلاغ عنها في مختلف أنحاء البلاد قد أشعل عمدا. لكنه ذكر أن 4 أشخاص اعتقلوا أمس الأربعاء، بعد إشعال نار في العراء، غير مكترثين بالعواقب، ومن المقرر أن يمثلوا أمام المحكمة اليوم الخميس.
وقال بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي المؤيد للمستوطنين على تويتر "إن مشعلي الحرائق خونة للدولة"، وأشار إلى أنهم "لا يمكن أن يكونوا يهوداً". وقال في تغريدة بالعبرية "من لا يشعرون بالانتماء للبلاد هم فقط القادرون على حرقها".
مكافحة الحرائق
وأغلق مؤقتاً طريق 443 السريع، الذي يربط بين القدس وتل أبيب ويمر بالضفة الغربية أمام حركة المرور في ساعة الذروة الصباحية اليوم مع بلوغ النيران مدينة موديعين، التي تقع في نصف الطريق تقريباً بين أكبر تجمعين سكنيين في إسرائيل. كما تستعر الحرائق قرب حدود حيفا، ثالث أكبر مدن إسرائيل، وطالبت السلطات السكان بمغادرة منازلهم. وقال روزنفيلد، إن إسرائيل طلبت دعماً جوياً لإطفاء الحرائق من كرواتيا وقبرص واليونان وإيطاليا وروسيا. وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء، مع نظيريه اليوناني والكرواتي طلباً للمساعدة. وذكر مكتب نتنياهو، اليوم الخميس، أن تركيا أرسلت طائرة إلى إسرائيل ليصل عدد الطائرات الأجنبية التي تساعد في مكافحة النيران إلى 10. ويحاول سرب من طائرات إسرائيلية لمكافحة النيران إخماد النيران منذ أن اشتعلت يوم الإثنين. وتوقع خبراء أرصاد محليون استمرار الجفاف الشديد -إذ لم تهطل أي أمطار على أجزاء من إسرائيل منذ شهور- والرياح القوية لعدة أيام، واستبعدوا سقوط أي أمطار موسمية. وقالت كاثرين جوردون التي تسكن في موديعين "أنا مريضة ربو وأخشى أن تجعل الرياح من الصعب إخماد الحرائق. إذا كان الأمر متعمداً فلن ينتهي قريباً". كان 42 شخصاً قتلوا في حرائق غابات كبيرة استمرت عدة أيام بشمال إسرائيل عام 2010، في أحوال طقس مشابهة، مما دفع لإجراء إصلاحات في فرق المكافحة، وتشكيل فرقة جوية لمكافحة الحرائق.