ذكرت مصادر على صلة بالوساطة بين السلطات اليمنية والمسلحين الحوثيين أن صنعاء وافقت على أسماء ممثلي الحوثيين في اللجان الميدانية لتنفيذ آلية وقف إطلاق النار، والتي أعلنها في وقت سابق الدكتور عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، في وقت تواصلت المواجهات الشرسة بين الجيش اليمني والمسلحين الحوثيين في مختلف جبهات القتال. ونقلت جريدة "الخليج "الإماراتية عن المصادر قولها: "إن جهود الوساطة بين السلطة والحوثيين تشهد انفراجاً ملحوظاً "، مشيرة إلى أن كثيراً من التحفظات التي أبداها الحوثيون وافقت عليها السلطة، إلا أنه بقي مطلب للحوثيين من دون حسم وهو المتعلق بالإفراج عن المعتقلين في سجون السلطة، حيث يربط الحوثيون هذا المطلب بقضية الإفراج عن الجنود اليمنيين والسعوديين الموجودين تحت قبضتهم. وتزامن ذلك مع تواصل المعارك في كافة جبهات القتال بين الجانبين. وذكرت مصادر بمحافظة صعدة أن عدداً من القتلى الحوثيين سقطوا أثناء شنهم هجمات على مواقع الجيش في منطقة المنزالة، والتي تتمركز فيها قوات من الجيش الشعبي المعروف ب"الجيش الرديف"، وذلك في محاولة لاستعادة السيطرة على هذه المواقع التي أصبحت في قبضة الجيش بعد معارك شرسة دارت خلال الأسبوعين الماضيين، وتعتبر هذه المعارك الأعنف منذ الحديث عن "تهدئة" بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأوضحت مصادر عسكرية أن قوات الجيش دمرت مواقع للحوثيين في عدد من المواقع، وأحبطت عمليات تسلل في مواقع أخرى، وألحقت خسائر كبيرة في صفوفهم خصوصاً في مناطق صعدة والملاحيظ. من جهتهم، ذكر الحوثيون أنهم يحاصرون منذ أيام معسكراً للجيش في قمة الصمع بمنطقة آل عقاب، المطلة على مدينة صعدة. وقال بيان صادر عن الحوثيين : "إن هناك محاولات من قبل الجيش اليمني لفك الحصار عن المعسكر، وإن طائرات قامت بإسقاط صناديق محملة بالمواد الغذائية والتموينية على المواقع المحاصرة عبر المظلات". وكان الحوثيون ذكروا أن الطائرات السعودية كثفت هجماتها على مواقعهم وأن مقاتلي الجماعة حاصروا وحدة مظليين يمنية. من جانب آخر، أكد الدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية أن التهديدات الأخيرة لتنظيم "القاعدة"، والتي جاءت على لسان نائب رئيس التنظيم السعودي سعيد الشهري يجب أن تؤخذ على محمل الجد، في التعامل الأمني معها. واعتبر القربي أن تنظيم "القاعدة" يمثل خطراً لا يهدد أمن اليمن وحده، بل يهدد الأمن والسلام العالميين . وكانت مصادر مطلعة قد أشارت إلى ضبط السلطات اليمنية خمسة أشخاص يشتبه في أنهم أعضاء في تنظيم "القاعدة" يعتقد أنهم وراء انفجار وقع في مركز بدر العلمي في العاصمة صنعاء . وعلى صعيد الوضع في الجنوب، ألقى مجهولون قنبلة على منزل أحمد حرمل، أحد الناشطين في الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة الضالع، إلا أن القنبلة لم تسفر عن أي إصابات. وانتقد حزب الإصلاح اليمني المعارض تقاعس الجهات الأمنية في جنوب البلاد عن أداء مهامها إزاء كثير من الخروق الأمنية على مدى السنوات الثلاث الماضية، مؤكداً أن البرلمان ناقش الثلاثاء تقريراً بهذا الشأن، وان هناك مدارس ترفض رفع علم الجمهورية اليمنية "علم الوحدة اليمنية"، كما أنها لا تؤدي النشيد الوطني.