تتوالى يوما بعد يوم تداعيات قضية اغتيال القائد العسكري بحركة "حماس" الفلسطينية محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي، حيث أكدت شرطة دبي أن القضية ستحمل المزيد من المفاجآت التي سيتم كشفها تباعا، فيما تعهدت "حماس" بتأديب إسرائيل المتهمة بالضلوع في مقتله . وفي تصريحات لصحيفة "البيان" الإماراتية، أكد الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي أن هناك أدلة أخرى تمتلكها الشرطة بخصوص قضية اغتيال المبحوح، بخلاف الأشرطة والصور التي تم الإعلان عنها، وأن الأيام المقبلة ستحمل المزيد من المفاجآت، التي لا يمكن الشك فيها نهائيا. وأضاف خلفان أن "جريمة اغتيال المبحوح أصبحت جريمة دولية ليست موجهة ضد الإمارات فقط، وإنما تمس دولاً أوروبية وعربية أخرى، طالما ثبت أمام الجميع تورط مرتكبي هذه الجريمة في جرائم متعددة بما فيها جريمة تزوير جوازات السفر التي استخدمها المتهمون في دول أوروبية عدة ". وأشار خلفان إلى انزعاج السلطات البريطانية والفرنسية والألمانية والإيرلندية الشديد أثناء الاتصالات الرسمية التي تمت معها لاستبيان حقيقة جوازات السفر التي استخدمها المتهمون لدخول دبي. وكانت شرطة دبي كشفت الاثنين عن أسماء 11 متهما 6 منهم يحملون جوازات سفر بريطانية و 3 جوازات ايرلندية وواحد ألماني وآخر فرنسي، ولم تستبعد تورط الموساد في عملية الاغتيال. وأعلنت الخارجية البريطانية أنها استدعت السفير الإسرائيلي لمناقشة استخدام إسرائيليين جوازات سفر بريطانية مزورة في اغتيال المبحوح الأمر الذي يلوح بأزمة ديبلوماسية بينهما. حماس .. الثأر قادم
رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل يأتي هذا في حين توعدت حركة "حماس" بالرد على اغتيال المبحوح الذي تشير أصابع الاتهام إلى وقوف جهاز الاستخبارت الإسرائيلية "الموساد" وراء قتله. وخلال مهرجان تأبيني للمبحوح أمس الأربعاء شارك فيه آلالاف من أنصارها في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ل"حماس" في كلمة ألقاها من دمشق: " لا يخفى على أحد أن الموساد هم الذين قتلوا الشهيد محمود المبحوح لأن لهم سجالا طويلا معه". وأضاف: "نقول للدول الأوروبية التي أعلن عن تزوير جوازاتها، حان وقت الحساب، حان وقت تأديب إسرائيل". وخاطب مشعل كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري ل"حماس" والتي ينتمي إليها المبحوح: "انتهى وقت الوعد وحان وقت الانتقام، حان وقت العمل". وقال مشعل أيضًا مخاطبا قيادة شرطة دبي "هذه ليست عصابة إجرام محترفة فحسب، هؤلاء هم الموساد الصهيوني وما هذه الجوازات والجنسيات إلا مزورة وهي انتحال لأسماء من الأوروبيين هنا وهناك، فعدوكم يا أهل دبي كما هو عدونا هم الموساد". وأكد مخاطبا الدول الأوروبية، التي أعلن عنها في سياق الجوازات المزورة التي استخدمها القتلة (ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، ايرلندا وأي دولة أخرى)، إنه "حان وقت الحساب حان وقت تأديب إسرائيل". من جهته، خاطب أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الحشد بقوله "لم نأت إلى هنا لنرفع الشعارات لكننا جئنا اليوم لنقول لعدونا الذي ارتكب هذه الجريمة: إن الثأر قادم قادم قادم... نقول للصهاينة إن قرار الرد والانتقام للشهيد القائد الكبير محمود المبحوح قد تم اتخاذه". واضاف أبو عبيدة مخاطبا الإسرائيليين الذين تتهمهم حماس بقتل المبحوح : "مهمتكم ان تبقوا تعيشون في ذعر ورعب وان تظلوا تحت هاجس الخوف، فنحن من سيحدد الآلية المناسبة لتنفيذ وعدنا، لن نقول لكم كيف وأين ومتى". وتابع "فلتستعدوا لتلقي نار غضبنا بطريقتنا الخاصة وبادائنا المتقن وفي الوقت والمكان اللذين نختارهما". واتهم حسين المبحوح شقيق القيادي محمود المبحوح إسرائيل باغتياله وقال: "نتهم إسرائيل وموسادها باغتيال الشهيد محمود المبحوح، ولن نتهم أحدا غيرهم". وطالب خليل الحية عضو المكتب السياسي ل"حماس" السلطة الفلسطينية في رام الله (الضفة الغربية) "بتحمل مسئولياتها في ما يتعلق بما يثار حول مشاركة عناصر من أجهزتها الأمنية في جريمة اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي مؤخرا". وطالب "الدول العربية بحماية أراضيها، وبان تتخذ قرارا بتحريم دخول الصهاينة"، داعيا العالم الغربي الى "الضرب بيد من حديد على عبث الصهاينة بمقدرات الدول وتحمل اعبائه ومسئولياته". بريطانيا تعاقب إسرائيل وكان رئيس الحكومة البريطانية جوردون براون أعلن أمس الأربعاء عن فتح تحقيق فوري في استخدام سبعة إسرائيليين جوازات سفر بريطانية مزورة بجريمة اغتيال المبحوح في دبي الشهر الماضي، فيما اعتبر بوادر توتر جديد في العلاقات بين لندن وتل أبيب . وفي السياق ذاته ، طالب نواب في مجلس العموم البريطاني وزير الخارجية ديفيد مليباند باستدعاء السفير الإسرائيلي في لندن والنظر في احتمال طرده ، وسرعان ما قامت الخارجية البريطانية بالفعل باستدعائه. وجاءت التحركات الغاضبة السابقة بعد يومين من قيام شرطة دبي بنشر شريط فيديو تضمن صور وأسماء القتلة ال 11 المتورطين باغتيال المبحوح وهو الأمر الذي لم يضعه الموساد في حسبانه وهو يخطط للجريمة ، حيث علقت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على نشر شريط الفيديو بالقول إن سبعة ممن وردت أسماؤهم وبياناتهم على أوراق السفر التي كشفتها دبي يعيشون في إسرائيل ، ما يعني أن الموساد وقع في خطأ فادح . وكان سبعة إسرائيليين من أصول أوروبية زعموا بعد نشر صورهم أن هوياتهم قد سرقت ونفوا أي صلة لهم باغتيال المبحوح وقالوا إن الصور التي نشرتها سلطات دبي للمشتبه فيهم والمأخوذة من جوازات سفرهم البريطانية والألمانية ليست صورهم.
