شهدت مدينة الضالع صباح اليوم السبت يوماً دامياً في مواجهات مسلحة مع مليشيات الحراك في أعقاب تنفيذها اقتحاماً مسلحاً لمستشفى النصر بالضالع، واختطاف جثة احد القتلى الذين تتهم أسرته الحراك بقتله، وخطف سيارة إسعاف مع سائقها، والخروج بموكب تشييعي تتقدمه عشرات الدراجات النارية التي تحمل عناصر مدججة بالسلاح، وترفع أعلاماً إنفصالية. وكان المئات من عناصر الحراك خرجوا في مسيرة التشييع، وتقدم صفوفهم فصيل من المليشيات المسلحة المحمولة على الدراجات النارية، والتابعة للمدعو طاهر طماح، رافعين أعلام التشطير، ومرددين هتافات عنصرية وانفصالية. وأضاف: أن الأجهزة الأمنية انتظرت حتى وصول الحراك إلى أطراف المدينة، ثم قامت قوة أمنية بإطلاق النداءات بمكبرات الصوت، داعية المسلحين إلى إلقاء السلاح أو العودة أدراجهم، وكذلك رمي الإعلام الانفصالية، غير أنهم لم يأبهوا لنداءات أفراد النجدة، وواصلوا تقدمهم تجاهها، وأطلق عدد من عناصر المليشيات الذين يركبون الدراجات عدة رشقات من بنادقهم على أفراد النجدة وأصابوا عدداً من أفرادها، لكنهم فوجئوا بقوة كبيرة من قوات الأمن المركزي تداهم المسيرة، وتعزل المليشيات المسلحة مع دراجاتها النارية عن بقية المسيرة. وأكد المراسل: أن القوات الأمنية اعتقلت الغالبية العظمى من الفصيل المسلح مع الدراجات التي كان يركبها وأسلحته، ولم يفلت منه سوى ما بين أربعة إلى خمسة مسلحين لاذوا بالفرار على دراجاتهم.. ليمثل ذلك الحدث أقوى ضربة يتلقاها الحراك منذ بداية انطلاقه ما قبل ثلاث سنوات، حيث أن العناصر التي تم اعتقالها- ويزيد عددهم عن (30) عنصراً- تمثل القوة الضاربة لمليشيات "طماح" والمتورطة بسلسلة جرائم الإبادة العنصرية التي شهدتها الضالع خلال الأشهر الماضية، وعمليات النهب والتقطع وإحراق المحلات وتشريد أبناء المحافظات الشمالية، وتلغيم بيوتهم وسياراتهم، فضلا عن سلسلة العمليات التي استهدفت رجال الأمن والمنشآت الحكومية. وأشار المصدر الذي ما زال في مسرح الأحداث- إلى أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين الأمن والحراك أسفرت عن سقوط نحو (15) مصاباً من عناصر الحراك، ونحو (6) من أفراد الأمن.. وقد نجحت الأجهزة الأمنية في استعادة جثة (سيف علي مقبل) التي اختطفتها مليشيات الحراك، رغم أن أسرته تتهم الحراك بقتله ورفضت مراراً تشييعه من قبل "القتلة" التي تحاول المتاجرة بدمه.. كما بسطت السلطات الأمنية سيطرتها الكاملة على مدينة الضالع، وغابت عناصر الحراك عن الشوارع والطرق، فيما تعرض عدد كبير ممن كانوا يحملون أعلام انفصالية للاعتقال بعد مداهمة أوكارهم، وبينها محلات تجارية اكتشفت القوات الأمنية أنها كانت تستخدم كملاذ لإيواء المسلحين الذين كانوا يلوذون فيها ويتم إقفال البوابة عليهم ريثما مغادرة القوات الأمنية. وقد غابت جميع قيادات الحراك عن المشاركة في المسيرة، وأن معظمها فرت إلى "الحصين" منذ مساء أمس خوفاً من أن تطولهم يد القوات الأمنية، وبما يؤكد أن نية العنف كانت مبيتة مسبقاً من قبل قادة الحراك.