في أول مبادرة من نوعها، شارك أبناء الطائفة اليهودية في اليمن صباح اليوم الأربعاء في المهرجان التضامني الحافل الذي أقامته جمعية كنعان لفلسطين على قاعة جامعة ذمار، بمناسبة ذكرى يوم الأسير الفلسطيني ويوم الأسير العربي، وأعلنوا تضامنهم مع الأسرى الفلسطينيين، منددين بالحركة الصهيونية، وما تمارسه من أدوار في إثارة الصراع مع العرب.
يهود اليمن، فاجأوا آلاف المشاركين بالمهرجان بدخولهم القاعة وهم يرتدون ربطات عنق منقوشة بهيئة الكوفية الفلسطينية، ويتوسطها شعار جمعية كنعان لفلسطين التي يرأسها الاستاذ يحيى محمد عبد الله صالح (إبن شقيق الرئيس اليمني)، الأمر الذي قابله المشاركون بحفاوة التصفيق والترحيب، فيما نال من كلمات القيادات السياسية اليمنية والفلسطينية التي تحدثت خلال المهرجان قسطاً وافراً من الثناء والترحيب، والتأكيد على أن الصراع الدائر هو مع الصهيونية وليس مع معتنقي الديانة اليهودية. رئيس جمعية كنعان الأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح، أبدى ارتياحاً كبيراً لمشاركة أبناء الطائفة اليهودية، الذين قدموا له هدية من مشغولاتهم اليدوية، وحرصوا على التقاط الصور معه.. وأكد أنهم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع اليمني، ومن مكوناته الثقافية، ومن الطبيعي أن يكون لهم هذا الموقف التضامني مع أبناء الشعب الفلسطيني، لأن العنف والقمع والظلم ترفضه جميع الشرائع السماوية.. من جانبه، سعيد العتبه- عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب، الذي أمضى 32 عاماً بالسجون الاسرائيلية- حيا مشاركة أبناء الطائفة اليهودية في المهرجان التضامني، وقال: "أننا نناضل ضد الصهيونية كحركة اجرامية قمعية"، منوهاً إلى "أن الطائفة السامرية التي تعيش في نابلس تشكل مثلا حياً لهذا التلاحم لكل الجسد الفلسطيني"، داعياً إياهم الى رفع رايات الحرية بوجه الاحتلال الظالم. أما السفير الفلسطيني بصنعاء، باسم الأغا، فقد أعرب عن شكره أيضاً لابناء الطائفة اليهودية في اليمن الذين حضروا المهرجان لمناصرة الاسير الفلسطيني، لافتاً الى "أن الفلسطينيين كانوا في فلسطين يعيشون بوئام مع اليهود لكن الغرب فعل ما فعل بينهم".
وعلى هامش المهرجان كانت هناك سلسلة لقاءات جانبية بين أبناء الطائفة اليهودية وعدد من المشاركين من النخب الحكومية، والاكاديمية، والمدنية تناولت القضية الفلسطينية أكد خلالها أبناء الطائفة اليهودية اليمنية رفضهم للحركة الصهيونية، ووصفوها ب"عدائية متطرفة"، منوهين الى أن موقف الكثير من اليهود داخل اسرائيل والولايات المتحدة وغيرهما رافض للشعارات الصهيونية، وللجماعات المتطرفة التي تتعامل مع العرب بعنصرية، في الوقت الذي ما زالت العديد من المجاميع اليهودية تعيش في دول عربية سلمياً، وأسوة بالمسلمين من أبنائها..
ومع أن مشاركة يهود اليمن التضامنية مع أسرى فلسطين مثلت مفاجأة لكل من شارك في المهرجان، غير أن مشاعر الارتياح الكبير كانت هي ردة الفعل الوحيدة التي قرأناها في وجوه اليمنيين والفلسطينيين على حد سواء.. ولاشك أن كثيرين اعتبروها انجازاً لجمعية كنعان بأن تضيف لرصيدها أصواتاً يهودية مناصرة للحق الفلسطيني