طعن عدد من القرويين اللبنانيين الغاضبين مواطناً مصرياً حتى الموت، بعد اتهامه بقتل 4 أفراد من أسرة واحدة. وقالت مصادر أمنية لبنانية إن المئات من سكان قرية "كترمايا" جنوب شرق العاصمة بيروت اعتقلوا المصرى محمد مسالم، قبل أن يقتلوه، ثم علقوه فى إحدى ضواحى القرية أمام المارة. جاءت الحادثة الإجرامية البشعة بتعذيب وقتل والتمثيل بجثة الشاب المصري محمد مسلم على أيدي المئات من سكان قريا كترمايا لتطرح تساؤلات خطيرة حول ملابسات وقوعها على هذا النحو غير المتصور الذي يفوق جرائم التتار والصليبيين بحق المسلمين.
فبدءا من الملابسات المشبوهة لإجراءات توقيف السلطات اللبنانية للشاب المصري بعد ساعات فقط من وقوع جريمة قتل بالقرية راح ضحيتها شيخان وطفلان ينتميان لأسرة فتاة كان الشاب المصري يريد الارتباط بها في حين رفض أهلها، وكانت هذه هي القرينة الوحيدة التي استندت إليها الشرطة اللبنانية لاتهام الشاب المصري وإلقاء القبض عليه.
وبسرعة صاروخية لم نر مثلها من قبل أكدت لبنان أن "مسلم" اعترف بجريمته بحجة الانتقام رغم أن ليس من بين القتلى أخ أو أب للعروس المزعومة، وكذلك فمما يثير الشكوك أيضا هو السرعة الرهيبة التي تمت بها عملية اقتياد المتهم لموقع الحادث تحت ذريعة تمثيل ارتكابه للجريمة بعد ساعات قليلة على دفن جثث حادثة القتل رغم أنه من المتعارف عليه أن هذه الخطوة تتم بعد انتهاء التحقيقات وتجديد حبس المتهم وجمع الاستدلالات.
لكن أن تتم هذه المراحل كلها في غضون 24 ساعة فهذا ما يفتح المجال للشك في اتجاهات أخرى ربما تصل إلى اعتبار واقعة قتل الشاب المصري والتمثيل بجثته هي خطوة للتغطية على مرتكب الجريمة الأصلي، وكيف لا وهو الآن في ذمة الله لا يستطيع إثبات براءته.
الشاب المصري بعد التمثيل بجثته كذلك إذا استسلمنا لفرضية اعتراف المتهم فهل من المتصور أن ينتزعه الأهالي من بين أيدي الشرطة اللبنانية على هذا النحو المشار إليه ثم تعذيبه وتمزيق جسده ثم تنتزعه الشرطة وتذهب به للمستشفى فيقتحمها الأهالي ويخطفون ما تبقى من جسده ليجهزوا عليه بالسكاكين والطوب لتهشيم رأسه ثم يقررون سحله بهذه الطريقة الشيطانية الوحشية حتى يصلون للقرية ليكملوا باقي مشهد الانتقام والتشفي.
فيربطون عنقه في بار حديدي ويرفعونها مشنوقة على نحو تترفع عنه الحيوانات ثم يعلقونها على أحد أعمدة القرية وكل هذا باشتراك جميع أهالي القرية وتحت سمع وبصر بل وربما استمتاع السلطات اللبنانية التي حاولت الظهور بمظهر المغلوب على أمره على طريقة "انا هاعمل إيه ماهو الشيطان هو اللي كتفني"، كل هذا ولا أحد يتدخل حتى لقول أنه لا يجوز التمثيل بجثث حتى الأعداء.
بالصور.. التمثيل بجثة شاب مصري بعد قتله في لبنان أم أنه لأنه ليس من الأعداء أو لأنه بالتحديد مصري فيمكن عمل ما يحلو لنا فيه لأن بلاده لن تتدخل خوفا من ترحيل العمالة المصرية وإذا تحركت فستكتفي بإبلاغ اعتراضها للسفير وكفى الله المؤمنين القتال، وقد كان لهم في الجزائر تجربة لا تقل خزيا، فلم يحركوا ساكنا سوى الشفتين اللتان تكتفيان بألفاظ الشجب والعتاب ليس إلا.
فلنا أن نتصور لو أن هذا الشاب الذي مثلوا بجثته، ليكون عبرة ليس لكل مجرم وإنما لكل مصري، لنا أن نتصور ماذا كان سيحدث لو أنه أمريكيا أو إسرائيليا واتهم في قضية حتى أخطر من هذه، من الطبيعي كانت الصورة ستكون مختلفة تماما حيث سيسلكون الإجراءات الشرعية وسيؤمن موكب المتهم حتى تثبت براءته وستبذل لبنان قبل أمريكا كل الجهود لإثبات براءته من دم ابن يعقوب.
يعلقونه من رقبته وخلاف هذا كله هل نسي اللبنانيون أن مصر هي التي كانت تلملم جراح لبنان عقب كل عدوان إسرائيلي إجرامي ويكفي أن نعرف عدد مرات إعادة الكهرباء للبنان بأيدي المصريين والمستشفيات الجوية وجسور الإنقاذ المتنقلة التي ترسلها مصر للبنانيين، فهل كل هذا لم يكن يحتم على اللبنانيين احترام مصر أم أن كرامة المصريين ستبقى مستباحة أبد الدهر.
نعم إن الجريمة بشعة وإن الأمر لخطير ويستدعي إرسال فريق تحقيق مصري على أعلى مستوى للتثبت مما حدث وتوقيع أقصى عقوبة على المتورطين في الجريمة البشعة الذين طبقوا شريعة الغابة وانتهكوا حرمة إنسان وطبقوا عليه أقذع جرائم التمثيل على نحو انتقامي لم نر له مثيلا من قبل