توفي الرئيس النيجيري عمر يار ادوا في وقت متأخر من يوم الأربعاء (5-5-2010) عن عمر ناهز 58 عاما إثر مشاكل في القلب بعدما غاب عن الساحة السياسية منذ نوفمبر الفائت، تاركا خلفه حزبا منقسما حول خلافته في الوقت الذي تشهد فيه البلاد مرحلة صعبة تتجلى خصوصا في أعمال العنف الطائفية التي خلفت مئات الضحايا منذ بداية العام في وسط البلاد . وقال سيغون ادينيي المتحدث باسم الرئاسة إن "خبر وفاة الرئيس صحيح". وليل الأربعاء، جمع الرئيس بالوكالة غودلاك جوناثان الذي تولى مهماته في التاسع من فبراير الفائت، الحكومة لمناقشة تفاصيل مأتم الرئيس المتوقع إقامته الخميس. وسيوارى يار ادوا في ولاية كاتسينا بشمال نيجيريا التي ينحدر منها، وفق ما أعلن المتحدث باسم الرئيس بالوكالة ايما نيبورو. وأضاف أنه تم إعلان الحداد الوطني لسبعة أيام. وتابع المتحدث قائلا إن جوناثان الذي سيؤدي اليمين الخميس ليكون رئيسا بصفة كاملة تلقى الخبر "بصدمة وحزن"، لافتا إلى أن "الشعب في حداد وأنا واثق بأن العالم أيضا في حداد معنا". بدوره، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن حزنه لوفاة الرئيس النيجيري وقال معزيا فيه "سنتذكر باحترام النزاهة الكبيرة التي تمتع بها الرئيس يار ادوا والتزامه العميق من أجل الخدمة العامة، وإيمانه الكبير بقدرات 150 مليون نيجيري ومستقبلهم المشرق". ويعاني عمر يار ادوا من المرض منذ أشهر. وكان نقل في نوفمبر إلى مستشفى في المملكة العربية السعودية حيث بقي لأشهر قبل أن يعود في 24 فبراير إلى بلاده من دون أي ظهور علني له. انقسام الحزب الحاكم وأحيط الوضع الصحي للرئيس النيجيري بتكتم شديد، حتى أن جوناثان أقر علنا بأن زوجة الرئيس توراي يار ادوا لم تأذن له بزيارته، لكن مسؤولين دينيين مسيحيين ومسلمين تمكنوا من زيارة يار ادوا في بداية ابريل من دون أن يدلوا بأي معلومة عن حاله الصحية. ولتفادي غرق نيجيريا في الفوضى، طلب البرلمان من نائب الرئيس أن يتولى الرئاسة مؤقتا، علما أن يار ادوا لم يسلمه السلطات الرئاسية رسميا قبل مغادرته. ورغم الجهود التي بذلها جوناثان منذ تسلمه الحكم، فإن حزب الشعب الديمقراطي يشهد انقساما حادا في انتظار الانتخابات العامة المقررة العام المقبل. ومع نهاية ابريل، تصاعد التوتر إلى درجة طالب الرئيس بالوكالة رفاقه في الحزب بالتزام الهدوء و"رصف الصفوف" بدل زيادة انقسامهم. ولن يكون جوناثان، الحاكم السابق المنحدر من جنوب البلاد الغني بالنفط، المرشح المقبل للرئاسة وفق قانون داخلي في الحزب. لكن عددا من "الإصلاحيين" داخل الحزب لم يقولوا بعد كلمتهم الأخيرة، وخصوصا أن حملة لافتات تطالب بترشح جوناثان سبق أن اجتاحت أبوجا. مرحلة صعبة وتأتي وفاة يار ادوا في مرحلة صعبة تشهدها نيجيريا وتتجلى خصوصا في أعمال العنف الطائفية التي خلفت مئات الضحايا منذ بداية العام وسط البلاد. أما في الجنوب النفطي، فالعفو عن المجموعات المتمردة الذي كان وعد به الرئيس الراحل لا يزال موقوف التنفيذ، وقد تجددت الهجمات على المنشآت النفطية التي تشكل مصدر الدخل الأكبر لهذا البلد.وانتخب يار ادوا العام 2008 خلفا لاولوسيغون أوباسانجو الذي كان سماه كخلف له داخل حزب الشعب الديمقراطي وفي عز حملته الانتخابية، تعرض يار ادوا لمشاكل صحية أجبرته على الانتقال إلى ألمانيا لتلقي العلاج هناك. ومنذ انتخابه، غادر البلاد أربع مرات على الأقل لدواع صحية،وكثرت التكهنات حول حاله الصحية على خلفية غيابه الطويل وقلة المعلومات في شان وضعه