لم أستغرب تلك الدعوات التي يطلقها المدعو أحمد عبدالله الحسني في إنكاره ليمنية أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية والترويج لذلك المشروع الاستعماري القديم المسمى “الجنوب العربي”، وهو المشروع الذي أسقطه أبناء شعبنا في تلك المحافظات في حينه وألقموا حجراً كل المروجين له من الأذناب والعملاء.. لأنهم كانوا يدركون الأهداف والمساعي التي تقف وراء هذا المشروع الذي استهدف طمس الهوية الوطنية لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، وإلباسهم هوية مسخ لا وجود لها وذلك بعد أن قام بتقسيم ارض الجنوب إلى سلطنات ومشيخات بلغت 23 سلطنة ومشيخة من أجل ان يظل مهيمناً ومستلباً للإرادة الوطنية. فالحسني عميل زرعه الاستعمار في صفوف الثوار للانتقام من أولئك المناضلين الذين قاوموه وأجبروه على الرحيل، وتم استقطابه للعمل مخبراً حيث تم تدريبه وتأهيله للقيام بهذا الدور الاستخباري في أحد مراكزه في كينيا، لأنه وجد لدى هذا العميل الاستعداد التام للقيام بهذا الدور فهو لا انتماء له إلى اليمن وأهله ولا صله له بهما، إذ يحمل أصولاً فارسية لأنه من بقايا تلك الجالية الفارسية التي سكنت في عدن، ويحمل في أعماقه أحقاداً دفينة على اليمن واليمنيين وعلى العرب عموماً وازدادت تراكماً مع تلك العقد النفسية التي أصابته، ومنها شعوره بالدونية وإصابته بالعقم الذي حال بينه وبين الحصول على ممارسة حياته الطبيعية أو الارتزاق بأطفال، فبات ناقماً على كل شيء تمتلكه الرغبة في التدمير والتي لاحت له عندما تفجرت أحداث 13 يناير 1986م، وكان حينها على رأس القوات البحرية كقائد لها حيث أصدر أوامره وبكل ما استوطن قلبه من أحقاد وشر لتدمير عدن وضرب مساكنها بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الرويج المدمرة لتهدم على رؤوس ساكنيها من الأطفال والشيوخ والنساء، مرتكباً أبشع المجازر وأكثرها وحشية ودموية ليستحق دون منازع لقب “جزار 13 يناير” وصفة “مجرم حرب”، ولديه ملفات حافلة بأبشع الجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية، وهو ما جعل مجموعة من ضحاياه وبالتنسيق مع عدد من المحامين والحقوقيين يعدون ملفات إدانة ضده كمجرم حرب من أجل تقديمها أمام المحاكم المحلية والدولية، ومنها محكمة الجنايات الدولية خاصة وانه يعيش اليوم لاجئاً في بريطانيا التي جندته عميلاً لها منذ وقت مبكر واستمر يعمل في مصلحتها. ولهذا فان على الذين يستغربون من دعوة العميل “الحسني” لما يسمى ب(الجنوب العربي) ان يعرفوا حقيقته ونواياه وخلفيته ولماذا هو يكره اليمن وأبناءه إلى هذه الدرجة التي لا يطيق فيها سماع كلمة (اليمن)؟!.. لأنه لا انتماء له سوى للمال والارتزاق.. هذا هو حال كل العملاء والمرتزقة.