وصل الرئيس التشادي إدريس ديبي إلى العاصمة السودانية للمشاركة في احتفالات تنصيب الرئيس السوداني عمر حسن البشير بولاية رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة والتي تجرى غدا الخميس. كما وصل رؤساء إريتريا أسياس أفورقي وجيبوتي إسماعيل قيله وأفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزيه ويتوقع وصول رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز. وأعلنت الأممالمتحدة أن اثنين من مسؤوليها سيشاركان في الاحتفالات رغم انتقاد منظمات حقوقية غربية هذه المشاركة باعتبار أن الرئيس السوداني متهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور. وتزامنا مع التنصيب وقعت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الأربعاء وثيقة وجهتها إلى مجلس الأمن الدولي تتهم السودان فيها بعدم التعاون ورفض تسليم اثنين من مواطنيه متهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور هما الوزير السابق أحمد محمد هارون وزعيم مليشيا الجنجويد علي كوشيب، لكن الوثيقة لم تشر للرئيس السوداني. ويمثل الاحتفال فرصة يوجه فيها المؤتمر الوطني -حزب الرئيس البشير- رسائل سياسية لخصومه بالداخل والخارج بعد فوزه الكاسح في انتخابات عامة قالت منظمات دولية إنها لم ترق للمعايير الدولية وقاطعتها أحزاب المعارضة. ولم يتضح بعد حجم المشاركة العربية في هذه المناسبة وقالت مصادر في الخرطوم إن الزعيم الليبي معمر القذافي سيرسل مبعوثا ينوب عنه وبعثت مصر وزير دفاعها المشير محمد حسين طنطاوي حسب وكالة السودان للأنباء. وقال مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل إن ممثلين عن الجامعة العربية ومنظمة الإيقاد ومنظمة المؤتمر الإسلامي ورئيس الاتحاد الإفريقي والرئيس السنغالي عبد الله واد سيشاركون في الاحتفال. وتمثل مشاركة تشاد تحولا في علاقات البلدين بعد فترة من العداء على خلفية أزمة دارفور واتهامات متبادلة بدعم كل بلد متمردي البلد الآخر، وهي تأتي بعد أيام من طرد إنجمينا زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور خليل ابراهيم من الأراضي التشادية. كما تتزامن مع قرار الأممالمتحدة إنهاء وجودها في شرقي تشاد بعد رفض الرئيس ديبي التجديد لهذه القوات وهو موقف تشاطره فيه الخرطوم وتقول مصادر إن الزعيم الليبي يخشى أيضا من هذه القوات ويؤيد إنهاء وجودها. وتحسنت علاقات السودان مع جيرانه في السنوات الأخيرة بعد سنوات من الجفاء وإيواء الخصوم، خاصة إريتريا التي كانت تحتضن زعماء المعارضة الشمالية ومتمردي دارفور وجبهة الشرق، لكنها اليوم تساهم في جهود التسوية السلمية لأزمات السودان في وقت تبدو علاقاتها مأزومة مع الولاياتالمتحدة بعد اتهامها بتغذية الصراع في الصومال.