القواعد الأمريكية في مياهنا وأرضنا وليس في إسرائيل ، جيوشها المحتلة للعراق أو لمحاربة للإرهاب انطلقت من أرضنا وحدودنا لا من ناحية إيران أو تركيا الدولة في الحلف الأطلنطي وحليفة إسرائيل ، كل شيء في أوطاننا ينبغي أن يكون من أجل ماما أمريكا ، السماء لطيرانها وصواريخها ، اليابسة لجنودها وعتادها المتأهب لمعاقبة كل خارج عن طاعة الصقور في واشنطن وتل أبيب – إيران كنموذج – في الحاضر ، البحر لقواعدها وأساطيلها . أمريكا تحاصر الشعبي الفلسطيني من حدودنا البرية والبحرية ، تتأهب الآن لضرب وعقاب إيران من داخل العمق العربي المجاور وليس من إسرائيل ، تقتل طائرات وصواريخها العشرات والمئات في أفغانستان وباكستان والعراق واليمن ولبنان وفلسطين ، لا احد من حكامنا سيجرؤ على المطالبة بوقف القتل للأطفال والنساء والرجال الأبرياء ، فطالما أمريكا تحارب الإرهاب إنابة عن جيوشنا المدخرة قوتها لقمع الداخل ، فلا ينبغي السؤال عن الضحايا !! أمريكا تدعم إسرائيل سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا واقتصاديا فيما هي تعزز وجودها العسكري والاستثماري والسياسي ولاستخباراتي في بلادنا العربية دون مقابل ، تزود إسرائيل بأحدث الأسلحة الفتاكة كهبة ومنحة عاجلة وبالمقابل تبيع الدول العربية سلاحها غير مهدد لإسرائيل بمليارات الدولارات ، كيف سيحترمنا العالم ويؤازرنا ونحن لا نحترم أنفسنا ؟؟ لا ندري من هم أصدقائنا ومن هم أعدائنا ؟؟أين هي مصالحنا ومع من ؟؟ تأملوا جيدا في واقعنا البائس دبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا ووطنيا وعولميا ! الولاياتالمتحدة جاثمة لدينا بقواعدها وجنودها واستثماراتها وشركاتها وصناديقها ومصالحها الحيوية المتعددة الأشكال ومع كل هذه الأشياء لم يقف الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ولو مرة واحدة بوجه الصلف والعدوان الإسرائيلي رغم إدانته من المجتمع الدولي كله . لا ادري حقيقة عن أي موقف فرنسي أو روسي أو صيني يمكن الحديث حوله إذا كان واقع الحال يؤكد أن شعوبنا رهن أنظمة مستبدة لا تقيم وزنا لمصالح دولها ومجتمعاتها ، فقبل سنوات أغلقت بلجيكا سفارة إسرائيل لديها ، فماذا قدمت الدول العربية وكيف تعاملت سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا مع هذه الدولة الأوربية ؟؟ بلا شك كان التجاهل واللامبالاة سمة لكل العرب ولدرجة أن دولة واحدة لم تفكر برد الجميل ولو باستيراد سلعة تجارية من أي نوع ! فرنساوروسيا مواقفهما ايجابية نحو القضية الفلسطينية ، فكيف كان الموقف العربي الرسمي والشعبي ازاء هاتين الدولتين الداعمتين بقوة لحق الشعب العربي الفلسطيني ؟؟ لقد قابلنا هذه المواقف السياسية بمعركة حول النقاب في فرنسا وبنكران وجحود لما قدمته روسيا من دعم عسكري وسياسي واقتصادي . اليوم تركيا تحمل على عاتقها مسألة فك الحصار الجائر عن غزة ، كيف قابلت النظم العربية هذا التحول الذي قد يكلف تركيا علاقتها بدول الاتحاد الأوربي وكذا 2مليار دولار من تجارتها مع إسرائيل ؟ ما أتوقعه هو أن النظام العربي الرسمي سيكافئ تركيا العائدة لتوها إلى محيطها وعمقها العربي والإسلامي بالمزيد من التنازلات للولايات المتحدة وإسرائيل ، النظام العربي للأسف لا يحبذ المواقف المتناغمة مع مطالبة الرأي العام ، سيُعد الموقف التركي مهينا له أكثر من الوجود الأمريكي دون مقابل ،سيكون خصما عنيدا لتركيا ورئيس وزرائها أكثر من عدائه لأمريكا وإسرائيل ، لا يهم لماذا وكيف ؟ الم يكن البرنامج النووي الإيراني اخطر من السلاح النووي الإسرائيلي !!