ارتفعت سخونة اللهجة الغربية ضد إيران «الدكتاتورية، الثورية، النووية».. وشهدت بعض العواصم العربية حضوراً مكثفاً للمسؤولين الأمريكيين، بينما انطلق نتن ياهو إلى روسيا ويتوقع أن يزور الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية في المنطقة.. ويراهن المسؤولون في الحكومة الاسرائيلية وفي الأحزاب بما فيها الدينية المتشددة على التأييد الضمني من هذه الدول لجهود اسرائيل في شل حركة إيران اقتصادياً وعسكرياً ودبلوماسياً. والبداية تغيير بعض المواقف المهمة، كان الإلعلان عن تأجيل تسليم صفقة صواريخ إس 300 الروسية المتطورة ولو لوعد مؤقت بعد زيارة نتن ياهو رئيس وزراء اسرائيل إلى روسيا ومطالبة القوى العظمى من هناك لشل حركة إيران أولاً بمنع استيراد وتصدير النفط والبترول، وتحذيره المسؤولين الروس من تزويد إيران بالصواريخ المعترضة للصواريخ، وإقناع نجاد أنه مالم يتوقف عن تخصيب اليورانيوم بنسبة تعتبرها الغرب عالية وأساسية لصنع السلاح النووي الإيراني قبل أن تحقق إيران النجاح في إجراء أول تجربة نووية في إحدى صحاراها الشاسعة وتضع العالم أمام الأمر الواقع والندي في أية مفاوضات قادمة للحد من انتشار السلاح النووي وفرض انضمامها إلى معاهدة حظر واستخدام الأسلحة النووية.. بينما تملك اسرائيل ترسانة ضخمة من هذا السلاح منذ ستين عاماً، وترفض دائماً التوقيع على خطر إنتاج وتجربة واستخدام الأسلحة النووية في المستقبل. ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونائبها وليم بيرينز زارا عدداً من دول الخليج العربي وسوريا بهدف دعم التحركات الأمريكية لعزل إيران، بدعوى أنها تشكل خطراً ليس على اسرائيل وإنما على الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج. وقالت في مناظرة أو حوار مع طالبات إحدى كليات البنات السعوديات إن الحرس الثوري الإيراني سيحول تلك البلاد إلى دكتاتورية عسكرية.. مع حرصها الدائم على إخفاء الهدف الحقيقي من تحركها هذا وكذلك بقية المسؤولين الأمريكيين الدبلوماسيين والعسكريين، وهو حماية اسرائيل والتنسيق معها في أية حركة قادمة على إيران كالتلويح بإغلاق مضيق هرمز الذي يربط الخليج بالمحيط الهندي والبحر العربي.. ولم يخفِ المسؤولون الأمريكيون قلقهم وتخوفهم من إقدام إيران على مثل هكذا خطوة لأنها في رأيهم مغامرة لن تحمد عقباها على المدى الطويل.. والإيرانيون يتوقعون من الصينيين ألا يعطوا أمريكا ضوءاً أخضر في مجلس الأمن في المستقبل القريب بتشديد العقوبات عليها؛ لأن الولاياتالمتحدة لم تسمع للصينيين شيئاً وهم يطالبونها بعدم تسليح تايوان في الوقت الحاضر بأسلحة هجومية كطائرات الشبح الهجومية البعيدة المدى وعدم استقبال «الدلاي لاما» زعيم التبت الروحي المقررة زيارته لواشنطن خلال ساعات.. ومن هنا بدأ الصينيون يتحرشون بالمواقع الالكترونية من نوع جوجل بإنتاج نسخ مشابهة وأكثر فاعلية للاستخدامات العسكرية والصناعية والبحثية. لقد كان الغربيون واسرائيل يأخذون النجاحات الإيرانية في تجارب وصناعة أسلحة متطورة جوية وبرية وبحرية مائة بالمائة تفوق أحياناً ما أنتجته مصانع أمريكا واسرائيل وبريطانيا وفرنسا, ومن أنها قادرة على الوصول إلى أهداف في اسرائيل بدقة وفي دقائق أقل من تلك التي تقطعها الصواريخ والطائرات إلى تل أبيب وعسقلان وحيفا ويافا محمل الجد، وتعتبر ردود أفعال الحلفاء المعادين لإيران من النوع الذي يغلب عليه التشنج والهستيريا. ومالم يلن موقف أحد الطرفين في محاولات أطراف أخرى جمعها على مائدة واحدة بعقلانية وحرص على مستقبل المنطقة والعالم، وإلا فإنها كما يبدو لبعض المراقبين والمحللين الاستراتيجيين الحرب القاضية، ولن يتراجع الإيرانيون عن تنفيذ وعودهم بتدمير اسرائيل ومحوها من الخارطة, فهناك حزب الله يهدد على لسان أمينه العام حسن نصر الله بقصف كل الأهداف الحيوية في اسرائيل من مطارات ومحطات كهرباء واتصالات وغير ذلك إذا هي استهدفت البنية التحتية اللبنانية في أي مكان وفي أي وقت.