دعا الشيخ عبدالمجيد الزنداني – رئيس جامعة الإيمان - إلى تجهيز سفن من كافة محافظات الجمهورية اليمنية تشمل كافة أطياف العمل السياسي دون استثناء مددا لغزة وكسر الحصار. وطالب الزنداني خلال كلمته التي ألقاها اليوم في مهرجان ذكري احتلال القدس الإعلام الرسمي تسليط الضوء على المتبرعين من ابنا اليمن، مؤكدا بان الحل للخروج من هذه الأزمة التي تعيشها الأمة هي إيجاد اتحاد عربي يضم جميع الدول العربية. وأشاد الزنداني بمواقف عمر موسي وزيارته الأخيرة إلى غزة، وبمواقف تركيا لدعم القضية الفلسطينية. وقال: إن تركيا اليوم عادت إلى أمتها بعد غياب طال عنا، وها هي اليوم تعود وتقدم الشهداء على قافلة الحرية وتريد إرسال قافلة أخري لكسر الحصار عن غزة ونحن العرب والمسلمين واقفين. من جهته جدد الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس الهيئة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة - مطالبته الشعب اليمني وشعوب العالم إلى إرسال المزيد من السفن إلى غزة. وشدد خلال مهرجان بمناسبة الذكرى ال43 لاحتلال القدس على ضرورة أن تعمل الشعوب والقبائل والأحزاب والدول العربية والإسلامية على كسر وإنهاء هذا الحصار الآثم. وقال: لابد من "مد يد العون وتجهيز جسر من الأساطيل وإمداد غزة بشريان حياة جديد لكي يكسر هذا الحصار الذي اشتركت فيه الدولة الصهيونية مع بعض الأنظمة العربية الرسمية التي لن يغفر لها التاريخ خطيئتها هذه وتبرعها المجاني لخنق النساء والأطفال والشيوخ في فلسطين". وأكد الشيخ صادق - رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس بصنعاء - أن الشعب اليمني دائما مع القضية الفلسطينية وأبنائها ومع فلسطين والشعب الفلسطيني. وقال: "إن لنا الشرف أن نكون مع القضية الفلسطينية مناصرين ومؤازرين وداعمين ليس من أجل السلام والاستسلام ولكن من أجل مبدأ عظيم وحق أصيل يحبه الله ورسوله، كما ترضاه كل نفس حرة وكل فطرة سليمة ألا وهو حق التحرر من الاحتلال الصهيوني لمقدسات المسلمين ومقدسات المسيحيين في تلك الأرض المباركة مهبط الأنبياء عليهم السلام وقبلة المسلمين الأولى مدينة القدس مدينة السلام والخير والمحبة. وأضاف: "القدس الحبيبة أسقطت العروش والجيوش العربية التي ما تزال في إجازة حتى اليوم ليس لأنها ضعيفة ولا تملك القدرة على القتال والاستبسال بل لان من يقود هذه الجيوش ضعفاء متخاذلين حريصون على الكراسي وذلك كان حال قيادات الأمة في 1967م. وقال: إن ذلك مكن الجيش الصهيوني من احتلال المزيد من الأراضي خلال فترة وجيزة وقد سمى الإعلام العربي الرسمي تلك الهزيمة النكراء بالنكسة في محاولة بائسة لقلب الحقائق وتسمية الأشياء بغير أسمائها ونحن اليوم على المستوي رسمي نشهد نفس الضعف ونفس الذل والهوان والفرقة بل نحن اليوم وعلى مستوي الأنظمة الرسمية في حال أسوأ من الذي كنا علية في هزيمة 67م غير أن الشعوب في الوقت الراهن قد أصبحت أكثر إدراكا من الحكام لخطورة الأمر وأكثر تفاعلا ودعما لحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وتحرير مقدساته وليس هذا الوعي المتجدد المستنير على مستوى الشارع العربي فقط بل هو على مستوي الشارع الإسلامي وكل أحرار العالم. واستطرد "أسطول الحرية الذي ارتكبت فيه القوات الصهيونية مجزرتها الأسبوع الماضي خير دليل على ما نقول وقد شاهدنا جميعا أسطول الكرامة والحرية ينطلق من المواني الإسلامية وليس المواني العربية المغلقة تجاه غزة المنكوبة وتلك القوافل والأساطيل تحمل على متنها ما يزيد عن سبعمائة ناشط من أربعين جنسية من مختلف أنحاء العالم كلهم يريد غزة كلهم يكفر بالحصار الرسمي العربي والصهيوني لغزة. وأضاف بان السفينة "مرمرة حصل على ظهرها مجزرة ارتكبتها القوات الخاصة الصهيونية التي تمارس القرصنة في المياه الدولية والفلسطينية ولجأت إلى استخدام السلاح وقتل المدنين ونشر الرعب في قلوب الناس وكل من يفكر في دعم غزة أو إمدادها بالغذاء والدواء ولعب الأطفال". وقال: "إن تلك الدماء التي سالت على متن سفينة مرمرة أضاءت الطريق أمام الملايين من العرب والمسلمين وغير المسلمين وجعلتهم أكثر إصراراً على فك الحصار عن غزة". وفي المهرجان الذي أقيم تحت شعار "بالوحدة نستعيد القدس" بالتعاون مع الهيئة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة، أعلن الشيخ عبدالمجيد الزنداني -عضو مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية - موافقته على أن يتقدم هو والشيخ صادق برسالةٍ عن الجماهير إلى رئاسة الجمهورية لمتابعة مقترح رئيس الجمهورية الذي أفصح عنه خلال لقائه بالنواب اليمنيين الذين شاركوا في أسطول الحرية، وهو تجهيز أسطول يمني يتكون من أربعة سفن. من جهتها حيّت السيدة أم كامل الكرد - ضيفة شرف المهرجان- التي قدمت من حيّ الشيخ جرّاح بمدينة القدس اليمن على دعمها ونصرتها للقضية الفلسطينية. وتحدثت عن صور من معاناتها الشخصية، ومعاناة غيرها من أهل القدس الذين يتعرضون للتهجير والطرد من بيوتهم على مرأى ومسمع العالم. وقالت إنها تعرضت لإغراءاتٍ وصلت لحد أن وزير السياحة الصهيوني الأسبق "إيالون" عرض عليها 15 مليون دولار لتتخلى عن منزلها المقابل للمسجد لأقصى، لكنها رفضت ذلك كما رفضت كل الإغراءات وتصدّت لكل التهديدات وفوجئت بقوات اليهود تتكون من 3000 جندي صهيوني تطوق الحيّ بأكمله، خمسين منهم وثلاث مجندات صهيونيات اقتحموا غرفة نومها وذلك ليقوموا بطردها من منزلها، الأمر الذي أدّى لوفاة زوجها الذي لم يحتمل الصدمة. وأكدت أم كامل الكرد أنها ما زالت صامدةً في خيمتها التي أقامتها جوار منزلها الذي صادره اليهود، وأصبحت خيمتها قبلةً للوفود الأجنبية التي تزور القدس، لتعرف من خلالها حجم معاناة المقدسيين في ظل الاحتلال. وذكرت أن سيناتوراً أمريكياً تأثر لسماع حكايتها ومعاناتها فطلب منها أن تخبره عن كيف يمكن التعامل مع اللوبي الصهيوني المسيطر في أمريكا ؟ فردّت عليه بجملة واحدة هي :"كما جبتم لنا المرض هاتوا لنا دواه أو المضاد اللي ينهيه". ونقلت للشعب اليمني رسالةً شفوية من "شيخ الأقصى" الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل- مفادها شكره على مواقف اليمن المناصرة للقضية وأنه يشدّ على أيدي كل اليمنيين لمواصلة جهود الدعم والنصرة. من جهته حيّا راعي المهرجان القاضي حمود الهتار أهل مدينة القدس على صمودهم وثباتهم على أرضهم وأثنى على تضحياتهم التي يقدمونها في سبيل الدفاع عن أرضهم ومقدسات المسلمين. وأكد أن موقف اليمن ثابت وراسخ من القضية الفلسطينية، وعلى كافة المستويات والأصعدة، وهو عدم كل الثوابت الفلسطينية والحقوق الإنسانية التي تقرها كل الشرائع. وأشاد في سياق كلمته بالجهود التي تبذل لكسر الحصار عن غزّة، خصوصاً المشاركين في أسطول الحرية، الذين أثبتوا للعالم سوأة الصلف الصهيوني وعربدته. الشيخ الداعية د. أحمد نوفل - ضيف شرف المهرجان- تحدّث في كلمته عن الضيوف عن أباطيل اليهود وتناقضاتهم وتدليسهم وتحريفهم لحقائق التاريخ والتشريعات وهم يحاولون إخبار العالم أن القدس مذكورة في توراتهم فمرةّ يقولون أنها ذكرت 500 مرة وآخر مرة يقول رئيس وزرائهم نتنياهو بأنها ذكرت 800 مرة، وهو تناقضٌ مكشوف قد لا ينتبه إليه البعض كدليل على التحريف والتزييف والكذب.وشكر نوفل اليمن على موقفها الداعم للقضية، كما شكر لتركيا موقفها المشرّف تجاه غزّة، وأشاد ببطولة المشاركين في أسطول الحرية. وكان أحمد حرارة المدير التنفيذي لمكتب مؤسسة القدس في اليمن قد رحّب بضيفا شرف المهرجان الداعية د. أحمد نوفل أستاذ الشريعة بالجامعة الأردنية، والسيدة أم كامل الكرد، وعبّر عن اعتزاز المؤسسة باستضافتها وهما المرتبطان من جانبه رحّب ممثل حماس في اليمن بأية مبادرات عربية أو إسلامية من شأنها رأب الصدع الفلسطيني، وإنهاء حالة الإنقسام، وقال أن حماس حريصة كل الحرص على تحقيق المصالحة على مبدأ ثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني. وتخللت المهرجان الذي قدمه أ. محمود صيام وصلتين من الفلكلور الفلسطيني قدمه فتية من أبناء فلسطين وقصيدة لفتت الانتباه ونالت الإعجاب للشبل محمد الغرباني بعنوان (أين أنتم يا عرب ؟)، وقصيدة شعرية معبّرة عن ظروف القدس وموقف الأمة والعالم منها لفضيلة الشيخ الشاعر محمد علي عجلان عضو مجلس الشورى.