أعلنت مصادر أمنية يمنية السبت مقتل 14 شخصا وإصابة تسعة في هجوم شنه مسلحون يعتقد أنهم تابعين لتنظيم القاعدة على مبنى المخابرات اليمنية "الأمن السياسي" في عدنجنوب البلاد.
وقال شهود عيان "إن خمسة مسلحين هاجموا مبنى المخابرات مبنى الادارة العامة للامن السياسي في حي التواهي القريب من مرفأ عدن ، مستخدمين قاذفات ال"آر بي جي" والرشاشات والقنابل اليدوية.
وتمكن المسلحون من تهريب خمسة معتقلين على ذمة الانتماء لتنظيم القاعدة وعدد آخر من المعتقلين على ذمة قضايا سياسية ، فيما تلاحق قوات الأمن الفاعلين في عدد من الأماكن بمدينة عدن بعد الاستعانة بقوات من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب التي يشرف عليها نجل الرئيس اليمني أحمد علي صالح. وأكدت مصادر المحلية أن الهجوم "نفذه على الأرجح عناصر من القاعدة" مشيرة إلى "الطبيعة الانتحارية" للعملية، إذ انه من الصعب أن يهاجم المسلحون هذا المبنى دون تعريض حياتهم لخطر محتم، وذكرت المصادر أن اثنين من المهاجمين اشتبكوا مع قوات الأمن بعد الهجوم. وقام المسلحون باطلاق النار صوب حراسة مبنى الأمن السياسي وقتلوا عشرة ، فضلا عن ثلاث سيدات وطفل كانوا من المارة بالشارع وقت الهجوم.
ومدينة عدن هي كبرى مدن الجنوب وتخضع لانتشار أمني مكثف وهي كانت بمنأى نسبيا عن الاضرابات الناجمة عن نشاط الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط مع الشمال. تهديد القاعدة وهدد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أمس بالرد على الحملة الأمنية الحكومية في شرق البلاد. ودعا أبناء القبائل إلى رفع السلاح في وجه الحكومة. وشن التنظيم في بيان هجوما شديدا على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والذي اتهمه بمحاولة زرع الفتنة بين القبائل في وادي عبيدة اليمني ، مطالبا القبائل بالقتال ضد النظام. وقال التنظيم في بيان نشر على شبكة الانترنت: "نحن المجاهدون في جزيرة العرب لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما يقع على نسائنا وأطفالنا وإخواننا في وادي عبيدة، وبإذن الله سنشعل الأرض ناراً تحت طواغيت الكفر من نظام علي صالح وأعوانه عملاء أمريكا". وأضاف التنظيم "ما يحدث هذه الأيام في وادي عبيدة مما تتذرع به الحكومة لقتل الشرفاء وتهديم بيوت الأبرياء وقتل الأطفال والنساء بحجة أن بعض أبناء القبائل مطلوبين، والمقصد من وراء هذا كله هو زرع الفتنة بين القبائل ومحاولة السيطرة على الوادي وإذلال القبائل". ودعا البيان قبيلة عبيدة التي ينتمي إليها الشبواني لعدم مؤازرة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وقال البيان: من هو بالله عليكم الذي يهدم مساجدكم ويقتل نساءكم؟ هل هم المجاهدون أم علي عبدالله صالح؟. وطالب التنظيم القبائل إلى عدم تسليم المطلوبين للجيش والتصرف كما فعلت القبائل الأفغانية والباكستانية التي لم تسّلم عناصر القاعدة إلى القوات الغربية، وطالب الشبان بالانتقام من شيوخ القبائل الذين يرفضون هذا الأمر بحجة أن "العار لا يغسله الماء.. والأمل فيكم لغسل هذا العار بالدم". ونفى البيان الصادر عن التنظيم مسؤوليته عن اغتيال قيادي عسكري يمني نائب حاكم محافظة مأرب الشهر الماضي جابر الشبواني وخمسة من رفاقه ،إثر انفجار صاروخ أصاب سيارته خلال غارة جوية كانت تستهدف أحد أعضاء القاعدة ويدعى محمد بن سعيد في مأرب/ 190 كلم شمال شرقي صنعاء. وكانت منطقة مأرب ووادي عبيدة قد شهدت معارك طاحنة أدت إلى مقتل وجرح العشرات بمواجهات بين القبائل والجيش الذي كان يطالب بتسليم مشتبه بهم، وقام عدد من رجال القبائل بتفجير أنابيب النفط، بعد استخدام الجيش المدفعية لضرب التجمعات القبلية.