قتل مدنيان واصيب اثنان آخران بجروح في عدنجنوب اليمن عندما اطلقت الشرطة النار لتفريق تظاهرة انفصاليين جنوبيين. وذلك في وقت تكافح فيه الحكومة اليمنيةلجماية باب المندب من خطر القاعدة و القراصنة معا. وكان"المجلس الاعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب" ابرز تنظيمات الحراك الجنوبي دعا الاهالي الى التظاهر لمناسبة الذكرى ال16 لسيطرة قوات الرئيس علي عبد الله صالح على كبرى مدن الجنوب وانتهاء الحرب الاهلية وللمشاركة في تشييع شاب قتل الاسبوع الماضي في سجن بالمدينة غداة اعتقاله. وقال شهود عيان ان مئات من انصار الحراك الجنوبي قاموا بمسيرة انطلقت من مجلس العزاء باتجاه حي السعادة في خور مكسر بعدن غير ان الشرطة فرقت المسيرة واستخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي. واوضح مصدر طبي في مستشفى الجمهورية بمدينة خور مكسر ان المستشفى استقبل قتيلا يدعى عبداللطيف الصبيحي وثلاثة جرحى ، ثم توفي احد الجرحى في المستشفى. وقال مصدر في الحراك الجنوبي ان "قوات الامن اعتقلت ستة من المتظاهرين عقب اطلاق النار علينا وتفريق مسيرتنا". على صعيد اخر ، يبني حرس السواحل اليمني قاعدة للمساعدة في تأمين مضيف باب المندب. ويجوب القراصنة الصوماليون البحر الى الجنوب من المضيق قبالة ساحل اليمن ، لكن اليمن تساوره مخاوف أعمق بشأن الامن قبالة ساحله بعد أن دعا تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من البلاد مقرا له الى فرض حصار على المضيق الذي يربط بين البحر الاحمر وخليج عدن الذي تمر منه كل عام 25 الف سفينة تمثل سبعة في المئة من الملاحة في العالم. وقال محمد مبارك بن عيفان مدير ميناء عدن ان الطبيعة الجغرافية لمضيق باب المندب من حيث الساحل والارض والشواطيء والجزر تكسبه حساسية خاصة من الناحية الامنية. ويقول خبراء ان المسلحين سيسعون جاهدين لاغلاق المضيق الاستراتيجي لكن قطاع الملاحة لا يزال قلقا بشأن الهجمات المحتملة قبالة الساحل الجنوبي الغربي لليمن. وقال مسؤول يمني ان فرنسا تساعد صنعاء في بناء القاعدة على أمل أن يكون لها استخدام مزدوج في مكافحة القرصنة وتنظيم القاعدة على حد سواء. لكن جيم كاميرون المحلل في مؤسسة "ستيرلينج اسينت" يرى أن دعوة التنظيم في وقت سابق هذا العام الى حصار باب المندب لا تعني أن القاعدة قادرة على تنفيذ هذا. وأضاف "من المؤكد أنه تهديد حقيقي غير أنني أعتقد أنه مطمح اكثر منه قدرة في الوقت الحالي". وفضلا عن هذا يقول خبراء ان الاغلاق الكامل للمضيق البالغ طوله 22 كيلومترا لن يكون سهلا. وقال روي فيسي استشاري الموانيء لميناء عدن "المضيق واسع والتيارات قوية ومعقدة وبالتالي سيكون من الصعب اغلاقه بالمعني المادي". ورغم هذه التطمينات ، يقول هشام السقاف المدير العام لشركة وكالة الخليج للشحن والخدمات الملاحية ان الدعوات لاغلاق مضيق باب المندب ما زالت تؤثر على المشاعر في قطاع الشحن بالمنطقة ، وأضاف "لا أدري كيف سيفعلون هذا لكن هذا تهديد بالطبع وملاك السفن يأخذون هذه الامور بجدية". وفي حين يخشى حلفاء اليمن استغلال تنظيم القاعدة انعدام الاستقرار على عدة جبهات في اليمن لشن هجمات بالمنطقة وخارجها فان القرصنة هي اكثر المخاوف الحاحا بالنسبة لصناعة الشحن. ويقول خبراء قطاع الشحن ان التهديدات الامنية الخطيرة للسفن في مضيق باب المندب ستكون لها اثار عالمية على الصناعة وقد تؤدي الى تدخل عسكري دولي أقوى. وقال السقاف ان تدخل القوات البحرية الدولية حسن الوضع الامني لكن يجب بذل المزيد من الجهد. وأضاف أنه في نهاية المطاف تريد الشركات مرورا امنا وممرا مائيا امنا حتى تبحر فيه السفن وتأتي الى موانيء اليمن الذي يحتاج الى هذا النشاط التجاري. وتقول شركة دي.بي وورلد لادارة الموانيء ومقرها دبي وتدير ميناء للحاويات في عدن انه ليس هناك أثر كبير على خطوط الحاويات لكن القرصنة مثار قلق للصناعة.