القلم أمانةٌ كبرى ، وحين يكون بأيدٍ أمينة تصبح له مكانته ، ويحتفظ بهيبته ، وتنساب به الأسطر مفعمة بحس الضمير .. واستشعار المسؤولية ،فيحقق نتائج إيجابية في المجتمع ويحظى باحترام الجماهير ، وحين يتحول إلى أداة رخيصة بيد مأجور يتم التحكم به عن بُعدٍ وعن قرب ويكون مداده التدليس والتزلف فاعلم أن هذا القلم قد فقد قيمته وأصبح وبالاً وعاراً على صاحبه الذي امتهن صهوة الدفاع عن الأسياد بحق أو بباطل فالأهم أن يرضى عنه وليُّ نعمته ، يدورون في فلكه ، ويغضبون لغضبه ويحزنون لحزنه وكأن مهمتهم اتقاء كل ما يعكر صفو حياته مقابل فتات بسيط كهدية (لاب توب !) أو ( عيدية )! أو قرض حسن !أو نحو ذلك ! فيصبح هذا المأجور أسيراً لدى ولي النعمة حتى يجد من يدفع أكثر ! تتعجب حين تكتب مقالاً تلمح فيه فقط بانتقاد شخصية مثيرة للجدل فينبري لك أحدهم معدداً محامد وصفات الشخصية المنقودة !! ويكيل المدائح والصفات وهو لم يلتق بهذه الشخصية إلا جلسة واحدة كما يزعم !!! وأعجب من ذلك حين تتفلت منه الكلمات فيخبرك أن أحدهم طلب منه كتابة مقالٍ وكأن هذا القلم مخصص لطلبات الموسرين !!! ويستبق الأحداث فيضع قائمة من الشخصيات الموسرة ويطلب من الجمهور عدم التعرض لهم !!! وكأنهم فوق النقد !!! ولم أكن لأتحدث عن هذا الصنف من الأقلام لولا أنهم محسوبون على الصحافة التي لُطخت سمعتها بمثل هؤلاء حدثاء الأسنان !! وقلم آخر بلغ به الطيش مبلغاً حيث أوجب على كل فرد في محافظته أن ينحني إجلالاً لأحد الموسرين !!! تحت ذريعة صنع فوز رياضي ووصفه بأوصاف لا تنم إلا عن سقوطٍ مدوٍ لمن يفترض أن يكونوا منصفين فيما يكتبون !! ومع بالغ الأسف فقد تردى بعض المحسوبين على الإعلام عن المكانة اللائقة بكل من يعمل في مجال الإعلام فتجدهم يترددون على موائد ومجالس علية القوم تحت غطاء الإعلام يغضون الطرف عن عظيم سلبياتهم ويبالغون في تعظيم بسيط إيجابيتهم إن وجدت ويتناسون دورهم الحقيقي في أن يكونوا لسان حال البسطاء من الناس الذين لا يستطيعون إيصال صوتهم بل جعلوا من أنفسهم ألسنة ناطقة باسم المسؤولين والموسرين ومن لف لفهم . فما أحوجنا للقلم النبيل الذي يشكل درعاً عن المواطن البسيط يتقي عنه الظلم والحيف بقلمه ويدافع ويذود عن حقه ، ويساهم في التخفيف عن معاناته فيتلمس همومه ويكون ناطقاً باسمه ومعبراً عن حاله فيكون بذلك قد ربح مرتين مرةً بالمساهمة في خدمة شعبه وأخرى بالحفاظ على شرف قلمه.