كشف رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير ان ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي السابق جورج بوش كان يخطط لغزو دول اخرى في الشرق الاوسط من بينها سوريا عقب استكمال غزو العراق والاطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين . وفي مذكراته التي صدرت الاربعاء بعنوان "رحلة" في 736 صفحة احتل الحيز العراقي فيها الفصل 13 بين 22 فصلا حاول بلير تبرىء ذمته امام العالم متناولا دور الصقور في الادارة الاميركية وفي طليعتهم ديك تشيني. وقال بلير:" ان تشيني كان يعتقد ان الولاياتالمتحدة في حرب مع الارهابيين ومع الدول المارقة التي تساندهم والحل الوحيد لدحرهم هو انتصار للولايات المتحدة عبر ضربهم ونشر الديموقراطية". واشار بلير الى ان تشيني كان يريد الاطاحة بصدام وضرب سورياوايران ومن ثم "حزب الله" و "حماس" اللذين يحتميان بهما. واعرب عن اعتقاده بأن تشيني كان يريد بعد 11 سبتمبر / ايلول عالما جديدا ولو تم تغييره بالقوة وبسرعة". وبعدما دافع عن قراره الاشتراك في الحرب وسرد مراحل الاعداد لها، من وجهة نظر شخصية دافع عن ضرب اسرائيل المفاعل النووي العراقي في 1981. وقال: "ان صدام اصبح اكثر وحشية بعد اجباره على الانسحاب من الكويت التي احتلها في 1990 ما حتم التعامل معه في اوجه مختلفة". وقال بلير :"ان الاعداد للاطاحة بصدام بدأ مع صدور "قانون تحرير العراق" عام 1998 وفي عهد كلينتون و تم تثبيت الامر مع خطاب حال الاتحاد في يناير/ كانون الثاني 2002 عندما اطلق بوش تعبير الدول المارقة التي عكست آراء المحافظين الجدد وتشيني في طليعتهم. وربط فيه بوش كلا من ايرانوسورياوالعراق وكوريا الشمالية ما ثبت الرأي القائل ان الولاياتالمتحدة عزمت على تغيير العالم وليس قيادته فقط". ولم يكشف بلير الكثير عما عرضه مع كلينتون في الشأن العراقي، لكنه عرض مداولاته في هذا الشأن مع بوش وللمرة الأولى عام 2001 في كمب دايفيد بعد هجمات 11 سبتمبر/ ايلول. وقال: "لم اشعر باستعجال لدى الامريكيين لعمل عسكري اذ ان بوش كان يهدف الى بناء جبهة يمينية في الولاياتالمتحدة قادرة على إبقائه في السلطة في انتخابات رئاسية ثانية". واعترف بأن التخطيط الحقيقي للحرب في الجانب البريطاني، وضع قيد التنفيذ بعد اجتماع عقده مع بوش في ابريل/ نيسان 2002 في مزرعته في كروفورد في تكساس، مشيرا الى انه خلال الاعداد للحرب اثار مرارا مسألة تأثير اطاحة صدام في العلاقات بين السنة، الذين ينتمي اليهم صدام، والشيعة في العراق الموالين لإيران، والانعكاسات في منطقة الشرق الاوسط. ولم ينس الاشارة الى انه شجع بوش مرارا على المساهمة بقوة في وضع حل لمسألة الشرق الأوسط ضمن اولوياته وبالتزامن مع ترتيبات اطاحة صدام". وافرد بلير فصلاً في المذكرات عن موت الاميرة ديانا بعد تسلمه الحكم مباشرة وكيف ان علاقته مع الملكة في الايام الاولى لم تكن جيدة، خصوصا ان الملكة بعد مصرع ديانا كانت متوترة. واعترف بانه وديانا كانا "يستغلان من حولهما" كما افرد بعض الصفحات للحديث عن العلاقة المحرمة بين الرئيس الامريكي بيل كلينتون ومساعدته مونيكا لوينسكي، وعن الفضيحة التي ضربت حكومته من جراء علاقة بين نائبه جون بريسكوت وسكرتيرته وقال ان "من الخطأ اقامة علاقة مع من يعملون معك على الاطلاق". *الصورة نسخ من مذكرات توني بلير