تبدأ الاثنين 6-4-2009 محاكمة جندي أمريكي اقتحم، مع 4 اخرين، تحت جنح الظلام وفي خضم الحرب، منزلا عراقيا واغتصبوا فتاة صغيرة وقتلوا عائلتها واضرموا النار في المنزل لاخفاء جريمتهم. ويواجه الجندي ستيفن غرين، الذي يعتقد انه قاد المجموعة وطرد من الجيش قبل انكشاف الجريمة لاصابته ب"اضطرابات في الشخصية"، عقوبة الاعدام في المحاكمة من ستبدأ باختيار هيئة المحلفين. وظهرت التفاصيل المريعة للواقعة خلال محاكمات 4 جنود، سبق أن أدينوا في مارس 2006. وقال الجنود في إفادتهم أن خطة الإغتصاب تمت اثناء "جلسة سمر"، كان الجنود يشربون خلالها الويسكي ويلعبون الورق، في نقطة تفتيش في المحمودية، جنوب بغداد. يومها، قال الجندي غرين لاصدقائه انه اراد "ان يذهب الى منزل وقتل بعض العراقيين". وارتدى الجنود الملابس والاقنعة السوداء لكي يبدوا مثل المسلحين، وتوجهوا الى منزل فتاة لا يتعدى عمرها 14 عاما كانوا رأوها تسير في القرية. وقال جندي اخر هو بول كورتيز، تلقى كذلك حكما بالسجن المؤبد، ان الجنود قرروا ان الفتاة ستكون هدفا سهلا لهم حيث "سيمارسون الجنس مع انثى عراقية" لان والدها كان الرجل الوحيد في المنزل. وشهد كورتيز امام المحكمة انه اغتصب عبير قاسم حمزة الجنابي فيما كان باركر يثبت الفتاة التي كانت تبكي. وتناوب الجنديان على اغتصاب الفتاة ثم سمعا 4 او 5 عيارات نارية من غرفة النوم، حيث سبق أن اقتاد غرين والد الفتاة وامها وشقيقتها البالغة 6 سنوات. وبعدما انتهى من اغتصابها، أطلق غرين النار على الفتاة، وأشعل الجنود النار في المنزل ببطانية أغرقوها بالكاز وغطوا فيها جثة الفتاة العارية، حسب ما شهد الجنود الآخرون. بعدها، عاد الجنود الى نقطة التفتيش التي كانوا يحرسونها على بعد نحو 200 متر وجلسوا يشوون جوانح الدجاج. وتكشفت الواقعة بعد اشهر قليلة عندما تحدث مستشارو علاج الضغط النفسي مع السرية، بعد حادث خطف فيه جنديان من نقطة التفتيش وقتلا بشكل وحشي. وقال احد محامي الجندي الذين عينتهم المحكمة دارين وولف "ستكون هذه قضية صعبة .. ولا يوجد اي عرض على الطاولة الان ولذلك علينا ان نمضي في محاولتنا لانقاذ حياة هذا الشاب". واضاف وولف عبر الهاتف ان "الدفاع الذي سنقدمه يستند الى ان هناك تفاصيل اخرى في هذه القضية غير تلك التي ادلى بها الجنود المدانون الاخرون". ويواجه غرين 17 تهمة جنائية اخرى من بينها الاغتصاب والجريمة وعرقلة العدالة. وتنظر قضيته امام محكمة مدنية لانه طرد من الجيش قبل ظهور التهم ضده. والقى رجال مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) القبض على غرين بينما كان في منزل جدته في كارولاينا الشمالية. وحينها قال لرجال الاف بي اي "ربما تعتقدون انني وحش .. جورج بوش وديك تشيني هما اللذان يجب ان يعتقلا". ولم يتمكن محاموه من تحويل القضية لمحكمة عسكرية، كان يمكن ان تتفهم هيئة المحلفين فيها الوضع في العراق. كما تخلوا عن خطتهم الدفاع عنه بناء على اختلاله العقلي. وفيما لم يعلق وولف على حالة غرين العقلية، قال ان الجيش "يتحمل جزءا ضخما من المسؤولية" عن ما جرى، معتبراً أن "ما حدث لم ينبع من فراغ". وسبق أن تلقى الجندي جيسي سبيلمان حكما بالسجن المؤبد بتهمة اغتصاب الفتاة ذاتها، والمشاركة في جرائم قتل، بينما تلقى الجندي بريان هاورد حكما بالسجن لمدة 27 شهرا لقيامه بالحراسة اثناء الواقعة. وطبقا للاحكام العسكرية، يمكن لسبيلمان وباركر وكوريتز التقدم بطلب عفو بعد 10 سنوات.