نشرت صحيفة لافان غارديا الاسبانية تقريرا قالت فيه أن عقوبة الرجم غير موجودة في القرآن. إلا أنه مع ذلك هناك عدد من البلدان الاسلامية (منها السعودية وإيران وافغانستان...) تطبق هذا باسم الاسلام، وبشكل خاص على النساء اللواتي يمارسن الجنس خارج المؤسسة الزوجية وهو ما يرفضه القانوني الدولي . وأشارت الصحيفة إلى حالة الايرانية سكينه اشتياني التي تواجه عقوبة الرجم بتهمة الزنا، وكذلك عقوبة الاعدام بتهمة التحريض على قتل زوجها. لكن النظام الايراني قام بتعليق هذه العقوبة كخدعة للمنظمات الغربية المدافعة عن حقوق الانسان. وذكرت الصحيفة أن فيلم " المراهق الايراني سيروس" سيعزز النقاش حول مصير سكينه. والذي تم انتاجه استنادا إلى حالة حقيقية لكن مع بعض الأخطاء في التنفيذ. ووصفت الصحيفة الرجم بانه العقوبة الجسدية الأكثر وحشية ، واضافت انه في بعض البلدان الإسلامية هناك عقوبات أخرى كقطع يد السارق، وقطع اقدام من يقومون بقطع الطرق أو التمرد ضد السلطة القائمة ، والجلد ... واعتبرت ذلك عقوبة مهينة للشخص وتخالف الاتفاقيات الدولية. وأوردت الصحيفة عن رئيسة معهد العلوم الإسلامية فى مرسيليا قولها "إذا افترضنا أن الرجم لا يوجد فى القرآن –على حد قول الكثيرين- فمن أين جاء هذا المصطلح وكيف تم تفسيره وتم العمل به لقرون مضت". وقالت الصحيفة أن السياسية الإيرانية نازنيان أميريان قامت بالرد على السؤال الذى طرحته رئيسة معهد العلوم الإسلامية عبر كتابها "الآلهة فقط من تستطيع المرور فى الجحيم". والذي جاء فيه أن الرجم عادة قديمة اتبعها اليهود فى العقاب ثم المسيحية وفيما بعد تم ربطه بالإسلام وقيل إنه مأخوذ من القرآن، ومن هنا أشارت "دولوريس برامون" استاذة اللغات السامية بصفتها امرأة ومسلمة إلى أنه من المستحيل أن يكون هذا العقاب هو الذى تم ذكره فى القرآن وإنما هو عادة يهودية قديمة ووردت فى التوراة والعهد القديم ولكنها اختفت منذ قرون. وحتى في المسيحية فعندما أصر الكتبة والفريسيون على رجم امرأة زانية قال لهم السيد المسيح "من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر". ووصفت الكاتبة الطريقة التي يتم بها تنفيذ الرجم بأنه يتم غسل المحكوم عليه كما يغسل الميت، ويكفن حيا بقماش أبيض، لينقل بعد ذلك إلى ساحة عامة يحتشد فيها الناس، حيث يدفن المحكوم فى حفرة حتى خصره إن كان رجلا، وحتى كتفيها إن كانت امرأة. ويبدأ الناس وأولهم القاضى الذى أصدر الحكم برجم المحكوم بحجارة أعدت خصيصا لذلك، بحيث لا تكون كبيرة فتقتل بسرعة، ولا تكون صغيرة فلا تؤذى، بل متوسطة الحجم، وذلك كى تضمن أقسى درجة من التعذيب قبل الموت. وهكذا تنهال الحجارة على المحكوم عليه من كل صوب، فتتهشم عظامه وتتناثر دمائه تحت الضربات إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقد تستغرق هذه العملية نصف ساعة أو أكثر، وذلك حسب قدرة المحكوم على التحمل، وفى النهاية وحتى يتم التأكد تماما من موت هذا المحكوم، فإن أحدهم ينهال على رأسه بآله حادة لتسحقه سحقا ولتنهى بذلك حياته. وأضافت الصحيفة أنه منذ القرن التاسع عش، والمفكرين المسلمين يصرون على أنه يجب علينا الحفاظ على روح التقدم الذي يفترض معايير معينة والاخذ بروح النص لا حرفيته. وأوردت عن القاضي البنغالي أمير علي الذي عاش في الفترة 1848- 1928 بأن المسلمين تجاهلوا روح القرآن. وذكرت الصحيفة في تقريرها نقلا هن طارق رمضان الفيلسوف المصري المولود في سويسرا –على حد وصف الصحيفة له- قوله أن الرجم موجود في بعض الاحاديث التي لا يمكن الاعتماد عليها تماما وليس في القرآن. وأنه لإثبات تهمة الزنا في القرآن الكريم لابد من وجود أربعة شهود من الذكور لرؤية يشهدوا أنهم رأوه يدخل كما يدخل المرود في المكحلة. وهذا الشرط يكاد يكون من المستحيل اثباته. وأضاف أنه يعتقد أن ذلك وضع للردع وليس للتنفيذ