شبكة البيضاء الاخبارية / خاص مقال للشيخ عبدالله محمد النهيدي ربما يسخر مني القارئ كثيراً , حينما يقرأ هذا العنوان , وقد يكون معذوراً في ذلك , فهذه هي الحرب السادسة , بين الدولة – أو قل المجتمع - وبين الحوثيين , وهناك ألآف القتلى والجرحى , وهناك الخسائر المادية الباهضة لهذه الحرب , فكيف يقال هل نحن في حالة حرب , وهذا السؤال , هو ما أبحث أنا على إجابةٍ شافيةٍ له , هل من يدخل في حربٍ مع جهةٍ ما يترك أيَ وسيلةٍ ممكنةٍ له ثم لا يستخدمها من أجل نيل النصر , وهل هناك سلاح أخطر وأفتك من الحرب الإعلامية , وتعرية العدو , وضربه في أفكاره , من أجل فت معنويات جنوده أولاً , وتحصين الآخرين منه , وهذا ما تفعله جميع الدول الكبرى اليوم , فهي تحارب بجيوشها , وجواسيسها , بل تحارب بمراكز البحث والدراسات , والمفكرين والعلماء , والخطباء والأدباء , وتحارب كذلك بالفنانين والسينماء, الحرب الاعلامية اليوم هي أخطر أنواع الحروب , وفي الحديث الشريف {الكلمة أمضى فيها من السيف } ومعركة ألأفكار هي المعركة الحقيقية , وكان العربي قديماً يحارب بشاعر القبيلة حرباً ضروساً , يسقط بالقصيدة جيشاً , وينصر بها آخر , وفي الحديث الشريف { أهجهم وروح القدس معك , ولهو أشد عليهم من نضح بالنبل }0 ونعيد السؤال مرةً أخرى , هل الدولة تستخدم كل هذه الوسائل في هذه الحرب , تعالوا نرى 0 قبل أيام زرت أحد ألأخوة في مكتبةٍ من المكاتب , وسألته عن إصدارٍ جديد لهم أعلن عنه بعنوان ,( الحوثية في اليمن , الأطماع المذهبية في ظل التحولات الدولية , من إصدارات مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث 0 صنعاء 0 , بالتعاون مع المركز العربي للدراسات الإنسانية 0 القاهرة )0 وأنا أتلهف للكتاب من أي زوايا المكتبة سيخرج علي , فقال لي الكتاب محجوز 0 صدمت , دهشت , ذهلت 0000 , عدد ما شئت من هذه المفردات , لم أصدق ما قال , فكرر لي العبارة , قلت له , كتاب بهذا العنوان , وهذه الجهود , في مثل هذه الظروف محجوز , لقد كنت أنتظر منك أن تقول لي أن الحكومة تبنت الكتاب , وسوف يوزع على حسابها , وسوف يطبع طبعةً ثانيةً وثالثةً 000ألخ وأن المسؤولين قد ألحوا علينا في صدور الكتاب بسرعة 0 لكن أن يحجز , وأين , ومتى , وكيف , ومن وراء هذا العمل الامسؤول 0 قمت بدوري أسدي له النصائح , حول مراجعة المسؤلين في إطلاق سراحة , هل وصلتم إلى فلان ؟ , هل إتصلتم بفلان ؟ , هل أخبرتم فلان ؟, عندي لكم وساطة كبيرة 00تبسم وتأوه , فقال :لم يبق سوى رئس الجمهورية لم نصل إليه , وقد أرسلت له نسخة خاصة , مع الوزير فلان , كذلك ألامن القومي عنده علم بالموضوع , توجيهات وزارة الثقافة , تصرح بدخول الكتاب , فماذا حصل ؟, قال لي أخذنا التوجيه إلى مكان الحجز فردونا خائبين , قلت له فالأمن القومي , قال تفاعلوا معنا في اليوم الأول , وبرد تفاعلهم في اليوم الثاني مباشرة , عندها قلت له , إذاً 00000ماذا إذاً ,إما ان الحوثيين هم من منع الكتاب من الدخول , !!!! طبعاً أنهم دولة داخل الدولة , أو أن السؤال يجب أن يطرح بقوة وعلى الملاء , هل نحن في حرب فعلاً مع الحوثية , أو أن وراء ألأكمة ما وراءها0