بقلم: د أحمد بن فارس السلوم جاء رد السوريين سريعا وواضحا على ماسماه الإعلام السوري حزمة الإصلاحات التي منّ بها الديكتاتور السوري على شعب ورث حكمه عن أبيه، في حالة جمهورية ملكية فريدة، لم يختر الشعب فيها حاكمه، ولا الحاكم شعبه، فبعد عقود طويلة قرر الديكتاتور الشاب رفع قانون الطوارئ، والغاء محكمة أمن الدولة، وغيرها من الاصلاحات التي لم تر طريقها إلى النور إلا في شبكات الأخبار بعيدا عن الواقع الذي يحكمه الحديد والنار. الحكومة والشعب كل منهما قال رأيه في كل ما يحصل في سوريا الآن، أما الحكومة الفتية فقد اختار وزير امنها - وهو ذو تاريخ سيء متخصص في الإجرام والتعذيب - ان يكون الرد على هذه القوانين بقتل العشرات من الشعب الذي هو في الأصل المسؤول عن أمنه، أو هكذا ينبغي أن يكون. وأما الشعب فقد قال كلمته، وخرج زرافات ووحدانا يردد: الشعب يريد إسقاط النظام، ذاك الشعار الذي قالته الجماهير من قبل فتحقق لها مرادها في كل من تونس ومصر. إن الشعب غير معني بهذه القرارات، فالعبرة ما يحصل على الأرض، وليس ما يكتب على الأوراق. الجمعة العظيمة نقطة فارقة في تاريخ الثورة السورية، سيظل يذكرها الناس على وجه الدهر، فهي الجمعة التي ارتقى فيها اكبر عدد من الشهداء الذين جادوا بأرواحهم من أجل أهلهم ووطنهم. وهي الجمعة التي أثبتت لكل ذي مسكةٍ مِن عقل أن النظام السوري المستبد كاذب افاك، قائم على الحكم بالحديد والنار، فلا فرض قانون الطوارئ يعني له شيئا، ولا رفعه كذلك يعنيه لا من قريب ولا بعيد. وهي الجمعة التي أُطلق فيها رصاصة الرحمة على الديكتاتور الشاب، فالذي حصل فيها ألغى أنصاف الحلول، ولم يعد مجديا أي إصلاح شكلي من هنا أو هناك، فالمتظاهرون اليوم يعدُّون كل رجوع عن المطالبة بإسقاط النظام خيانة لدم شهدائهم الذين قضوا في سبيل هذه القضية العادلة. بعد هذه الجمعة العظيمة لم يعد مقبولا أن يبقى هذا النظام المقاوم لشعبه المسالم لإسرائيل على قيد الحياة، فهو نظام لايستحق الحياة إلا في مزبلة التاريخ. خلاصة الأمر في سوريا كما ورد في الجمعة العظيمة: الشعب يريد إسقاط النظام. والنظام يريد سحق الشعب. والعالم يتفرج. والأمر أولا وآخر إلى الله! http://www.facebook.com/drahmedfares