نعم ... لقد فقد بدماج ضرورات الحياة الإنسانية الكريمة من المأكل والمشرب والمسكن والدواء والدفاء، إلا ما ندر منها، وفقدت فيها السكينة والأمن العام، وقل المساند والمساعد، وتكالب عليها الباغي والحاقد بسبب عدوان الحوثية . ولكن بقي فيها الرجولة والعزيمة والشجاعة والتضحية. وخيم فيها الإيمان والثبات والصبر واليقين والتوكل والمصابرة والثقة بالله تعالى ثم بالنفس والتفاؤل بانتظار النصر منه وحده، (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم). وفي الجانب الآخر المعتدي على دماج.. توفرت لهم كل وسائل الحياة المادية من الغذاء والدواء، والعدد الكافية من السلاح والمال والإعداد والإمداد . ولكنهم فقدوا في المقابل كل شيء ثمين، فقدوا القيم والأخلاق والرجولة والمروءة، فقدوا الرحمة والإنسانية، فقدوا الإيمان والتقوى والارتباط بخالق الأسباب ومسببها فأمنوا مكره، وظنوا أن ارتباطهم بالسيد الزعيم وتملكهم للقوة المادية، ستغني عنهم من الله شئياً وتعصمهم من خذلانه ومكره بهم،( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). والنتيجة المحققة لهذه المقارنة الوجيزة، معلومة سلفاً، لمن استقرأ سنن الله تعالى وقوانينه في خلقه، وعواقبه فيهم، من نصره لأهل الحق والتقوى وجعل العاقبة الحسنة لهم، وتمكينهم في الأرض وتبديل خوفهم أمنا . ومن خزيه وخذلانه لأهل الباطل والفساد وكلهم لأنفسهم، وجعل عاقبة السوء عليهم وقطع دابرهم من الأرض، وأخذهم أخذ عزيز مقتدر. وكل ينتظر عاقبته وعمله، وسوف يدرك قدره وأجله .