يعد حسين بدر الدين الحوثي.. الأب الروحي لجماعة الشباب المؤمن قبل أن تتطور فيصبح اسمها جماعة الحوثي وتخوض حرباً بدأت في العام الفين وأربعه ضد السلطات اليمنية التي كان على رأسها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وامتدت ل ستة حروب رغم أن صالح كان الداعم الاول لحركة الشباب المؤمن بحسب اعترافات قياداتها آنذاك. إذ كان نظام صالح يحاول إضعاف مركز دار الحديث السلفي في صعده شمالي اليمن على الحدود مع المملكة العربية السعودية. وتعد صعدة معقل الزيدية الهادوية في اليمن. ومنذ اندلاع الحرب بين الدولة والحوثيين كان السؤال الذي يطرح ما الذي يريده الحوثيون؟ وظل هذا السؤال يدور حتى اندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية في فبراير ألفين وأحد عشر بعد إسقاط نظام علي عبدالله صالح حيث تلا ذلك صعود سياسي وعسكري للجماعة. اعتبر الحوثيون كياناً سياسياً مع امتلاكهم جناحاً عسكرياً وسُمح لهم رغم ذلك بخوض جولات الحوار الوطني بإشراف المجتمع الدولي عام ألفين واثني عشر إلى جانب جميع الكيانات والاحزاب السياسية، وقد حاول الحوثيون التملص أكثر من مره من توقيع نتائج مؤتمر الحوار. وبعد الاتفاق الذي تمخض عن الحوار وإعلان تقسيم اليمن إلى أقاليم عاد الحوثيون مرة أخرى لرفض ذلك وأعلنوا صراحة أن الإقليم الذي يقعون فيه وهو صنعاء وصعده وذمار وعمران اختير على أساس مذهبي كما يقولون. واعتبروا أنه يفتقر الى الثروات النفطية والميناء مطالبين وإن بشكل غير رسمي بضم محافظة الجوف النفطية وحجه التي تقع على ميناء ميدي إليهم. بدا المسار العسكري واضحاً في تحركات الحوثي إلى جانب مسار سياسي يتناقض معه، فأبرز ما حسم الحوثيون بالقوة خلال أشهر ما بعد الحوار كان إخراج السلفيين من دماج وضمان السيطرة على صعده سياسياً ومذهبياً كمحافظة تتبعهم، واستطاعوا في يوليو الماضي بتحالف مع الرئيس المخلوع علي صالح حسم معركة عمران ضد قبائل حاشد وآل الاحمر أعدائهم التاريخيين وعَدّوُه نصراً على من يعتبرونه عدوهم الاول حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي. يمتلك الحوثي جيشاً منظماً يُقدّر بعشرة آلاف مقاتل، ويمتلك مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسّطة والخفيفة، ولديه مصانع أسلحة في صعدة، ومخازن في المدن الرئيسة بما فيها العاصمة صنعاء وفقا لتقارير أمنية رسمية. كما قامت الجماعة بتأهيل مطار صعدة ليكون بمثابة مقدمة لتأمين حكمٍ ذاتي وفق بعض المتابعين الذين يرون أيضاً أن الحوثي يسعى لاستنساخ تجربة حزب الله في لبنان ليكون بمنزلة ذراع إيران في جنوب شبه الجزيرة العربية. الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتهم اكثر من مرة إيران بتمويل جماعات بالمال والسلاح في إشارة غير خافية للحوثيين كما رأى مراقبون أن دولا قدمت الدعم لهم لضرب قوى قبلية وإسلاميه بسبب مخاوفها من الديمقراطية والربيع الذي كان اليمن أحد بلدانه. لكن السؤال الذي يدور مع محاولة الحوثيين السيطرة على مناطق بالسلاح او حتى بدخول مناطق تحسب للمذهب الشافعي. هل تبدو اليمن أمام منعطف صراع مذهبي ؟ يجيب على هذا السؤال المنطق التاريخي للتعايش الديني في اليمن الذي يمكن تقسيمه بين مذهبين رئيسيين همت الشافعي والزيدي إضافة إلى مذاهب صغيره كالإسماعيلية. وعرفت البلاد على مدى سنوات تقارباً ملحوظاً بينهما لكن نشوء الحركة الحوثية وارتباطها بإيران فرض أجندات جديدة بعد استهدافها أطرافا تعتبرها عائقاً أمام توسعها المذهبي والسياسي وقيامها في الحروب الأخيره بتدمير مراكز التحفيظ والمدارس الدينية والمساجد المحسوبة على حزب التجمع اليمني الإصلاح والسلفيين. جماعة أنصار الله أو الحوثيون أو المسيرة القرآنية وهي أوصاف يطلقها الحوثيون على أنفسهم رغم محاولات ارتداء لباس مدني إلا أنها وعبر أدبياتها وفعاليات تثير القلق بخطاب ديني غريب على اليمنيين شأنها شأن تنظيمات كالقاعدة وجماعات تنتمي إلى التيار السلفي. فزعيم الجماعة ينادي بانحصار الامامة في البطنين وهم نسل الحسن والحسين ابني الخليفة الراشد علي بن ابي طالب. ومعروف أن الحكم في اليمن ظل محصوراً في المنتمين إلى الزيدية والهاشمية على مدار مئات السنين وهو مايفاقم المخاوف من طموح الجماعة بعودة الحكم الامامي الذي ثار عليه اليمنييون عام اثنين وستين. ورغم نفي الحوثيين لذلك الا ان علامات الخطاب الديني السلالي المذهبي تبدو مخيفة للمواطن اليمني الذي يقول أصدق ما أرى لا ما أسمع. ويظل السؤال ماذا يريد الحوثيون؟ ربما لاتحتاج القوى المدججة بغرور السلاح للإجابة عن أية أسئلة الآن أو هكذا تعتقد