قررت النيابة العامة حبس رئيس مجلس الشعب المنحل فتحي سرور 15 يوما على ذمة التحقيق، وأحيل إلى سجن طره، لينضم إلى 22 من رموز نظام مبارك سبقوه إلى السجن نفسه.التحقيقات بدأت في العاشرة صباح أمس الخميس بأشرها رئيس هيئة الفحص والتحقيق المستشار صفوت طرة، بإشراف مساعد وزير العدل لشئون الكسب غير المشروع المستشار عاصم الجوهرى. وواجهت النيابة سرور بتقارير الرقابة الإدارية وتحريات مباحث الأموال العامة وأقوال الشهود، التي اتهمته بالحصول على أموال ليست من حقه ولا تتناسب مع دخله أثناء عمله كوزير للتربية والتعليم أو رئيسا لمجلس الشعب، وحصوله على العديد من الهدايا العينية غالية الثمن وحسابات في البنوك وشقق فاخرة وفيلات هو وأبناؤه وحصول نجلتيه على أراضٍ بمساحات شاسعة، ما كان ممكنا له الحصول عليها لولا وظيفته العامة. كما واجهته إدارة الكسب غير المشروع باتهام مباحث الأموال العامة له بتزوير إقرار ذمته المالية، الذي قدمه عقب تركه منصبه، وعجز سرور عن تقديم ما يثبت عكس ذلك. وتم التحقيق مع سرور وفقا للقانون 50 الخاص بالكسب غير المشروع وهو القانون المعروف بشدة عقوبته ضد من يثبت تورطه فى وقائع مخالفات من المسئولين. وقالت مصادر داخل جهاز الكسب غير المشروع أن سرور بكى بدموعه أثناء التحقيق 3 مرات، وعندما طلب راحة لتناول كوب من الشاي رفضت هيئة الفحص والتحقيق. وبحسب المصادر نفسها، فإن سرور لم يتحمل الصدمة ولم يستوعب ذهنه قرار ترحيله إلى السجن، وبدا أثناء خروجه من غرفة التحقيقات شارد الذهن غير مصدق لما يحدث، خاصة عندما بدأ أفراد من الشرطة في وضع الكلابشات حول يده. وظهر على ملامح سرور الإرهاق الشديد، وكانت خطواته بطيئة للغاية وبمجرد أن هبط به المصعد إلى الدور الأرضي، خلع عدد من التابعين له "جواكت" البدل التي يرتدونها وأحاطوه بها حتى لا تتمكن وسائل الإعلام من تصويره مثلما حدث مع رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمى، رئيس مجلس الشورى المنحل صفوت الشريف. وأثناء نزوله على درجات السلم، ومع تدافع المحيطين به وحرصهم الشديد على منع وسائل الإعلام من تصويره، شعر سرور باختناق ودوران خفيف أدى إلى سقوطه على ركبتيه، وبسرعة عاونه من حوله على النهوض ثم أدخلوه سيارة الترحيلات وسط هتافات معادية: "ودوه ودوه، على طره رحلوه .. وعشان مصر تكون أبية، ياللا ارموه مع الحرامية". وتوقع مواطنون تجمهروا في شارع مجلس الشعب أمام مقر جهاز الكسب غير المشروع أن تكون التحقيقات مع سرور ماراثونية وطويلة ومعقدة، لذلك فوجئوا بقرار ترحيله السريع، مقارنة بالوقت الذي استغرقه صفوت الشريف وزكريا عزمى في التحقيقات. وأثناء التحقيقات مع سرور دارت أحاديث جانبية بين المصطفين أمام السور الحديدى لمقر جهاز الكسب كان أبرزها جملة "المجلس سيد قراره". وأشار المواطنون الذين احتشدوا انتظارا للحظة خروج سرور من التحقيقات، إلى أن رئيس مجلس الشعب المنحل انضم إلى حزب "راكبى الموجة"، فبعد انطلاق شرارة الثورة جدد رفضه لاتهام المجلس بأن نوابه جاءوا بانتخابات مزورة، بينما غير موقفه بعد تنحى الرئيس المحبوس مبارك بنسبة 100%، واعترف بتزوير الانتخابات وتنصل من كل من له صلة بالحزب الوطنى والنظام. وبسبب الازدحام المروري في القاهرة توقف أتوبيس هيئة النقل العام رقم 114 أبووافية السيدة نفيسة ودفع فضول سيدة فى الخمسينيات إلى معرفة سبب تجمهر الناس وكانت تحمل فى يدها بالصدفة مكنسة يدوية فسألت المواطنين: "هو في إيه" فأجاب أحدهم "سرور جوه بيتحقق معاه" فما كان منها إلا أن قامت بدون أن تشعر بالنهوض من مقعدها وتوجهت إلى باب الأتوبيس وصرخت بأعلى صوتها موجهة فمها إلى مقر المبنى "منك لله يا بتاع موافقة أنت خربت البلد"، ولم يسعفها الضوء الأخضر لإشارة المرور في الإفصاح عن غضبها. وبذلك ينضم سرور إلى سجن مزرعة طره، الذي يكتظ الآن بالوزراء ونجلى الرئيس والمسئولين وأعضاء مجلس الشعب ورجال الأعمال البارزين وفي نفس السياق شهد سجن طرة يومًا غير مسبوق، حيث تجمع فيه رجال مبارك ونجلاه في الصباح الباكر، وسألوا عن صحة الرئيس السابق، فأجابهم علاء وجمال باقتضاب الحمد لله. والتزمَا الصمت وفضَّلَا أن يظلا بعيدين عن المسجونين، وبدت عليهما علامات الارتياح عندما علما أن والدتهما سوزان ثابت لم تخضع للتحقيق، وتبادلا التهنئة بهذا الخبر مع رموز النظام السابق!". وقالت صحيفة الأهرام المصرية: إن علاء وجمال حصلا على رقمي 23 و24, ونزلا في زنزانة واحدة، ولفتت إلى أنهما لم يطلبا الكشف الطبي عليهما، بالرغم من ملامح الإرهاق الشديدة البادية عليهما منذ لحظة وصولهما إلى السجن! كما أشارت إلى أن الكثير من السجناء لديهم هواتف خلوية يخفونها عن الأنظار