طالب محتجون من مناصري المتمردين الحوثيين الشيعة بتفكيك جهاز الأمن القومي، أثناء تشييع جنازات 13 شخصا قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن الأحد أمام مبنى هذا الجهاز في صنعاء. وطالبت المنظمة الحقوقية "هيومن رايتس ووتش" بالتحقيق في الحادث. وهتف الآلاف من المشيعين الذين خرجوا من ميدان الجامعة في الشمال باتجاه الجامع الكبير في وسط العاصمة، "الشعب يريد إسقاط الأمن القومي"، و"الأمن القومي عميل الأمريكان". وقال الحوثيون، الذين يسمون أنفسهم الآن ب"أنصار الله"، والذين يوجد معقلهم في شمال غرب البلاد، في بيان إن 13 شخصا قتلوا و100 آخرون أصيبوا بجروح في اشتباكات وقعت الأحد، وكان مسؤول أمني قد أبلغ فرانس برس بأن 10 من المتمردين لقوا حتفهم. وسبق التشييع إلقاء كلمات من قبل عدد من رموز الحوثيين في صنعاء، أبرزهم مرتضى زيد المحطوري. مطالبة بالقصاص وقال المحطوري في خطابه "إن الجهاد بعد مقتل هؤلاء الثوار السلميين بات فرض عين على كل قادر لمواجهة هؤلاء القتلة". واتهم حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو أبرز حزب إسلامي سني مقرب من الإخوان المسلمين ومشارك في الحكومة، بالتواطؤ مع الأمن القومي في قتل أنصار الله. وقال "لا بد من الاقتصاص لدماء وأرواح هؤلاء الشهداء". وكان الحوثيون قد شاركوا إلى جانب حزب التجمع اليمني للإصلاح وآخرين في الانتفاضة على الرئيس السابق علي عبد الله صالح. ويأتي ذلك في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر المذهبي في اليمن، المعروف بالوئام التاريخي بين مكوناته الإسلامية. وينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي الذي يشكل أتباعه أقلية كبيرة في اليمن، وأغلبية في الشمال. وبينما يعتبر الزيديون من أقرب المذاهب الشيعية إلى السنة، فإنه يعتقد أن الحوثيين بالتحديد اقتربوا أكثر في السنوات الأخيرة من المذهب الاثني عشري. وخاض الحوثيون، ست حروب مع نظام الرئيس علي عبد الله صالح اعتبارا من عام 2004. وكان يطلق على هذه المجموعة، في الأساس، اسم "الحوثيين" نسبة إلى زعيمهم التاريخي الراحل بدر الدين الحوثي. ويقود الحركة حاليا نجله عبد الملك الحوثي.