فيما تستعد محافظة أبين لإقامة مهرجان جماهيري حاشد في مدينة زنجبار خلال اليومين القادمين لتجديد العهد والوفاء لوحدة الوطن، تخوفت قوى الحراك الجنوبي بأن تكون ثمة صفقة قد عقدت بين الفضلي وعناصر في السلطة لإلزام الفضلي بالتخلي عن دعم الأنشطة الانفصالية. وقال مصدر محلي مسئول بمحافظة ابين ان المهرجان الجماهيري سيشارك فيه المواطنون من مختلف مناطق ومديريات محافظة ابين وفي مقدمتها الفعاليات السياسية والاجتماعية والمشائخ والاعيان ومنظمات المجتمع المدني، وفقاً لموقع صحيفة الجيش. وأضاف المصدر إن المهرجان سيجدد رفضه لثقافة الكراهية التي تحاول بعض العناصر ترويجها ومباركة نتائج الحملة الأمنية التي قامت بها الأجهزة الأمنية للقبض على عدد من المطلوبين امنيا والذين كانوا يقومون بأعمال تخريبية ونهب في مدينة زنجبار . ويأتي الإعلان الرسمي عن إقامة مهرجان جماهيري حاشد في أبين، التي عاشت لأشهر انفلات أمني غير مسبوق، متزامناً مع التغييرات المفاجئة في أنشطة القيادي في الحراك الجنوبي"طارق الفضلي" والذي أمر أتباعه الأربعاء الماضي بإزالة كافة الشعارات الانفصالية والأعلام الشطرية من على سطح منزله والأماكن المجاورة له، بعد مرور حوالي 24 ساعة على الحصار الذي فرضته الأجهزة الأمنية على منزله في مدينة زنجبار، كما أمر المسلحين المتواجدين في منزله بمغادرة المنزل فوراً وذلك في أعقاب الاتهامات التي وجهت لهم بإطلاق النار على مدرعة تابعة للأمن كان تمر بجوار المنزل. وأبدت مصادر قريبة من الحراك انزعاجها من خطوة الفضلي، غير مستبعدة بان تكون ثمة صفقة قد عقدت بين الفضلي وعناصر في السلطة لإلزامه بالتخلي عن دعم الأنشطة الانفصالية خاصة بعد حديث عن زيارة قام بها الشيخ عوض الوزير عضو مجلس النواب إلى منزل الفضلي من اجل أقناعة بعدم التصعيد خاصة بعد حادثة مهاجمة منزل "علي صالح اليافعي" الذي تتهمه السلطة بالمتاجرة بالسلاح واحد العناصر المتهمة بانتمائها لتنظيم القاعدة والناشط في صفوف الحراك والمزود الرئيسي لهم بالأسلحة – بحسب الإتهامات الرسمية - وهو الحادث الذي أدى إلى مصرع اليافعي وشخص أخر إلى جواره في اشتباكات مع رجال الأمن الذين جاءوا للقبض عليهما. وقالت تلك المصادر إن الفضلي قد أبدى غضبه الشديد من منشور ضده تم توزيعه في محافظة أبين على نطاق ، حيث هاجم المنشور الفضلي بشدة واعتبره عنصراً مدسوساً من السلطة على الحراك كما تم وصفه بأنه عنصر "سلاطيني" وهي تعني بأنه عنصر موساد يسعى لإعادة السلطنة الفضلية في أبين وان سلطته في الحراك لم تتجاوز عتبات منزله لكي تكون العناصر النشطة في إطار ذلك الحراك هدفاً مكشوفاً للأجهزة الأمنية التي تقوم برصدها ومن ثم اعتقالها بعد ذلك. وتوقع مراقبون أن يفرز الموقف الأخير للفضلي الذي أثار ريبه الحراك، الكثير من النتائج والتبعات التي ستنعكس حتماًً على أداء قوى الحراك خاصة بعد بروز توجهات قوية لدى السلطة في مواجهة حازمة لأنشطتها. وقد بدأت أولى المؤشرات بما تم من مواجهات أمنية في مدينة زنجبار وما يتم أجراؤه من تغيرات حالية أو مرتقبة في قيادات الأجهزة الأمنية بدأت بإقالة مدير امن أبين العميد الحارثي واستبداله بالعقيد عبد الرزاق المراني قائد النجدة بابين والذي يوصف بالشدة والحزم، الأمر الذي أثار تلك المخاوف والتي بدأت مؤشراتها تظهر في التعليقات المنزعجة التي وردت في المواقع الاليكترونية المحسوبة على الحراك وفي البيان الصادر من "علي سالم البيض" الذي أبدى فيه انزعاجه لما تعرض له "علي صالح اليافعي" و ما ينتظر طارق الفضلي من مصير؟! خاصة في ظل تزايد القناعات بان السلطة قد بدأت الاتجاه جنوباً بعد ان تم إيقاف الحرب في صعدة.