بعد مرور حوالي 24 ساعة على الحصار الذي فرضته الأجهزة الأمنية على منزل طارق الفضلي في مدينة زنجبار محافظة أبين الثلاثاء، أمر أتباعه بإزالة كافة الشعارات الانفصالية والأعلام الشطرية من على سطح منزله والأماكن المجاورة له، وأمر المسلحين المتواجدين في منزله بمغادرة المنزل فوراً، وذلك في أعقاب الاتهامات التي وجهت لهم بإطلاق النار على مدرعة تابعة للأمن كانت تمر بجوار المنزل. وقالت مصادر قريبة من العناصر الانفصالية فيما يسمى بالحراك بان تلك العناصر قد أبدت انزعاجها من خطوة الفضلي وسادت المخاوف لديها بأن تكون ثمة صفقة قد عقدت بين الفضلي وعناصر في السلطة لإلزام الفضلي بالتخلي عن دعم الأنشطة الانفصالية، خاصة بعد حديث عن زيارة قام بها الشيخ عوض الوزير - ضو مجلس النواب - إلى منزل الفضلي من اجل إقناعه بعدم التصعيد خاصة بعد حادثة مهاجمة منزل المدعو علي صالح اليافعي تاجر السلاح وأحد العناصر المتهمة بانتمائها لتنظيم القاعدة والناشط في صفوف الانفصاليين والمزود الرئيسي لهم بالأسلحة.. وهو الحادث الذي أدى إلى مصرع اليافعي وشخص آخر إلى جواره بعد ان قاما بمقاومة رجال الأمن الذين جاءوا للقبض عليهما.. وذكرت المصادر ان الفضلي قد أبدى غضبه الشديد من منشور ضده تم توزيعه في محافظة أبين على نطاق واسع.. واتهمت عناصر انفصالية تابعة لما يسمى "تاج" وكذا جماعة "حسم" المحسوبة على الاشتراكي خصومه اللدودين بالوقوف وراء ذلك، حيث هاجم المنشور الفضلي بشدة واعتبره عنصراً مدسوساً من السلطة على الحراك كما تم وصفه بأنه عنصر "سلاطيني" وهي تعني بأنه عنصر موساد يسعى لإعادة السلطنة الفضلية في أبين وان سلطته في الحراك لم تتجاوز عتبات منزله، لكي تكون العناصر النشطة في إطار ذلك الحراك هدفاً مكشوفاً للأجهزة الأمنية التي تقوم برصدها ومن ثم اعتقالها بعد ذلك. ووفقاً لمراقبين فإن الموقف الأخير للفضلي الذي أثار ريبة العناصر الانفصالية ستنتج عنه الكثير من النتائج والتبعات، التي ستنعكس حتماًً على أداء تلك العناصر ومشروعها الانفصالي، خاصة بعد بروز توجهات قوية لدى السلطة في مواجهة حازمة لتلك العناصر الانفصالية ووضع حد لأعمال العنف والتخريب التي تلجأ إليها لإرهاب المواطنين من أجل الأنضواء في أنشطتها المعادية للوحدة.. مضيفين بأن أول المؤشرات قد بدأت بما تم من مواجهات أمنية في مدينة زنجبار وما يتم أجراؤه من تغيرات حالية أو مرتقبة في قيادات الأجهزة الأمنية، بدأت بإقالة مدير أمن أبين العميد الحارثي واستبداله بالعقيد عبد الرزاق المراني قائد النجدة بأبين، والذي يوصف بالشدة والحزم، الأمر الذي أثار تلك المخاوف والتي بدأت مؤشراتها تظهر في التعليقات المنزعجة التي وردت في المواقع الاليكترونية التابعة لتلك العناصر الانفصالية، وفي البيان الصادر من المدعو البيض الذي أبدى فيه انزعاجه لما تعرض له على صالح اليافعي وما ينتظر طارق الفضلي من مصير.. خاصة في ظل تزايد القناعات بأن السلطة قد بدأت الاتجاه جنوباً بعد ان تم إيقاف الحرب في صعدة.