سير عشرات الآلاف من المحتجين في مدينة تعز مظاهرة ضخمة يوم الأربعاء في الذكرى الشهرية الأولى لاقتحام ساحة الحرية الذي بات يعرف بمحرقة تعز وهي التسمية المنسوبة إلى إضرام النار في خيام المعتصمين بعد اقتحام الساحة بالدبابات والمدرعات وسقوط عشرات القتلى بينهم معاقون قضوا حرقاً داخل الخيام. وطاف المحتجون شوارع المدينة وهم يرددون هتافات منددة بالقادة العسكريين والأمنيين المتورطين في مذبحة ساحة الحرية التي هزت مشاعر اليمنيين واستدعت تدخل مسلحين ريفيين لحماية المحتجين واستعادة الساحة بعد قتال مع قوات الرئيس علي عبدالله صالح. ومن بين مئات النساء اشتركن في التظاهرة، ارتدت ثلاث منهن أقنعة وجه تحمل علامة الموت وكتب عليها أسماء قيران ومراد وجبران في إشارة إلى مدير الأمن العام بتعز عبدالله قيران وقائد قوات الحرس الجمهوري في المحافظة مراد العوبلي وقائد اللواء 33 مدرع جبران الحاشدي أكثر القادة العسكريين تورطاً في محرقة تعز وقمع سكانها منذ اندلاع الثورة الشعبية ضد حكم صالح. ورفع متظاهرون يافطات تذكر بهول المحرقة وكتب على إحداها "لن تنكسر إرادتنا" فيما هتف المتظاهرون "يا للعار يا للعار. قيران يحرقنا بالنار" و "اسمع وانظر يا عالم. علي لازم يتحاكم" و "الحالمة لن ترتاح. حتى يحاكم السفاح". ولوحت طفلتان من على شرفة منزل كان المتظاهرون يمرون من أمامه برايتين سوداوين حداداً على أرواح ضحايا المحرقة ورفعت اثنتان أخريتان أيديهما في الهواء ولوحن بعلامة النصر. عند حلول المساء، أشعل عشرات المعتصمين في ساحة الحرية شموعاً فيما كان الظلام والصمت يلفان المكان في مشهد حزين يذكر بليلة اقتحام الساحة التي انطلقت منها شرارة الثورة الشعبية ضد صالح. وتتواصل المظاهرات اليومية في تعز منذ ثلاثة أسابيع دون انقطاع لإسقاط بقايا نظام صالح والضغط باتجاه تسليم السلطة إلى مجلس حكم مؤقت يقود البلاد.وذلك بالرغم من الوضع الأمني المتدهور في المدينة نتيجة الاشتباكات المسلحة شبه اليومية بين قوات صالح ومسلحي المقاومة الشعبية المدافعين عن المحتجين والمدينة. كما شهدت عدة مدن بينها العاصمة صنعاء وإب وذمار والبيضاء مظاهرات اشترك فيها عشرات الآلاف من أنصار الثورة لرفض التدخلات الخارجية ضد الثورة ومحاولة تحجيمها وتوجيه نتائجها. الصورة لمحتجات يرتدين اقنعة خلال المظاهرة للتعبير عن محرقة ساحة الحرية وتورط قادة عسكريين فيها.