كتب: خالد عبدالهادي - مع توقف العملية السياسية ونزوع عائلة الحكم الطائشة إلى الحلول العسكرية القمعية، لا شيء قادراً على اختراق الجمود السياسي والثوري الراهن غير تنشيط الحالة الثورية والدفع بها قدماً حتى الوصول إلى الحالة الجماهيرية الأولى التي غطى عليها دخان الاقتتال وأعيتها نهارات الصيف الطويلة انتظاراً . الآن، صار واضحاً أن ساحات الثورة بدأت تستعيد حيويتها وتتوق إلى تكرار مآثر الأشهر الأولى من الحركة الشعبية الكاسحة.. سيتعين تنمية الحالة الثورية العائدة وصنع أمر كبير منها، فلن يكون مقبولاً التفريط بها للمرة الثانية والتفرج عليها تتسرب تباعاً نحو اليأس والانكفاء والغضب الحاد الذي يفقد منتسبيه الرؤية القويمة. في كلا التدبيرين تعطيل لجمهور الثورة الذي يتولى المهمة اليومية في رسم مظاهرها: التكديس الصارم في الساحات وتلقينه كيف يبدي ثائرته أو اعتساف مده الثوري بخطوة سياسية عجولة، تستهويه براية حكم خادعة عبر التسابق على تشكيل مجالس الحكم الانتقالية. سيظل شعار إسقاط النظام هو الشعار الجامع الذي لن يبلى من كثرة الهتاف حتى آخر محطة في الثورة مهما اجتهد بعضهم في تصنيف مراحلها وتراءت له ضرورة الانتقال إلى مراحل تالية تستدعي التخلي عنه والشروع في إقامة حكم لا يملك من مقومات السلطة غير التسمية. ومع انتعاش الخالة الثورية، سيكون ممكناً إعادة توجيه النقمة الشعبية إلى أفراد العائلة الحاكم وأشتات النظام المتبقي الذين يأملون تأليبها ضد الثورة من خلال الإمعان في حصار السكان في الوقود والطاقة الكهربائية والأمن وسائر الخدمات الأساسية.. تحتاج قوى الثورة إلى تنظيم إبداعي وطاقات نوعية لرد هذه النقمة إلى باعثيها. لا يجدر بالناس أن يتوقفوا عن الحياة ويستسلموا لرغبة قلة من الأشرار بل حري بالعقاب الجماعي المضروب عليهم أن يستفز فيهم تحديات البقاء والحرية والعيش الكريم.