مثل اعلان معهد نوبل النرويجي عن منح الثائرة اليمنية توكل عبدالسلام كرمان ( 32 سنة) جائزة نوبل للسلام لهذا العام ،منعطفا جيدا في مسار الثورة، دفعة قوية للخيار السلمي في حين يراها كثيرون ،صفعة قوية يتعرض لها نظام ديكتاتوري آيل للسقوط بفعل ثورة شبابية شعبية اندلعت شرارتها الأولى منتصف يناير من العام الجاري كونها أتت بتوقيت مفصلي من عمر الثورة التي يدفع بها نظام صالح نحو العنف للتهرب من ارادة الشعب السلمية في الساحات والميادين. لم تكن تتوقع توكل ابنة القانوني والوزير السابق عبدالسلام كرمان المنحدرة من ريف مديرية شرعب السلام شمال محافظة تعزجنوب البلاد وصولها الى جائزة نوبل للسلام ،صباح جمعة "الوفاء للرئيس الحمدي" صحت توكل على نبأ صعود نجمها من قائدة جماهيرية محلية الى ثورية عالمية في لحظة تعيش في توكل وشباب الثورة ظروفا عصيبة في مواجهة بروز شبح الحرب على حساب خيار السلم في انجاز مهامهم الثورية في بلد يحكمه علي عبدالله صالح منذ 33 عاما. ومع إدراك شباب الثورة للمهمة الكبيرة الملقاة على عاتقهم في إسقاط نظام صالح تفاجأوا بوصول رفيقة دربهم توكل الى العالمية . زرنا توكل كرمان الى خيمتها بشارع الحرية وسط ساحة التغيير بصنعاء مساء الجمعة رفقة زوجها "محمد اسماعيل النهمي" واطفالها الأربع ،وتحدثت لنا ببساطة ثائرة خجولة في مجتمع محافظ ،عن دهشتها غير المتوقعة بذكر اسمها كفائزة بنوبل للسلام مناصفة مع رئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف، والمناضلة من أجل السلام الليبيرية ليما جبويي. ذكرت بأنها امام امتحان عظيم في تعزيز خيار السلم في اليمن والمنطقة العربية والعالم كرسالة انسانية ومبدأ لأي حركة نضالية في أي بلد يعاني معانة شعوب العالم الثالث ،ألا وهي صاحبة مقولة " أنا مواطن عالمي... الأرض موطني .. والإنسانية أمتي". واشارت الى ان فوزها كأول امرأة عربية واصغر فتاة في تاريخ نوبل،يضعها مبكرا في مواجهة ضارية مع تحديات النهوض بالشعوب وتنويرها الى التحرر من ظلم الحاكم وجور الحكومات مهما تفاوتت نسب القهر وحاجة المجتمعات للخلاص،منوهة بأن في اليمن بلد شاءت الأقدار ان يكون الشعب قائدا للثورة ،وأن يكون النضال السلمي لكافة شرائح مجتمعها من أوصلتها الى نوبل والثورة الى نصر قريب. وعن سؤالنا عما اذا كان وضعها العالمي وما يطلبه من تغيير في نمط الحياة ، قد يبعدها ويشكل عبأً على اسرتها ممثلة بزوجها "محمد النهمي" واطفالها الأربعة )ولاء وعلياء ومحمد وإبراهيم)،اجابت بابتسامة خجولة "وضعي الجديد امتداد لوضعي داخل أسرتي،وفي بلدي ،واينما اقتضت ظروف عملي الإنساني والحقوقي في أي مكان بالعالم". بقدرة فائقة ،تجمع كرمان بين وضعها كثائرة ترفض القيود وتنشد التحرر ،ووضعها السياسي كعضو في مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح _اكبر حزب معارض في اليمن _ ذي التوجهات الإسلامية ،والتي لطالما يقال بأنها تخالفه في بعض توجهاته في أحايين كثيرة ،بدعم وتشجيع تيار ليبرالي داخل حزب الاصلاح، في ظل حفاظها على تأييد مختلف قطاعات الإصلاح وفروعه وعلاقتها الوطيدة بكبار قيادات حزبها. ويزيد من فولاذية إرادتها، نشاطها المتميز قبل وبعد الثورة كناشطة حقوقية ذائعة الصيت،حيث كانت تعمل فيها كرئيسة لمنظمة "صحفيات بلا قيود" منذ ست سنوات ،بالإضافة الى نشاطها الصحفي في وسائل الإعلام المحلي والدولي. يذكر بأن كرمان تحمل ماجستير في العلوم السياسية و دبلوم عام تربية عام 2000 من جامعة صنعاء بالإضافة إلى بكالوريوس تجارة، إدارة أعمال 1999م، ويشار إلى أنها تحمل دبلوم كامبردج في اللغة الإنجليزية وآخر في البرمجة اللغوية العصبية.