قالت النشطة اليمنية المدافعة عن حقوق الانسان توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام مع رئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف ومواطنتها ليما جبووي ان الجائزة فوز للنشطين المطالبين بالديمقراطية في اليمن وانهم لن يستسلموا الى ان ينالوا كامل حقوقهم في يمن ديمقراطي حديث. وقالت كرمان لقناة الجزيرة من ساحة التغيير معقل الاحتجاجات في العاصمة اليمنيةصنعاء يوم الجمعة ان هذا النصر هو للشباب أولا وأخيرا وان اليمنيين النشطاء يحتشدون هنا لينالوا الحرية والكرامة وان ثورة الشباب تطالب بكامل الحقوق. وأضافت "أهدي هذه الهدية للشهداء والجرحى ولكل شباب الثورات العربية وكل شباب الربيع العربي." واستطردت "ان مشروع الحرية والكرامة للشعوب العربية أصبح شيئا يعترف به عالميا... هذا هو فوز الشباب أولا وأخيرا نحن سنعمل من أجل انتزاع حريتنا وكرامتنا الكاملة غير منقوصة ولا حرف." وأعلنت لجنة جائزة نوبل صباح اليوم الجمعة عن فوز ثلاث سيدات بجائزة نوبل للسلام، هن الناشطة اليمنية توكل كرمان، وإيلين جونسون رئيسة ليبيريا ومواطنتها ليما جبوي. وقالت لجنة جائزة نوبل أن توكل كرمان لعبت دورا رئيسيا في النضال من أجل حقوق المرأة والديمقراطية والسلام في اليمن. أما ايلين جونسون سيرليف هي رئيسة ليبيريا تعد منتخبة ديمقراطيا، منذ تنصيبها في عام 2006، وقد ساهمت في تأمين السلام في ليبيريا، لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز وضع المرأة. أما ليما جبوي فقالت عنها لجنة نوبل أنها لعبت دورا مهما في تعبئة وتنظيم النساء عبر خطوط عرقية ودينية لوضع حد لحرب طويلة في ليبيريا، وضمان مشاركة المرأة في الانتخابات، وعملت منذ ذلك الحين من أجل تعزيز تأثير المرأة في غرب إفريقيا خلال وبعد الحرب. وقالت لجنة نوبل النرويجية أنها تأمل أن منحها الجائزة لكل من ايلين جونسون سيرليف، جبوي ليماه وتوكل كرمان سوف تساعد على وضع حد لقمع المرأة التي لا تزال تحدث في كثير من البلدان، وتحقيق إمكانات كبيرة من أجل الديمقراطية والسلام. توكل عبد السلام كرمان أو (توكل كرمان) مواليد 7 فبراير 1979 بمحافظة تعز، اليمن، وهي متزوجة ولديها ثلاثة أطفال، كاتبة صحفية وناشطة ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود، وكانت قبل ذلك أديبة وشاعرة، وهي أحد أبرز المدافعات عن حرية الصحافة وحقوق المرأة وحقوق الإنسان في اليمن وهي ابنة السياسي والقانوني عبد السلام خالد كرمان. وهي عضو مجلس شورى (اللجنة المركزية) لحزب التجمع اليمني للإصلاح حصلت توكل على بكالوريوس تجارة عام 1999، وبعدها حصلت على الماجستير في العلوم السياسية ونالت دبلوم عام تربية من جامعة صنعاء، ودبلوم صحافة استقصائية من أمريكا. عٌرفت توكل بشجاعتها وجرأتها على قول الحق ومناهضة انتهاكات حقوق الإنسان والفساد المالي والإداري، ومطالبتها الصارمة بالإصلاحات السياسية، وكذلك بعملية الإصلاح والتجديد الديني، وكانت في طليعة الثوار الذين طالبوا بإسقاط نظام علي عبد الله صالح، واختارتها مجلة التايم الأمريكية في المرتبة الأولى لأكثر النساء ثورية في التاريخ، كما حصلت على المرتبة الثالثة عشر في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم حسب اختيار قراء مجلة التايم، كما تم تصنيفها ضمن أقوى 500 شخصية على مستوى العالم، وحصلت على جائزة الشجاعة من السفارة الأمريكية، وتم اختيارها كأحد سبع نساء أحدثن تغييرا في العالم من قبل منظمة مراسلون بلا حدود، حصلت على كثير من التكريم من قبل مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني محلية ودولية، كما تم تكريمها كأحد النساء الرائدات من قبل وزارةالثقافة اليمنية. أخرجت توكل العديد من الأفلام الوثائقية حول حقوق الإنسان والحكم الرشيد في اليمن منها فيلم "دعوة للحياة"، حول ظاهرة الانتحار في اليمن، وفيلم "المشاركة السياسية" للمرأة في اليمن، وفيلم "تهريب الأطفال" في اليمن. قادت توكل العديد من الاعتصامات والتظاهرات السلمية والتي تنظمها أسبوعياً في ساحة أطلقت عليها مع مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان في اليمن اسم ساحة الحرية - وذلك قبل بداية مظاهرات العالم العربي - وأضحت ساحة الحرية مكانا يجتمع فيه عديد من الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني والسياسيين وكثير ممن لديهم مطالب وقضايا حقوقية بشكل أسبوعي. قادت توكل أكثر من 80 اعتصاما في 2009 و 2010م للمطالبة بإيقاف المحكمة الاستثنائية المتخصصة بالصحفيين، وضد إيقاف الصحف، وضد إيقاف صحيفة الأيام، ولا زالت الاعتصامات مستمرة، وقادت 5 اعتصامات في 2008 ضد إيقاف صحيفة الوسط، و26 اعتصاما في عام 2007 للمطالبة بإطلاق تراخيص الصحف وإعادة خدمات الموبايل الإخبارية. وشاركت توكل أيضا في العديد من الاعتصامات والمهرجانات الجماهيرية في الجنوب المنددة بالفساد على رأسها اعتصام ردفان، الضالع، كما أعدت العديد من أوراق العمل في عديد من الندوات والمؤتمرات داخل الوطن وخارجه حول حقوق المرأة، حرية التعبير، حق الحصول على المعلومة، مكافحة الفساد، تعزيز الحكم الرشيد. أما إلين جونسون، وهي من مواليد عام 1938، في العاصمة الليبيرية منروفيا، أول امرأة يتم انتخابها لرئاسة دولة إفريقية، وتولت في السابق منصب وزير المالية خلال عام 1979، ولكنها اضطرت إلى مغادرة البلاد في أعقاب انقلاب عسكري في العام التالي. وبعد عودتها إلى ليبيريا، خاضت جونسون انتخابات عام 1997، ولكنها حصلت على المركز الثاني بفارق بسيط، ثم أصبحت أول رئيسة لليبريا بعد فوزها في انتخابات 2005، ونظراً لخوضها العديد من المعارك على الصعيدين السياسي والاقتصادي، يلقبها الليبيريون ب"المرأة الحديدية." أما ليما جبوي، فهي مؤسسة والمدير التنفيذي لمنظمة إفريقية تُعرف باسم "المرأة من أجل السلام والأمن"، وسبق أن فازت بجائزة "الشجاعة"، التي تمنحها مؤسسة الرئيس الأمريكي الأسبق، جون كينيدي، في عام 2009.