المدينة التي كانت السباقة في الدعوة الى تنحي رئيس اليمن القوي اصبحت يوم الخميس ساحة حرب، حيث اختبئ السكان تحت الارض هربا من قصف حكومي و اشتباكات مع قوات قبلية استمرت لعدة ساعات. من تعز التي تعد المركز الثقافي للبلاد كانت الانطلاقة، حيث بدات التظاهرات لمحتجين بينهم طلاب جامعيين قبل 10 اشهر ضد علي عبدالله صالح و قد قوبلت تلك الاحتجاجات بعنف شديد من قبل الحكومة . و في حوار هاتفي لصحيفة " تورنتو ستار" الكندية اجري يوم الخميس مع عضو مجلس النواب في تعز، سلطان السامعي، قال فيه , لقد توقفت الاعمال و اغلقت المحلات ابوابها تماما. و في هذه اللحظات يتم قصف الجزء الغربي من المدينة. الناس هنا خائفون جدا و التزموا البقاء في بيوتهم. و قال القيادي الاشتراكي ان القصف استهدف مستشفيين و راح ضحيته اطفالا و نساء. و قد اختفت الروايات حول اجمالي عدد الضحايا و لكن مصدر حكومي يمني صرح لوكالة اسوشيتد برس ان عدد القتلى وصل الى 13 و قد توحد المقاتلين القبليين في تعز لمواجهة القوات الحكومية وقد اعلنت وزارة الدفاع اليمنية ان خمسة جنود كانوا من بين القتلى في معارك الخميس. و قد لوحظ ازدياد العنف عقب توقيع اتفاق نقل السلطة الذي تبنته دول مجلس التعاون الخليجي و الذي وقع عليه صالح الاسبوع الماضي. ومنح صالح ضمانات بعدم الملاحقة في مقابل النقل الفوري لسلطاته التنفيذية الى نائب الرئيس و تقديم استقالته بعد اجراء الانتخابات في فبراير لكن الكثير من اليمنيين ليسوا متفائلين و يعلمون ان رئيسهم المخادع و الذي لديه تاريخ في نقض وعوده بالتنحي عن السلطة و الذي حكم هذا البلد العربي الفقير لثلاثة عقود، لن يسلم السلطة . اتهم السامعي النظام بمحاولة اشعال حرب اهلية مع المعارضة و القوات القبلية من خلال قصف مدينة تعز , و اضاف " ان صالح يحاول ان يتجنب تنفيذ المبادرة الخليجية من خلال اشعال حرب اهلية. و مع حدوث حرب اهلية سيكون هناك حاجة الى المزيد من المبادرات. لقد عرف الناس هنا هذا الرجل و هم يعتقدون ان الرئيس لا يوفي بوعوده ابدا " . و قالت شفيقة القدسي و هي شخصية معروفة جدا بين المتظاهرين في ساحة الحرية في المدينةتعز لا تزال على حافة الهاوية . و أضافت ان الحكومة ادعت ان قصفها مستمر بسبب انتشار عناصر قبلية في انحاء المدينة. و في رايي فانه حتى وان كان هناك عناصر قبلية فان ذلك لا يبرر استخدام الاسلحة الثقيلة في القصف العشوائي و قتل المدنيين . *ترجمة : مهدي الحسني