افتتح رئيس مجلس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة اليوم بصنعاء أعمال المؤتمر الوطني للمرأة، الذي تنظمه على مدى يومين وزارة حقوق الانسان واللجنة الوطنية للمرأة تحت شعار " معا في المسار.. معا في صنع القرار". وفي افتتاح المؤتمر القى رئيس الوزراء كلمة عبر في مستهلها عن سعادته بمشاركة هذه النخبة المتميزة في المؤتمر الذي ينعقد تزامناً مع احتفالات البشرية باليوم العالمي للمرأة.. مقدما التهاني القلبية لكل نساء اليمن بمناسبة عيدهن العالمي الذي يحمل كثيراً من الدلالات والمعاني السامية المجسِّدة أهمية الاهتمام بقضايا المرأة المختلفة، ومضاعفة الجهود للنهوض بحاضرها ومستقبلها. وأكد باسندوة ان النهوض بأحوال المرأة اليمنية يقتضي دائماً وجود بوتقة تنصهر فيها أهدافها وأولويات تطورها، وتمر من خلالها كل الأفكار والمشاريع الإبداعية المرتبطة بمستقبلها.. وقال" أرجو أن يكون هذا المؤتمر هو البوتقة التي ننشد، وأن يكون فرصة لتواصل كل التعبيرات المختلفة، والتحاور حول عملنا الوطني الذي يستهدف النهوض بالمرأة وتفعيل مشاركتها في التنمية". ودعا إلى تشكيل آلية مستمرة من منظمات المجتمع المدني، ومن اللجنة الوطنية للمرأة لمتابعة توصيات هذا المؤتمر والمؤتمرات اللاحقة والسابقة والتنسيق بين هذه المنظمات واللجنة الوطنية على صعيد التنفيذ الداعم لقضايا المرأة المختلفة. واستعرض رئيس الوزراء الأولويات الهامة التي يقع على الحكومة القيام بها فيما يخص المرأة وابرزها إعداد إستراتيجية وطنية للمرأة، و ضمان وجود إطار قانوني يساند المرأة، ويمكنها من أداء مسؤولياتها والعمل على توطيد مطالبها حتى تحصل على الدعم الاقتصادي والسياسي والثقافي اللازم، وكذا تفعيل دور المجتمع المدني والمحليات لكي تساهم في نهضة المرأة اليمنية، ومعالجة ظاهرة حرمان المرأة من المشاركة في اتخاذ القرارات العامة التي تشكل إطار المجتمع، وسلوكه، وتهيئتها للمشاركة بنسب مناسبة في مختلف اللجان والتكوينات الحكومية. ولفت الى حرص الحكومة على أن يكون تمثيل المرأة في مؤتمر الحوار الوطني القادم متماشياً مع حجمها العددي، وأدوارها الإبداعية المختلفة، بما لا يقل عن (25 بالمائة) من قوام المشاركين؛ لتكون حقاً شريكة للرجل في رسم ملامح المستقبل وصنع القرارات العامة، لأن مستقبل اليمن ورفاهيته من مستقبل المرأة اليمنية واستقرارها. واعتبر رئيس الوزراء هذا المؤتمر حدثاً جديداً في تاريخ المرأة اليمنية، وتجمعاً غير مسبوق، على امتداد مسيرتها، بعد أن آن الأوان أن يكون لحفيدات الملكتين اليمنيتين بلقيس وسيدة بنت أحمد مؤتمرهن الوطني في ظروف وطنية خاصة، تسعى فيها اليمن إلى الانطلاق نحو المستقبل، ويتهيأ شعبها الوفي للتفاعل مع معطيات القرن الحادي والعشرين.. مشيرا الى ان المؤتمر علامة تأكيد على أبرز التحولات في تأريخ اليمن المعاصر بالتوجُّه الجاد نحو تنمية حقيقية طال انتظار المرأة اليمنية لها. وقال" كانت الحاجة إلى مثل هذا المؤتمر الوطني الجامع ضرورة أملتها رحلة نضال رائع للمرأة اليمنية، عبر طريق حافل بالتحديات والتضحيات والإنجازات". وبين باسندوة إن وضع المرأة اليوم جزء من ضمير العصر، وركيزة من ركائزه، خصوصاً أن هناك إجماعاً دولياً كاملاً بأن أوضاع المرأة في أي مجتمع تمثل أهم المقاييس والمؤشرات الرئيسية التي تعبر عن تطوره، ودرجة تقدمه، ومدى انفتاحه على العصر الذي نعيش فيه.. مؤكدا ان كل مجتمع لا تنال فيه المرأة الاهتمام اللازم والتقدير الواجب، لهو مجتمع يبتعد عن الصورة المثلى لحياة الأمم والشعوب المتحضرة. وقال "إن طريق المرأة اليمنية لم يكن مفروشاً بالورود، أو محاطاً بالدعم والرعاية في كل الظروف فقد كانت المرأة اليمنية أكثر الحلقات هشاشة في المجتمع، فاعتمدت وما تزال على عدالة قضيتها وتمشيها مع طبيعة الأمور وفلسفة الحياة ذاتها، واستطاعت بالصبر والحكمة أن تحقق جزءاً من طموحها، وأن تقطع شوطاً في تحقيق آمالها، وهي مدعوة اليوم إلى مواصلة المسار، وتأكيد الدور وتثبيت المكانة". وتطرق رئيس الوزراء الى المفاهيم الخاطئة التي سادت عن وضع المرأة في الإسلام، وهي مفاهيم لا تعكس رؤية صحيحة لتعاليم الإسلام، وأحكامه، ولا تستند إلى أساس علمي، وإنما بنيت على افتراضات مغلوطة، تشوه صورة ديانتنا السمحة التي تمثل منطقة تحول في تقدم البشرية ورقيها.. مبينا أن الإسلام قد كرم المرأة وأعز مكانتها، فقضى على مبدأ التفرقة بينها وبين الرجل في القيمة الإنسانية المشتركة، وكفل لها المساواة التامة مع الرجل من حيث الكيان، وأعطاها حرية اختيار الزوج، واكسبها شخصية قانونية كاملة كالرجل تماماً منذ ولادتها. وقال " كما حث الإسلام على ضرورة تعليم المرأة وتسليحها بالمعرفة والارتقاء بوعيها الفكري والاجتماعي، وأهاب بها بأن تسعى للوصول إلى أعلى مراتب العلم والمعرفة، وأن تنمي قدراتها الذهنية حتى تكون شريكة صالحة للرجل، قادرة على المشاركة في القرار وتقديم الرأي والمشورة". وكرر رئيس الوزراء في ختام كلمته التهنئة للمرأة اليمنية بيومها العالمي.. معربا عن شكره وتقديره للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر الهام وتمنياته لاعماله بالتوفيق والنجاح. من جانبها أكدت وزير حقوق الإنسان حورية مشهور أن دعم المرأة وقضاياها العادلة هو التزام بمضامين الشريعة الإسلامية السمحاء التي تكرم بني أدم وترفع شأنه وقدره وتميزه عن سائر المخلوقات . وبينت مشهور أن المؤتمر الوطني للمرأة يشكل علامة فارقة في هذه المرحلة والمتغيرات التي تشهدها بلادنا والذي كانت المرأة اليمنية أحد طلائعه . وأوضحت أن أهمية هذا المؤتمر تنبع من كونه يأتي تمهيدا وتحضيرا لمؤتمر الحوار الوطني الذي ستشارك فيه نساء اليمن كأحد القوى الوطنية الاجتماعية التي ستسهم في إعادة صياغة ورسم ملامح الوطن المؤسسية السياسية والاقتصادية والثقافية لنكون جميعا تحت مظلة وطن عظيم ندواي جروحه ونطوي الآمه وأحزانه ونعيد بنائه بإيدينا متذكرين أنه أعطانا الكثير ولم نفه حقه بعد ليكون أمنه واستقراره ووحدته هي الغاية والأهداف الأسمى التي نسعى لتحقيقها . وأشارت إلى ان النساء العربيات أسمهن منذ خمسينيات وستينيات القرن المنصرم بمعارك التحرير ضد الاستعمار وجوبهن بالتجاهل والنكران بعد إنجاز غايات التحرير الوطني باعتبار أن قضيتهن لا تمثل أولوية في أجندة القضايا الوطنية ذات الأولوية وأنهن ما زلن حتى اليوم يكابدن لتثبيت إنجازات قد تحققت والحصول على حقوق إنسانية يستحقنها بجدارة . وشددت على ضرورة منح المرأة مزايا إضافية لقيامها بدور آخر داخل الأسرة لا يقوم به أحد سواها في رعاية وتنشئة الأطفال بما يقتضيه ذلك من ضرورة إعادة النظر في قوانين العمل والخدمة المدنية لتعديل النصوص القانونية المتعلقة بإجازات الأمومة وتخفيف ساعات العمل عن الحوامل والمرضعات وزيادة الفترة المستحقة للأمهات في تخفيف ساعات العمل والنظر بجدية لتطبيق نظام تأمين صحي يشمل النساء والأطفال ويفضي إلى تحسين صحة الأمهات . ونوهت إلى أنه لا ينبغي التغافل عن حقوق النساء التعليمية بالدعوة إلى برنامج جاد ومزمن لاجتثاث الأمية بين صفوفهن خلال فترة لا تزيد عن خمس سنوات لتحقيق نقلة نوعية للقضاء على الأمية وسط النساء وتشجيع البنات وخاصة الريفيات على الالتحاق بالمدرسة وإكمال دورتي التعليم الأساسي والثانوي وتشجيعهن على الانتساب للمعاهد التقنية والمهنية للحصول على المهارات الضرورية لتطوير أدائهن ..مشددة كذلك على الحقوق الاجتماعية والسياسية وتجسيد قواعد راسخة لتتحول إلى الممارسة السياسية للمرأة إلى سلوك من خلال التنصيص في الدستور الجديد على هذه الحقوق بتطبيق نظام الحصص بواقع 20 بالمائة كما نصت علية المبادرة الخليجية على المدى القصير والمتوسط ولتضل نسبة 30 بالمائة كما نصت عليه استراتيجية تنمية المرأة مطلبا استراتيجيا يمكن تحقيقة على المدى المتوسط والطويل . من جانبها أكدت رئيس اللجنة الوطنية للمرأة إشراق الجديري إلى أن المؤتمر الوطني للمرأة يستمد أهميته الكبيرة من كونه يمثل أرضية لمؤتمر الحوار الوطني المرتقب انعقاده لتدخل النساء فيه متحدات الرؤى واضحة المطالب والأهداف ..داعية إلى أن يكون للنساء في مؤتمر الحوار الوطني القادم حضورا يتناسب وثقلها العددي والنوعي في المجتمع وأن تتواجد في كافة اللجان المنبثقة عن الحوار الوطني . وأوضحت أن هذا المؤتمر يناقش قضايا التنمية الشاملة المتكاملة للقطاع الاعرض من الشعب كما يناقش قضايا التمكين السياسي للمرأة وسبل ضمان وصولها إلى مراكز صنع القرار بشكل متوازن مع حضور شريكها الرجل فضلا عن التعليم والصحة . ودعت إلى جعل هذا المؤتمر نقطة تحول إيجابية للمرأة اليمنية وهي تسعى من أجل مجتمع مترابط . وكانت قد القيت في الافتتاح عدد من الكلمات من قبل نائبة السفير الأمريكي وممثل السفارة الألمانية ورئيس منتدى الشقائق لحقوق الإنسان أكدت في مجملها على الدور الذي لعبته المرأة اليمنية في الحياة السياسية اليمنية خلال العام الماضي وضرورة أن تحظي المرأة اليمنية بالتمثيل المناسب لدورها وحجمها في مراكز صنع القرار السياسي . عقب ذلك بدأ المؤتمر أولى جلساته بمناقشة تطلعات المرأة اليمنية في التشريعات والقوانين ودور المرأة في الربيع العربي والذي يستعرض دور المرأة في كل من مصر وتونس وليبيا إضافة إلى دور المرأة اليمنية . حضر الافتتاح عدد من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في اليمن "سبأ"