نظم منتدى الفكر السياسي الجديد مساء اليوم الخميس ندوة بعنوان "التسامح في المنهج المدرسي" تحدث فيها أ/ علوي السقاف وأدارها مطيع دماج. وفي الندوة التي أقيمت في مقر الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني تحدث السقاف عن التسامح بشكل عام وعن تأصيلاته كمفهوم فلسفي وكثقافة نشأت في أوروبا بعد حروب دينية استمرت طويلاً. وعن المنهج المدرسي في الجمهورية اليمنية كشف السقاف عن وجود اللاتسامح فيه بشكل كبير بحيث أنه لا يمكن الحديث عن تسامح في الكتاب المدرسي مستدلا ببعض الأمثلة المستقاة من بعض الكتب الدراسية وقال عندما نتكلم عن المنهج المدرسي فنحن نتحدث عن منظومة تعليمية شاملة وليس عن الكتاب فقط. وأبرز السقاف اللاتسامح في المنهج المدرسي بحسب الأتي: اللاتسامح في الكتاب المدرسي: حيث يتضمن الكتاب المدرسي موقف عدائي من اليهود وتصورهم بأنهم شر على مر التاريخ ليس لشيء إلا لأنهم فقط يهود حتى عندما يكونوا أطفالاً، وكذلك اللاتسامح مع المذاهب الاسلامية الأخرى، ومن التصوف الاسلامي، وإزاء مفهوم الحاكمية من خلال تكريسه واحتكار جهة فقط الحديث باسم الله. اللاتسامح الاجتماعي: الموقف من المرأة وتصويرها بأن لا دور لها في الحياة إلا بيتها من خلال تكريس ثقافة سائدة. وهناك شكل للاتسامح يبرز من خلال التعليم التلقيني الذي يلغي دور العقل ويكرس الاذعان من خلال آخذ كل ما يقوله المدرس باعتباره حقائق مطلقة وهذا بدوره يعيد إنتاج علاقات تسلطية جديدة. وهذا النوع من التعليم تحدث عنه المفكر البرازيلي باولو فريري وأسماه بالتعليم البنكي. كما أن التعليم من خلال هذا المنهج وبهذه الطريقة يصبح في النهاية أداة قهر طبقي بمعنى أن مخرجاته لم تعد تلبي حاجة السوق بينما التعليم الجيد هو من يلبي هذه الحاجة وهذا التعليم الجيد لا يكون إلا من خلال الابتعاث للخارج والدراسة في مدارس خاصة من الصفوف الأولى وهذا يقدر عليه فقط أبناء المسئولين وأبناء الأغنياء وهكذا يصبح التعليم أداة قهر طبقي متعمد مهمته إعادة إنتاج التراتب الاجتماعي. إن عدم تكافؤ فرص التعليم وهو المبدأ الذي نصت عليه وثيقة إعلان مبادئ بشأن التسامح والذي اعتمده المؤتمر العام لليونسكو في دورته الثامنة والعشرين، باريس، 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1995. إن عدم توفر هذا المبدأ لا يوفر فرص عمل متكافئة وهو ما ينعكس على المجتمع ويصبح مهددا للسلم الاجتماعي. هذا وكان السقاف قد نوه في بداية حديثه إلى أهمية التسامح ومدى حاجة اليمنيين إليه في ظل قيم العولمة التي أعادت ثقافات كانت قد أندثرت بصراعها القديم إلى الواجهة. وفي ختام الندوة تم الاستماع لمداخلات الحاضرين وملاحظاتهم وكذلك الرد عليها من خلال النقاش الجماعي المنظم والذي بدوره أثرى الندوة التي هي أيضا كانت قد طرقت موضوع هام وحيوي بحسب إجماعهم. يذكر أن منتدى الفكر السياسي الجديد يقيم ندوة بشكل أسبوعي كل خميس في مقر الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني وكامتداد لهذه الندوة فأن ندوة الأسبوع القادم سيتحدث فيها الأستاذ عبدالباري طاهر حيث سيكون موضوعها الأقليات الدينية والعرقية وكذلك السياسية في الوطن العربي