صنعاء خاص محي الدين جرمة كانت قوى سياسية وشعبية وحقوقيين وناشطين ومنظمات مجتمع مدني في اليمن قد نعت الرحيل الفاجع للمناضل اللواء سالم قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الذي فارق الحياة اثر هجوم ارهابي جبان دبرته قوى الظلام صباح أمس الاثنين في مدينة عدن . لافتة إلى ما اسمته "مخططا ارهابيا يستهدف كل ما هو وطني وداعية الى رفع الحيطة وتعقب القتلة والنيل منهم. وهنا يسأل المرء من منظور تحليلي مبدأه الحياد والمهنية والاستنتاج لتأثيرات وترجيح التناقضات بين اللاعبين وأصحاب الحسابات وكومبارس توزيع الأدوارعلى مذبح"القاعدة".ما هي ترى أبعاد وخلفيات ومسببات ومحرضات الدافع الجنائي الإرهابي الصانع للجريمة السياسية عبر أدواتها التي أودت واغتالت حياة ا لمناضل اللواء سالم قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية إثر فعل جبان وإرهابي. ويطرح الأفق اليمني باستحقاقات مرحلة جديدة سؤالا عن أدوات إرهاب من هذا النوع وسواء الظاهر منها بشكل مادي أو ما خفي وراء أكمة السياسة وتعقيدات الصراع بين قوى ومراكز نفوذ جهوي ومفاصل منها لا تزال عناوينها تستفرد وتراوغ هنا وهناك بتمركزتها العائلية وتأثيرات حلفها القديم/الجديد بمغذيات عناصره من "القاعدة"وما تستأثر عليه غير ماكينة استبداد وقوى ظلامية بعضها لا يزال يتغول في المحافظات جنوبا وبأجنحة عاطفية دأبت على تصدير الصراع بأطر تشدد وتزامن إعلامي وتسييل لمال برافعة نفطلوجيات كما بنزوع كثيرا ما تدعمه أصوليات سياسية بعينها وأيدلوجيا حاضنات لخلايا وتكايا فقه و"أنصار شريعة"هنا وهناك تبدد حياة الأبرياء في صحارى اللامبالاة اليمنية القاحلة. ويسود مزاج لتفسير مباشر في الشارع اليمني عند حدوث أي فعل إجرامي غالبا من هذا النوع ولعل يستشفه المرء في سياق الأحداث وتقاطعاتها بما يعكس أن الغاية هي وأد مطالب فكرة التغيير التي جذرت لها تواريخ وعقود من تراكم ومعاناة الشعب اليمني.ليبرز حضورها المؤثر كاستحقاقات التغيير والتحول إلى قيم المدنية المفترضة لدولة المواطنة برافعة الثورة الشعبية السلمية. ولعل من بين ما يمكن أن تقاربه تأملات متابعين لتاريخ الصراع القاعدي وما يستتبعه من أحلاف ومؤثرين تقليديين وجود تقاطع لمصالح قوى مع معادلة المطالب الوطنية للشعب بمعايير المدنية والتحول الجديد والإيجابي ومع ما يمكن أن يلبي استحقاق المواطنين اليمنيين في بناء الدولة. إلى ذلك يبرز غير معطى وعلامة عكستها وتعكسها ما يبدو عليها خطوات جدية على الأرض بإدارة السياسة الدفاعية الحالية في الحكومة وإشراف فوقي من القرار السيادي للرئيس هادي بتمثيل اليمن كشخصية في القيادة غير مألوفة وبمعايير أفضت إلى استنتاج بعض المحللين بشأن بروز مواهب جديدة للرئيس هادي بإزاء ما وضع فيه من ثقة لتدبير شأن داخلي لمرحلة جديدة ومعقدة في آن. ولعل قرارات هادي التي وضعت نموذج بحجم اللواء سالم قطن في موقع كهذا قد جعلت من المشتغلين بخلط الأوراق ومحاولة تعطيل المراحل كعادتها وحلفها في موقع رهان مشاريعها الصغيرة.وهو موقف من يبقى على وهم التلويح بالرسائل لكن التراجيدية منها من قبل أطراف تخترق على الدوام منطقة الوصول حتى في اللحظة التي يحشد فيها اليمني إمكانياته من أجل أن تلتئم قيم الحرية والعدالة والإنصاف وخلق جسرا للوصول إلى لحظة استقرار مستدامة لليمن على الأرض تسود فيها أخلاق التعايش والمواطنة في الحقوق والحريات. كثيرون في اليمن نظروا وينظرون لما تبدى في الأسابيع الماضية من سعي بمؤشرات مساندة اللجان الشعبية في الجنوب إلى جانب قوات من الجيش الوطني بنظرة مصداقية.وإلى أن ذلك كان مؤشرا لتقدم إيجابي لصالح الشعب والأرض والإنسان على صعيد المواجهة الميدانية مع القاعدة ودحر فلولها ما وراء الجغرافيا.وهو ما بدا في شكل نجاح لخطة اجتثاث تاريخ الصراع الوجودي في مواجهة "القاعدة في جزيرة العرب" لكن مازال يترجح أن هناك قوى تراوح في السير لتعطيل أهداف ومطالب الشعب في التحول المدني.ورغم تعقيد مناخات وعوامل مسألة ارضاء المطالبين بالاستحقاقات هنا وهناك.فقد بقيت تلك القوى الظلامية في مربع التطرف وتغذية القطائع التدميرية وترابط بمزيد من الصراع وصناعة الجريمة السياسية كما هو ديدن اضماراتها وتحالفاتها ضد المشروع الوطني منذ عقود. وبعد شهرين من تسلم اللواء سالم قطن مهامه كقائد للمحور الجنوبي حتى استهدافه بشكل إرهابي.يبرز تحليل رؤية القوى السياسية الفاعلة في شراكة "الوفاق" لمرحلة السنتين في تفسيرها لجريمة بهذا الحجم استهدفت شخصية وطنية لصفته الحساسة في قيادة دفاعية فرأت في ذلك ليس "مجرد فعل انتقامي لدور اللواء سالم قطن الفاعل في معارك دحر جماعات تنظيم القاعدة من محافظة ابين فحسب بل استهدافا لدوره ومواقفه الصارمة من مخطط ارباك الأوضاع وإثارة الفوضى وإشعال الحرائق في محافظات الجنوب ، ومحاولة للنيل من الإجراءات الجزئية التي اتخذت امنيا وعسكريا على صعيد ترتيبات نقل السلطة وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة" . وكانت قوى سياسية قد نبهت من مخططات اجرامية يشترك فيها اكثر من طرف ارهابي تستهدف كل ما هو وطني وذا صلة بما وصفته "نقل السلطة وتحقيق التحول السياسي الآمن والمنشود ، ونادت "الى رفع مستوى الحيطة لدى الأجهزة الأمنية والعسكرية وتعقب العناصر المدبرة لهذه الجريمة الشنعاء والنيل منها اينما وجدت " ويبقى الراحل اللواء والقائد سالم قطن له في قلوب اليمنيين الشرفاء منهم والأحرار منازل.نظرا لما أن له الوجدان الشعبي والسياسي جراء استهدافه بفعل جبان وإرهابي كهذا.وقطن من تفرد بصفات ومواقف وسمات الوطنية،وحيث كان حسب بيان"مانيوفست "للحزب الاشتراكي اليمني مثالا في الانتصار للمبادئ والقضايا التي آمن بها وناضل من اجلها واستشهد في سبيل تحقيقها "