لقي اغتيال اللواء الركن سالم قطن قائد المنطقة الجنوبية إدانات رسمية ودولية وشعبية واسعة تلك العملية الإنتحارية الغادرة نفذها إنتحاريين صباح أمس الاثنين بمدينة عدن ، سرعان ما تناقلت الأنباء اعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته عن تنفيذها. فعلى المستوى الرسمي أدان الرئيس عبدربه منصور هادي الحادثة واصفاً إياه بالعمل الإجرامي، مؤكداً أن «الحرب مع تنظيم القاعدة الإرهابي ستستمد قوة اكبر من اجل الدماء الطاهرة والشهداء الأبرار الذين سقطوا وكان آخرهم اللواء سالم قطن». وقال بيان نعي صادر عن رئاسة الجمهورية والقيادة العليا للقوات المسلحة إن حادثة استهداف اللواء القطن عمل إرهابي إجرامي جبان. وأضاف: «استهدف حادث الاغتيال واحداً من أبرز القيادات العسكرية الأبطال الذي كان له دور مشهود في دحر وهزيمة أنصار الشر وحلفاء الشيطان، يقصد بها تنظيم القاعدة»، مؤكداً أن اللواء قطن قاد ورفاقه العسكريين معارك التصدي لتنظيم القاعدة في محافظة أبين ، وتمكن من تطهير المحافظة منهم، وتحقيق الانتصار الكبير للوطن والشعب. من جانبه دان رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة حادثة اغتيال اللواء الركن سالم قطن، باعثاً برقية عزاء ومواساة إلى أسرة اللواء القطن. وقال بيان النعي: «لقد أقدم تنظيم القاعدة على هذا الفعل الغادر بعد هزموا ويأسوا وتيقنوا أن لا مكان لهم في أرض الوطن، وعزيمة وإصرار الجميع رسمياً وشعبياً على استئصال شأفتها إلى الأبد، معتبراً السجل الحافل للفقيد اللواء الركن سالم قطن، وإسهاماته الكبيرة طوال مسيرته العسكرية لخدمة أمن واستقرار الوطن محل فخر واعتزاز للجميع ونموذجا للوطنيين الذين لم يدخروا جهداً في سبيل تحقيق امن ورفعة وتقدم اليمن. قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة نعت اغتيال قطن وقالت إنها تؤكد للعشب اليمني وقيادته السياسية أن القوات المسلحة، بقادتها وضباطها وصف وجنودها استمرارها في قتال التنظيمات المسلحة الخارجة عن إطار القانون والدستور وعبرت عن بالغ حزنها لفقدها قائداً عسكرياً مغواراً أفنى حياته في سبيل خدمة وطنه في صفوف القوات المسلحة منذ أن التحق في صفوفها عام 1970م. وأشارت إلى إدراكها بأن «أعداء الوطن» لن يدعوا المؤسسة الدفاعية وشأنها طالما وهي تقف «لعناصر الإرهاب» بالمرصاد. وأضافت: «مثلما كان حال شهيدنا البطل اللواء الركن سالم علي قطن الذي قاد ورفاق دربه معارك التصدي للإرهابيين وأنصار الشر وحقق مع كل الأبطال من القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية والمواطنين الشرفاء النصر الكبير بهزيمة الأشرار وتطهير محافظة أبين من رجسهم». سياسياً، نعى الحزب الاشتراكي اليمني رحيل المناضل اللواء سالم قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في هجوم «ارهابي جبان دبرته قوى والظلام» في مدينة عدن. وجاء في بيان صادر عن الإجتماع المشترك للأمانة العامة والمكتب السياسي للحزب ان استهداف المناضل الوطني والقائد العسكري المغوار بعد شهرين من تسلمه مهامه كقائد للمحور الجنوبي ليس مجرد فعل انتقامي لدوره الفاعل في معارك دحر جماعات تنظيم القاعدة من محافظة ابين فحسب، بل استهدافا لدوره ومواقفه الصارمة من مخطط ارباك الأوضاع واثارة الفوضى واشعال الحرائق في محافظات الجنوب ، ومحاولة للنيل من الإجراءات الجزئية التي اتخذت امنيا وعسكريا على صعيد ترتيبات نقل السلطة وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. وعبر بيان الأمانة العامة والمكتب السياسي للحزب عن بالغ الحزن والأسى لرحيل قائد بحجم سالم قطن. ونبه من «مخططات اجرامية» يشترك فيها اكثر من طرف ارهابي تستهدف كل ما هو وطني وذا صلة بنقل السلطة وتحقيق التحول السياسي الآمن والمنشود ، داعيا الى رفع مستوى الحيطة لدى الأجهزة الأمنية والعسكرية وتعقب العناصر المدبرة لهذه الجريمة الشنعاء والنيل منها اينما وجدت. وتقدم الحزب الإشتراكي بالتعازي والمواساة الصادقة الى اسرة الفقيد وذويه ومحبيه بهذا المصاب الجلل، كما توجه بالتعازي والمواساة الى قيادة الجيش وضباطه وافراده البواسل ، ودعاهم الى تمثل صفات ومواقف الفقيد الوطنية ، مشيرا الى ان العزاء في فاجعة رحيله يكمن في الإنتصار للمبادئ والقضايا التي آمن بها وناضل من اجلها واستشهد في سبيل تحقيقها. على صعيد ردود الافعال الخارجية عبرت الإدارة الأمريكية عن اسفها لإغتيال اللواء قطن واعتبرت رحيله خسارة لجهود مكافحة الارهاب وجدد اوباما استعداده لمواصلة دعم الرئيس هادي. وأدانت فرنسا بشدة الاعتداء الانتحاري الذي أودى بحياة اللواء اليمني سالم قطن-قائد المنطقة الجنوبية أمس بمحافظة عدنجنوبي البلاد . دولياً عبرت فرنسا في بيان تلقى "الإشتراكي نت" نسخة منه , عن تضامنها مع السلطات اليمنية في حربها الشجاعة ضد الإرهاب وتؤكد دعمها الكامل لجهود الرئيس عبده ربه منصور هادي المبذولة في إرساء الاستقرار والأمن في البلد والوصول بعملية الانتقال السياسي إلى بر الأمان وفقاً لطموحات الشعب اليمني. وتقدمت فرنسا بأحر التعازي لعائلة الفقيد وأقاربه. من جانبه عبر قائد القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى الفريق جيمس ماتيس عن تعازيه الحارة لمقتل اللواء قطن. وقال ماتيس خلال لقاءه الرئيس هادي اليوم إن الإدارة الأمريكية ستواصل دعمها ومساندتها لليمن. ودانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن السيدة فيكتوريا نولاند عملية استهداف واغتيال اللواء ركن سالم علي قطن قائد المنطقة الجنوبية قائد اللواء 31 مدرع. وقالت الناطقة الرسمية في بيان لها إن الولاياتالمتحدة تدين بأشد العبارات هذا الهجوم الإرهابي. وقدمت تعازيها العميقة لأسرة وأصدقاء القائد وكذا لأولئك الذين توفوا وجرحوا بسبب هذا الاعتداء «الجبان» بحسب وصفها. وأضافت: «قاد اللواء قطن المعركة ضد تنظيم القاعدة في جنوباليمن محققاً في الآونة الأخيرة بعض الانتصارات الهامة للغاية التي بدورها دفعت عناصر القاعدة للخروج من بعض المدن اليمنية». وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة تواصل دعمها للرئيس هادي ولأولئك الذين سيواصلون جهود اللواء قطن في سبيل الولوج إلى مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً للشعب اليمني. شعبياً خرجت مسيرة حاشدة لشباب الثورة في محافظة إب للتنديد بمقتل اللواء قطن، مطالبين الرئيس هادي بسرعة التحقيق في جريمة مقتل اللواء قطن والقبض على القتلة وتقديمهم مع من يقف ورائهم لمحاكمة مستعجلة.