استشهد اللواء سالم قطن العولقي - قائد المنطقة الجنوبية وصانع النصر الكبير في المعركة الحقيقية ضد تنظم القاعدة في أبين ،في حادثة اغتيال سياسي بامتياز، وإن كانت أداة التنفيذ ارهابية . لقد حاول الخطاب الاعلامي والأمني المرافق للحادثة او المتزامن معها إيهامنا ان اللواء قطن تعرض لحادثة اغتيال ارهابية . وهنا تكمن مخاطر الخطاب الاستباقي لحقائق الحدث في انه يصنع وعياً زائفاً حول الحادثة من خلال تسليطه الضوء على تفاصيل الحادثة وتمحوره حول منفذها بشكل يوحي باستبعاد الضالعين في الجريمة ويخفي كل الخيوط الدالة عليهم. إن التركيز الخطابي على هوية المنفذ للجريمة بأنه صومالي فيه حجب متعمد لحقائق الجريمة وفيه تستر على الجناة الحقيقيين، مع ان المنفذ لم يكن سوى أداة تنفيذ بل وربما كان هو الآخر ضحية . لكن مهما كانت قدرات الخطاب التضليلي وامكاناته فلن يستطيع إيهامنا ان اللواء «قطن» ضحية حادثة ارهابية محضة. فاللواء سالم قطن لم يقتل لأنه كان خصما لجماعات ارهابية ولكنه قتل لأنه قائد عسكري ناجح، وهنا تبرز أهمية المعرفة لدوافع القتل وأسبابه الحقيقية. فكون الفقيد اثبت نجاحا في بيئة رسمية لم تنتج سوى الفشل على مدى عقود من الزمن فالارجح انه تعرض لحادثة اغتيال مدبرة من قبل القوى المتضررة من صناعة النجاح. ليس هذا فحسب بل إنهم حاولوا إقناع العالم من حولنا ان بيئة اليمن بطبيعتها جاذبة للعناصر الارهابية ومساعدة على ايوائهم . وهذا ما دفعهم إلى التمادي في الاقدام على تأسيس تنظيم جزيرة العرب لمقاتلي القاعدة في اليمن . لقد استطاع الفقيد بحنكته القيادية النادرة واخلاص رفاقه في الميدان وفي مقدمتهم معالي وزير الدفاع ان يبرهنوا للعالم وفي خلال شهرين ان بيئة اليمن غير قابلة للارهاب وان التنظيم سيئ الذكر كان محشوا بفعل رسمي اضطراري غير متناسب مع خصوصية بيئتنا الاجتماعية . أثبت سالم قطن ورفاقه للعالم ان تنظيم القاعدة كان يحظى برعاية مبالغة في تدليل الارهاب وتنميته. ومن هنا نستخلص ان منفذ جريمة الاغتيال لم يكن أكثر من أداة تم توظيفها وتمريرها عبر القنوات التي مررت منفذ جريمة ميدان السبعين في صنعاء صبيحة ال21من مايو الماضي . ومن المرجح ان اغتيال اللواء سالم قطن يمثل بداية مسلسل اغتيالات تالية ستطال معظم رموز العهد الجديد العازمين على اخراج اليمن من مستنقع الحكم السابق .خصوصا وان صحيفة اهلية مقربة من دوائر أمن الحكم السابق نشرت مطلع الاسبوع الجاري خبراً مفاده أن تنظيم القاعدة أعد اربعين انتحاريا من حملة الاحزمة الناسفة وهم بلا شك موزعون على اهداف قيادية متعددة كان في طليعتها سالم قطن. ويتوقع ان أكثر القادات عرضة للاغتيالات هم قادة جنوبون بحكم دوافعهم الوطنية واستحقاقهم لقيادة المرحلة الراهنة ،. وعزاؤنا لابناء العوالق في هذا الفقدان الجلل ان فقيدهم هو فقيد الوطن برمته والعزاء الأكبر لنا جميعا انه قتل منافحا عن اهداف ثورة رخوة استكان ثوارها بالميادين منشغلين بصراعات سياسية لاتمت لاهداف ثورتهم بصلة . والمعلوم انه لاتوجد ثورة في تاريخ الانسانية منحت قتلت الثوار وممتهني الاجرام في الحكم حصانة قانونية الافي اليمن . إذ كان يكفي محاكمةالنظام السابق بجريرة استقطاب خبراء متفجرات وعناصر ارهابية من كل انحاء العالم الى اليمن وإنهم حولوا بيئة اليمن الى بؤرة مهددة للامن الاقليمي والدولي على مدى عقدين من الزمن . لكن الذي حدث ان الثورة منحتهم الحصانة وجعلتهم يسلمون عتاد معسكرات بكاملها لمقاتلي التنظيم والاخطر من هذا كله مكنتهم من استخدام عناصر الارهاب وتوظيفهم في قتل رواد عملية التغيير صناع النجاح وفي مقدمتهم اللواء سالم قطن العولقي تغمده الله بواسع الرحمة وألهمنا وقبائل العوالق الصبر الجميل. [email protected]