خرج الآلاف بمحافظة صعدة اليوم في مسيرة حاشدة رفضا للتدخل الأمريكي وانتهاك سيادة البلد وقتل اليمنيين بالطائرات الأمريكية، ورفع المشاركون في المسيرة اللافتات التي ترفض التدخل الأمريكي وانتهاك السيادة الوطنية. وهتفت المحتشدون بشعارات ضد ما تقوم به أمريكا من قتل لليمنيين عبر طائراتها من دون طيار والتدخل السافر للسفير الأمريكي في مختلف الشؤون اليمنية وندد المتظاهرون بالصمت المطبق للحكومة أمام هذه التدخلات والانتهاكات. وانتقد بيان صادر عن المسيرة اقتحام قوات الجيش والأمن لساحة المنصورة بعدن كما انتقد ظاهرة هروب سجناء متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة ،كما انتقد الاختلال الأمني. ورفض البيان ماوصفه "الاستمرار في اللعب بالورقة الأمنية لخدمة بعض الأطراف أو لتمرير مشاريع معينة". نص البيان أيها الإخوة الأعزاء : في الوقت الذي تتسابق فيه وسائل إعلام السلطة إلى الدعوة للحوار والتأكيد على حتميته، تتحرك وحدات من الجيش والأمن لاقتحام ساحة المنصورة ونشر الرعب فيما حولها بأسلوب وحشي أدى لسقوط عدد من الشهداء والجرحى لتغدو منطقة أشباح يسكنها الخوف وتنام على أصوات الرصاص والأسلحة الرشاشة والثقيلة، وكل ذلك بحجة فتح الشارع العام وإعادة الحركة إليه، وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان ومبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية ! في حين تتوالى الأنباء عن هروب السجناء، لاسيما المنتمين لما يسمى القاعدة بأعداد كبيرة وفي أكثر من محافظة بصورة تثير الاستغراب وتدعو للتساؤل، وذلك كله بالتزامن مع الاختلالات الأمنية التي أصبح يعيشها اليمنيون في شوارعهم ومدنهم وقراهم وطرقاتهم العامة. وهكذا تبرز الورقة الأمنية التي طالما استخدمها النظام وكانت هي السمة الغالبة على فترة حكمه الطويل، والتي يستدرج إليها اليوم الرئيس عبد ربه منصور والجيش والأمن ضمن مخطط تسعى بعض الجهات من خلاله لتحقيق مآربها وتصفية حساباتها وفرض رؤاها مهما كانت الوسائل. وبهذه الممارسات الخطيرة يتم دفع البلاد نحو الدخول في دوامة من العنف، ويفتح المجال واسعاً للتدخل الأجنبي الذي أصبح يجسده سفير أمريكا الحاكم الفعلي لليمن من خلال تحركاته وتصريحاته التي لا تكاد تستثني شيئاً من جزئيات وتفاصيل الحياة في هذا البلد بل ومن خلال تهديداته لليمنيين الذين لا ينصاعون لإرادته ومشاريعه بليل حالك لا يشبهه إلا ليالي بغداد وكابل الموحشة والقاتمة ! ونحن من منطلق الشعور بالمسئولية وما يمليه علينا حب الوطن وإدراكاً منا لخطورة الأمر فإننا نؤكد رفضنا للاستمرار في اللعب بالورقة الأمنية لخدمة بعض الأطراف أو لتمرير مشاريع معينة أو هروباً من الفشل الواضح في تحقيق أدنى متطلبات العيش الكريم لهذا الشعب المحروم، ونعلن استنكارنا للتفريط في سيادة البلد وعدم قبولنا بالتدخل الذي يتعاظم كل يوم من قبل الأمريكان حيث طال البر والبحر والجو، كما ندعو الجميع لليقظة والتعاطي بمسئولية مع ما يجري على تراب الوطن وحدوده وسماه وما يتهدد وحدته وأمنه واستقراره. وإن ثورتنا لمستمرة وعزمنا على تحقيق أهدافها ثابت لا يلين مهما تكن التحديات ومهما تبلغ التضحيات.