إندلع قتال بين القوات الأردنية والسورية في منطقة حدودية بين البلدين في ساعة متأخرة من ليل يوم الجمعة مما يبرز المخاوف الدولية بأن تشعل المعارك في سوريا صراعا إقليميا أوسع نطاقا . وعززت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون جهودها لعلاج الأزمة المتفاقمة في سوريا يوم السبت ووصلت إلى تركيا لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وأعضاء في المعارضة السورية . وحاولت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد دحر المقاومة في حلب أكبر مدن البلاد ولكن المعارضة أعلنت أنها سترد بعد أن خسرت أرضا وتعاني من نقص الذخيرة . وقال أبو سادة أحد قادة مقاتلي المعارضة في حلب"بوسعنا التعامل مع القصف.ولكن القناصة هم من يصعبون الأمور ." وذكر ناشط سوري معارض شهد القتال إن الإشتباكات الحدودية إندلعت عقب محاولة لاجئين سوريين دخول الأردن . وقال مصدر أردني ان القوات السورية بادرت بإطلاق النارعبر الحدود وأعقب ذلك وقوع إشتباك.ولم ترد تقاريرعن سقوط قتلى من الجانب الأردني . وذكر الناشط السوري ان عربات مدرعة شاركت في الاشتباك الذي وقع في منطقة تل شهاب-الطرة الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا شمالي العاصمة الاردنية عمان . وأطلقت القوات الأردنية النارقرب الحدود في الماضي لمنع السوريين من أطلاق النار على اللاجئين الفارين . ولكن أحدث اشتباكات واكثرها خطورة بين البلدين منذ إندلاع الإنتفاضة ضد الأسد قبل 17 شهرا من شأنها أن تثير فزع قوى غربية تخشى إمتداد الصراع السوري إلى المنطقة التي تعاني إنقساما جراء الأزمة السورية . وفي مدينة حلب المركز الإقتصادي في سوريا وساحة مهمة للقتال يتجمع معارضون مسلحون من جديد عند مقر كتيبة سيوف الشهباء بعد إنسحابهم من حي صلاح الدين الذي يسيطرعلى مدخل المدينة . ويستعد المسلحون للعودة للحي معقلهم السابق والإنضمام لمقاتلين آخرين . وقال أبو سادة "سبب تقهقرنا من صلاح الدين الأسبوع الماضي نقص الأسلحة ." وإنحسر القتال وإشتد خلال الأسبوع الماضي ولكن قوات الأسد تسيطرعلى معظم حي صلاح الدين اليوم . وفي دمشق تحدث سكان عن قصف على حي شبعا في جنوب شرق العاصمة وقالوا إنهم شاهدوا تسع دبابات على الطريق المتجه إلى المطار . وفرضت الولاياتالمتحدة جولة أخرى من العقوبات أمس الجمعة شملت شركة النفط الحكومية السورية سيترول لتوريدها البنزين لإيران وحزب الله اللبناني لمساعدته الحكومة السورية . ولم يكن للجولات المُتكررة من العقوبات الأمريكية والأوروبية والتي تعلن كل بضعة أشهر تأثير يذكر على الحرب.ومنعت روسيا والصين قيام مجلس الأمن الدولي بتحرك كان من شأنه أن يسمح بفرض عقوبات عالمية أكثر صرامة ضد دمشق . وقال بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة في بيان يوم الخميس رسالة للمؤتمر"لن يكون هناك فائز في سوريا. الآن نواجه الإحتمال الكئيب بإندلاع حرب أهلية طويلة تدمر نسيج المجتمع المتماسك ." وقال دبلوماسيون لرويترز أن الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي قد يعين هذا الاسبوع ليحل محل كوفي عنان مبعوثا خاصا للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا والذي إستقال بعد أن ثبت عدم جدوى جهوده في ظل إنقسام مجلس الأمن .