وسط حفاوة مفتعلة وإبتها ج مكابر ظهر الرئيس شبه المخلوع علي صالح مجدداً وسط حشد مؤتمري إحتفاءً بالذكرى ال30 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام الحزب لهلامي الذي هيمن صالح من خلاله على البلاد ثلاثة عقود من الزمن. وسادت الاحتفال حالة من الهرج والمرج الممجد لعلي صالح الزعيم الذي حقق المنجزات والنهوض والتنمية.. كما جاء في التقديم لكلمة صالح على لسان القيادي المؤتمري سلطان البركاني. من الواضح ان الإحتفال لم يكن بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام بقدر ماهو إستعراض لجمهور صالح في الحزب القائم على الإنتفاع والمصالح أكثر من برنامجه المغيب (الميثاق الوطني). الإحتفال الذي حضره نحو خمسة الآف شخص أعدتبرته قوى الثورة والتغيير عملاً إستفزازياً من قبل علي صالح وبقايا نظامه يوجه رسالة مفادها أن صالح لا يزال في صدارة المشهد،وأن جانباً من دفة التحكم لا تزال بين يديه. وبينما رحبت بعض الأطراف السياسية بالإحتفال على طريق تحويل المؤتمر الشعبي الى حزب سياسي مدني يسهم في الحياة السياسية بمعزل عن الهيمنة والأقصاء،وتكهنت أن الإحتفال يكون محطة وداع أخيرة لصالح بعد أن تداولت بعض وسائل الإعلام معلومات تتحدث عن مغادرة وشيكة له او قريبة من اليمن الى الخارج تاركاً شئون المؤتمر والسياسة لقيادي آخر ، إلا ان أطراف سياسية واوساط ثورية عبرت عن انزعاجها من هذا الإحتفال وإعتبرته عملاً استفزازياً وفعلاً يحمل دلالة التحدي والممانعة والعصيان لمقررات عملية التسوية السلمية وربما بإدرة لتمردات جديدة على قرارات هادي وحكومة الوفاق والتنصل من عملية غستكمال نقل السلطة سلمياً وفقاً لمبادرة التسوية الخليجية وقرارات الشرعية الدولية. خطاب علي صالح الذي أجهد نفسه لكي يبدو متماسكاً أمام شاشات التلفزة كان مفككا وحمل رسائل مرتبكة لكن كلمات بعض قيادات المؤتمر حملت مضامين متسقة تدعو الى التفاؤل. الأمين العام المساعد للمؤتمر أحمد عبيد بن دغر الذي القى كلمة المؤتمر قال أن المركزية الشديدة المتبعة في نظام الحكم في اليمن دمرت النسيج الإجتماعي،وراكمت الأخطاء والأحقاد، حتى كادت تقضي على الوحدة الوطنية، مشيرا إلى ضرورة البحث عن النظام السياسي الذي يحقق الإستقرار في اليمن وينزع عوامل الفتنة –حد تعبيره. وأكد بن دغر أن حزب المؤتمر سيناقش مع فرقاء الحياة السياسية في مؤتمر الحوار الوطني القادم كل الموضوعات "منفتحين على كل الرؤى، طالما كانت القاعدة هي مصلحة الوطن والشعب اليمني ليس لدينا سقوفاً أو خطوطاً حمراء أو شروطاً مسبقة". مشددا على رفض معهم ضد أي شكل من أشكال الظلم أو الإقصاء أو المصادرة للحقوق والحريات. وخاطب بن دغر أبناء المحافظات الجنوبية قائلا: "تذكروا أخوتنا في الجنوب أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فالوحدة ملكنا جميعاً ومصيرها يتوقف علينا جميعاً، فليس من حق طرف أن يقرر وحده مصير الوحدة، كما تذكروا أن الأخطاء التاريخية القاتلة إذا ما حدثت فإن تداعياتها لا يعلمها سوى علام الغيوب، وأن آثارها ستكون كارثية على اليمن كله". ودعا بن دغر الحوثيين إلى إعلان برنامجهم السياسي ورؤيتهم للدولة، مؤكدا رفض الحزب أن يضطهد أحد بسبب مذهبه أو معتقده.