خرج شباب الثورة عصر اليوم الثلاثاء في العاصمة صنعاء بمسيرة نسائية ورجالية حاشدة إحياءً لذكرى مجزرتي القاع وكنتاكي إنطلقت من ساحة التغيير بصنعاء. وإتخذت المسيرة المسار الذي سلكته مسيرة العام الماضي عندما جوبهت بإعتداء وحشي وبشتى أنواع الأسلحة من قبل قوات من الأمن المركزي و عدد من عرفوا ببلاطجة النظام وسقط المئات من شباب الثورة حينها بين شهيد وجريح. ونفذ المشاركون مهرجان جماهيري وخطابي شُدِدَ فبه على محاكمة مرتكبي تلك المجازر وقتلة شباب الثورة. ورفع المشاركون صور الشهداء ورددوا شعارات تنادي بمحاكمة القتلة الذين إرتكبوا تلك المجازر . وقالت اللجنة التنظمية للثورة في بيان لها بهذه المناسبة" تُمر اليوم الذكرى السنوية الأولى لمجزرة 18سبتمبر 2011م والتي نفذها على صالح وأركان نظامه السلطوي الفاسد البائد ضد أبناء شعبنا الأبي الثائر وراح ضحيتها أكثر من (167) شهيداً وما يزيد على خمسمائة جريح بالرصاص الحي والمئات من المخفين والمختطفين خلال أربعة أيام من القتل والتي إستخدم فيها المخلوع وعصابته كل وسائل العنف والقتل والتنكيل مُراهناً على كسر إرادة التغيير وثني عزيمتكم فكان الخذلان مأوى أمانيه". وأكدت تنظيمية الثورة إنها تحيي هذه الذكرى العظيمة لتقف بإجلال وإكبار للشهداء الأبرار الذين صنعوا النصر بدمائهم الزكية وارواحهم الطاهرة في تحول تاريخي مثلت فيه أحداث سبتمبر 2011م مرحلة مفصلية في تاريخ الثورة بما جسدته من صراع الإرادات وانتصار إرادة الحق والحياة على إرادة الباطل والموت ففي مثل هذا اليوم انكسرت دعوات الموت التي دعا لها المخلوع أمام دعوات الحياة التي حملها شباب الثورة بكل كفاءة واقتدار ، وهنا نقول إن شهداء سبتمبر 2011م وكل شهداء الثورة الشبابية الشعبية قد أعادوا صياغة تاريخ شعبنا العظيم بأحرف من نور جاعلين منه ذكرى خالدة للتاريخ والأجيال القادمة . وأشارت إلى إن الصمود والاستبسال الأسطوري الذي جسده أبناء شعبنا في نهجهم الثوري وأدواتهم الجديدة في النضال السلمي في مواجهة عنف العائلة المُمنهج ، وكان خيار التمسك بالسلمية كخيار ثوريٍ وحيد في مواجهة الدبابة والرصاصات الغادرة قوة ردع ، ادت إلى إخراج قوة السلاح من دائرة التأثير في صنع القرار وتقرير المستقبل ، كل هذه التضحيات التي قدمها أبناء شعبنا بصمود واستبسال وشموخ في تلك الأيام العصيبة التى حمل فيها شباب الثورة ارواحهم على اكفهم تجعلنا كيمنيين نفاخر شعوب العالم بانتمائنا لهذا الشعب العظيم . وخاطبت الثوار بالقول " من هذا المكان الطاهر الذي انهمر عليه الرصاص والأر بي جي ونزفت فيه الدماء وقدم فيه اليمنيون اطهر دمائهم وجادوا بأرواحهم العطرة من أجل الحرية والكرامة والعدل نُشهد الله بأننا على درب شهدائنا سائرون لا نحيد عنه حتى تحقيق كافة الأهداف التي ضحوا من أجلها وعهداً يا شهدائنا وجرحانا أن أيادي الغدر التي سفكت دمائكم لن تفلت من العقاب وإن من تخاذلوا أو تهاونوا في أنصافكم أو قصروا في شفاء الجرحى أو في إطلاق حرية المعتقلين لن يرحمهم التاريخ ولا شعبنا العظيم،وأنه لا يحق لأي كائن من كان أن يمنح حصانة للقتلة او يعطي صكوك الغفران بما لا يملك لمن لا يستحق وأنه لابد من المحاكمة والمحاسبة عن كل جرائمهم المرتكبة والتي لا تزال ترتكب بحق هذا الشعب الكريم الصابر المحتسب". وجددت تنظيمية الثورة مخاطبتها الشعب اليمني قائلة " إنه ورغم الإنجازات الكبيرة التي حققتها الثورة في إطار تفكيك بنية النظام العائلي ووأد الإستبداد،إلا أن مخاطر عدة لاتزال أمام مسيرة ثورتنا ماثلة للعيان فالقوى المتضررة من استعادة الشعب لسلطته تتربص بمسيرة التغيير في محاولات فاشلة ومتكررة لإعادة التاريخ إلى الوراء مما يجعلنا جميعاً مطالبون بمزيد من الوحدة واليقظة والوعى الناضج وروح المسؤولية ببذل ومضاعفة الجهد الثوري الذي يدفع بعجلة التغيير خطوات إلى الأمام دون توقف او هوادة في سبيل تحقيق الحرية والكرامة لشعبنا وحفظ أمنه واستقراره وازدهاره ووحدته أرضاً وإنساناً كما نقول لأولئك الذين ظلموا انفسهم وأبوا الا ان يسعوا في الارض الفساد ،ان يفيقوا من غيهم ،والا فأن الشعب العظيم لن يتسامح معهم".