يواصل الفنان التشكيلي الشاب مراد سبيع حملته الرسم على الجدران تحت شعار "الجدران تتذكر وجوههم" منذ ثلاثة اسابيع والتي تستهدف هذه المرة المخفيين قسرا إبان الصراعات السياسية التي عاشتها اليمن من بعد قيام ثورة 26سبتمبر وإختفى المئات من الناشطين السياسيين على إثر هذه الصراعات ولم يعرف مصيرهم حتى الآن وكان معظمهم من الذين ينتمون للحركة اليسارية في اليمن. ومن المتوقع أن كثيرا ممن اختفوا في عداد الموتى الآن. وتعرضت بعض صور المخفيين للتشويه والطمس من على الجدران ويعتقد أن نافذين شاركوا بعمليات إخفاء وتصفية تلك الشخصيات من يقف وراء هذه الأعمال. وقال مراد سبيع (24 عاما) وهو فنان بدأ المشروع لوكالة "رويترز" ان المجتمع نسى الذين اختفوا قسرا لكن القائمين بالمشروع يرسمون صورهم على الجدران مع ملاحظات باللغتين الانجليزية والعربية بأسمائهم وتاريخ اختفائهم. ويضيف سبيع ان الجهود الاولى لحملته التي أطلق عليها "الجدران تتذكر وجوههم" منذ ثلاثة اسابيع أغضبت شخصا ما فيما يبدو، مؤكداً ان كل الرسوم محيت ويعتقد الناس ان السبب هو ان بعض قادة الجيش مسؤولون عن حالات اختفائهم لكن القائمين بالمشروع يواصلون الرسم فعندما تُزال الصور يبدو الامر وكأن الشخص اختفى مرة أخرى. وتعمل الحكومة التي ما زالت تضم كثيرا من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام على إعداد قانون "للعدالة الانتقالية" يمكن ان يشجع عائلات الناشطين الذين اختفوا وغيرهم على السعي للحصول الانصاف القانوني. وقالت هالة القرشي للوكالة ذاتها وهي إبنة وزير سابق اختفى عام 1978 عندما كانت في العاشرة، وان حزن عائلتها ما زال كما هو باق معها منذ اللحظة التي اختفى فيها والدها. وأضافت وهي تقف بجوار صورة لوالدها على جدار قرب شارع رئيسي في صنعاء ان هذه الحملة أسعدت أسرتها من جديد لان موضوع المختفين ما زال مهما لحركة الشباب والصمت عنهم هو ما يؤلم. وقال زبن الله المطري وهو ناشط شاب شارك في انتفاضة العام الماضي وفقد والده وشقيقه في الاضطرابات السياسية عام 1978 "لا نعرف أين دفن كثير من الناس فلم يعلن انهم قتلوا ولم يتسلم أحد أي جثة."