يستخدم اليمنيون فن الرسم في الشارع لمطالبة الحكومة بالكشف عما حدث لمئات الأشخاص الذين اختفوا على مدى سنوات تعرضت فيها البلاد لاضطرابات سياسية، لكن حتى صورهم على الجدران أزعجت بعض الشخصيات ذات النفوذ فسعت لازالة الرسوم . وقال مسؤول حكومي إن معظم الذين اختفوا العام الماضي من المحتجين الشبان، بينما كان أغلب من اختفوا في السنوات السابقة شخصيات سياسية أو ضباط جيش اعتبروا خطراً على النظام . واقتيد كثير من هؤلاء من منازلهم أو مقار عملهم ولم يظهر لهم أثر بعدها . وقال مراد سبيع، وهو فنان بدأ المشروع إن المجتمع نسى الذين اختفوا قسراً، لكن القائمين بالمشروع يرسمون صورهم على الجدران مع ملاحظات باللغتين الانجليزية والعربية بأسمائهم وتاريخ اختفائهم . ويقول سبيع إن الجهود الأولى لحملته التي أطلق عليها "الجدران تتذكر" منذ ثلاثة أسابيع أغضبت شخصاً ما في ما يبدو . وأضاف أن كل الرسوم محيت، ويعتقد الناس أن السبب هو أن بعض قادة الجيش مسؤولون عن حالات اختفاء، لكن القائمين بالمشروع يواصلون الرسم فعندما تزال الصور يبدو الأمر وكأن الشخص اختفى مرة أخرى . وقالت هالة القرشي، وهي ابنة وزير سابق اختفى عام ،1978 عندما كانت في العاشرة إن حزن عائلتها ما زال باقياً معها منذ اللحظة التي اختفى فيها والدها . وقالت وهي تقف بجوار صورة لوالدها على جدار قرب شارع رئيس في صنعاء إن هذه الحملة أسعدت أسرتها من جديد لأن موضوع المختفين ما زال مهماً لحركة الشباب والصمت عنهم هو ما يؤلم .