قررت منظمة أطباء بلا حدود، الناشطة في مجال الإغاثة الطبية الإنسانية، استئناف أنشطتها الطبية في المستشفى الجراحي التابع لها في مدينة عدن الواقعة جنوبي اليمن. وكانت المنظمة، أعلنت إغلاقها للمستشفى مؤقتاً بعد اقتحام مسلحين لمشفاها الجراحي أواخر يونيو حزيران الماضي. وجاء قرار افتتاح المستشفى عقب لقاءات ومشاورات مكثفة في مدينتي عدنوصنعاء، التقت خلالها المنظمة مع السلطات الحكومية وزعماء القبائل ومختلف الأحزاب السياسية وغيرهم من الأطراف المعنية ذات الصلة. وقالت، رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن آن غاريلا: «لقد حصلنا على الدعم الكامل من مختلف الأطراف المعنية فيما يخص ضمان احترام سلامة المرافق الطبية، وأفراد الطاقم العاملين بها والمرضى المتواجدين فيها، من أية مخاطر أو تعرضهم لإطلاق النار أو الهجوم عليهم أثناء تقديم أو تلقي خدمات الرعاية الطبية الأساسية. في المقابل، أكّدت منظمة أطباء بلا حدود عن ضمانها لشرطي الجودة والحيادية في تقديم خدماتها». وعبّر مسؤولو الحكومة وقيادات أمنية عن تفهمهم لأهداف هذه البعثة الطبية، وعبّروا عن دعمهم لمبادئ منظمة أطباء بلا حدود المبنية على النزاهة والاستقلالية. بينما أصدر وزير الداخلية أوامر لقوات الأمن فيما يتعلق بحماية المرضى. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن المستشفى الجراحي قدم منذ افتتاحه في شهر أبريل/نيسان 2012، الذي يضم 40 سريراً ويُسيّره طاقم مكوّن من 140 عنصراً محلياً وأجنبياً، العلاج المجاني لأكثر من 500 رجل وامرأة وطفل، بمن فيهم ضحايا الألغام والعنف المسلح. وأضافت غاريلا: «لقد اتفق جميع الفاعلين على أن الجرحى والمرضى يجب أن يحظوا بالرعاية الطبية بدون أي شكل من أشكال التمييز وبصرف النظر عن مسببات حالتهم الصحية. وهناك الترام قوي داخل المجتمع ولدى السلطات من أجل السماح لأي مريض بتلقي الرعاية الطبية المستمرة التي يحتاجها». وأشارت المنظمة إلى التزامها بتقديم «خدماتها بدون قيد أو شرط لجميع ضحايا العنف، وذلك في إطار القوانين اليمنية والقانون الإنساني الدولي». وأعربت عن شكرها البالغ للسلطات الحكومية و جميع أطراف المجتمع المدني في مدن عدن و أبين و لحج و الضالع ، على الجهود التي بذلوها وعلى التزامهم بضمان توفير الرعاية الجراحية المجانية والمحايدة والآمنة لجميع من يحتاجونها. وعملت منظمة أطباء بلا حدود في اليمن منذ عام 1986 وبدون انقطاع إلى غاية 2007. وبالإضافة إلى محافظات عدن والضالع وأبين، تزاول المنظمة أنشطة جراحية في محافظتي عمران وحجة في شمال البلاد. وبالنسبة لليمن، لا تقبل منظمة أطباء بلا حدود التمويل من أي حكومة كانت وتختار الاعتماد المطلق على التبرعات الخاصة.
